لغة الحلم والتشكيل في ديوان “لعينيك يصمت المدى”

 دأبت السّيمياء اللّغوية الإشارة باستمرار لتميز لغة الإبداع الشّعري عن غيرها، من الأجناس الأخرى، فضلا عن اللّغة المعيارية، وفي هذا النّطاق المميز كان العمل الشّعري، وكان التّنافس الإبداعي بين الشّعراء. إذ لا شعر خارج دائرة اللّغة، و ليس كلّ لغة صالحة للشّعر، وهذا يقيّد الخصوصية، و الانتقاء، والسّبك وحسن الصّياغة، وبعد الدّلالة.
 في هذا الإطار، ظهر ديوان “لعينيك يصمت المدى” للشّاعرة نعيمة زايد  سنة 2012 في طبعته الأولى، ويضمّ خمسة عشر نصا. بتقديم للأستاذ  بنعيسى بوحمالة، والأستاذ محمد إدارغة، أمّا الغلاف فزيّن بلوحة تشكيلية للشّاعرة تقاسمها اللّون البنفسجي الفاتح الدّاكن على اليمين واللّون الأخضر الأزوردي الفاتح الدّاكن على اليسار، ويتوسط كلّ ذلك تشكيل بني فاتح. أمّا ظهر الغلاف فزين بصورة للشّاعرة في هيئة فارسة تمتطي جواداً في مخرج بوابة كبيرة، ومقطع من قصيدة ” والنّهار إذا تجلّى ..عيناك”.
 إنّ أوّل ما يلفت انتباه القارئ المتتبع لشعر الشّاعرة نعيمة زايد، وبخاصّة انطلاقاً من ديوانها الأوّل “رسائلُ مكنون الوشم” هذا التّغيير في النّسيج اللّغوي، وقد كان ذلك للأحسن والأفضل.. وكأنّي بالشّاعرة تنبّهت لما ينبغي، فتركت لغة الانفتاح، والبوح، والتّجلي، إلى لغة التّشكيل، والإشارة، والتّرميز… وحين نذكر “التّشكيل” ينصرف الذّهن تواً إلى الرّسم التشكيلي، والشاعرة نعيمة زايد فضلا عن الشّعر فنانة تشكيلية، و لغة هذا الفن، وأيقوناته وجدت لها مكاناً في هذا الديوان، بل أثّرت على لغته في تركيبها ونسقها.

1 ــ وقفة عند العناوين :

” لعينيك يصمت المدى” عنوان الدّيوان، عنوان يذكر بالبيت التّالي :
“والعينُ تنطق و الأفواه صامتة
 حتّى ترى من ضمير القلب تِبيانا”

عنوان يمنح العينين ما لهما من أهمية جمالية تنتهي لجلال التبجيل، وروعة الاحتفاء لدرجة الصّمت والانبهار، والإعجاب و الإكبار. وقد تكرّر “الصّمت” كعامل موضوعي، قابل للتّأويل في عناوين ثلاث قصائد: ” أرسمك بلون الصمت” و”وحدها السّماء تبارك صمتي” و”قارّات لا تصمتُ شموعها بهدير الشّمس “، ثمّ تأتي بعد خمسة عناوين اتخذت لها تناصاً من بعض آي القرآن :
” هل أتاك حديث الحلم ..إذا تجلى” والفرح إذا يغشى شجراً ..حنين” والنّهار إذا تجلى ..عيناك ” والسّماء إذا تجلى.. عيناك ” و”المغيرات إذا .. سجين “
 ثمّ هناك عنوان واحد بلغة معيارية واضحة كما يبدو وهو ” عودي حبيبتي .. عودي”، تليه خمس عناوين انزياحية: ” أنا البحر حين .. لا أنت ” و”رياح الغياب ” و”من رموشها يتغذى المدى ” و”آيات الضّياء ” و”نشيد خطوي”.

2 ــ تقاطع التّشكيل والشّعـــر :

يجادل البعض في مسألة التّقاطع، و يدّعون إلى صفاء الجنس الأدبي. مع أنّ التّقاطع لا يضرّ العملية الإبداعية في أيّ شيء بل يثريها، ويدعمها..روني شار وسان جون بيرس وجاك بريفر، وجورج لوي بورخيس وغيرهم الذين لم يكتفوا بقصائدهم، بل انطلقوا في الفن التّشكيلي باعتباره مادة بصرية تــذهب إلى أبعد من النّص الكتابي، يقول أدونيس في نفس الوضع والحالة، حين سُئل عن اهتمامه الشّعري، وممارسة الفن التّشكيلي: » الفنون متداخلة وهذه مسألة يجب أنْ ينتبه إليها الشّعراء والكتاّب العرب، لأنّه عـــــادة ما تعودنا أن ليس هناك أيّ علاقة ولا أيّ تفاعـــل بين الشّعر والرّسم والمــوسيقى إلا على مستوى الأغنية». والسّؤال المطروح هنا، هل نحن بحاجة إلى هذا التّداخل من أجل أن نصل إلى عصر الحداثة التي نراها تتجلى في الآداب الغربية؟ يجيب أدونيس:« أجل، نحن بحاجة إلى هذا التّداخل في كتابتنا العربية المعاصرة».  والمعروف أنّ هذا جانب من جوانب الحداثة، وعلى الخصوص عن الشّعراء الذين يتحدثون عن الحداثة ولا يمارسون الأصــول الحقيقية التي تجعل من هذه الكتابة تصل إلى الحداثة، وهي معانقة العصر والانفتاح عليـــه. وهذا ما يؤكده أدونيس بقوله: «حتى المركبة الفضائية التي تصل إلى القمر ليست معزولة علمياً عن أوّل دولاب اخترعه السّومريون. إذا لم ترَ في المركبة الفضائية الدولاب السّومري فأنت لست حداثيا. كيف تتداخل الأزمنة وتتداخل معها الأمكنة أيضا؟ وهذه النّظرة الكلية الشّاملة تنقصنا وللأسف. لا يمكن أن نقرأ غوتة، أسمي أجانب لا أسمي عَربا، ما لم نقرأ معه كلّ عالم الحضارة الإسلامية التي يتحدث عنها. لا يمكن أن تــرى أوروبا دون أن تراها من خلال الأندلس. إنني أنظر إلى تشابك الأزمنة وتداخلها، الماضي والحاضر، ومثلما أصبح العالم قرية صغيرة، من باب أولى أن يكون الزّمان موحداً أيضاً. « وأقوال النقاد في الباب كثيرة، فلا جرم أنّ الشّاعرة نعيمة زايد بشكل إرادي قصدي، أو غير إرادي مازجت التّشكيل بالشّعر فجــاءت بديوان مختلف لغــة و رؤية و إبداعا .. بشكل يقيم مفاصلة بيــن المباشرة و التقريرية و البعد الواضح، و ينسج من المتخيل و الذاكرة ـ و بلغة التّـــداعي و الحلم و التّشكيل ..قطعاً غير مألوفة ، و لا متداولة في السّاحة الشّعرية ، تمتــح من غبـش التّجــريد ، و خــوارق السوريالية صورا تنبض بالرؤى و الخيال ، و تبعث على التأمل و التساؤل..في إطار لغة شعرية مكثقة تعتمد العلاقـة التضادية والبنية الاستعارية وقد تخللت مصطلحات التّشكيل، أشطر النّصوص مشكلة فسيفساء تعبيرية : [ أرسمك بلون الصّمت .. وكان المدى يداعب مكعبات الضوء .. أرسمك بريشة الصمت ] ص7/8/9 [ عيون الموناليزا بالضّفة الجانبية / و لوتْريك يغازل دخان الألوان ..تواً فكت الأرض ارتباطها بالمحور/ كلّ الزوايا انفرجت / لتتماسك نقـــط الفراغ بداخلي.. لتغمد الفرح بألوان الانتظار] ص 13/14 ، [ كيف أرسمك جدارية الغواية و الريح برقصتها الآخيرة..] ص27 ، [ قميص يشرع ألوانه و أحجامه و فراغاته يستقبل الوافدين ..دوائر الضّوء أعلنت الاعتزال ] ص31 و [ كيف لوّن الرّبيع أهدابها بالماء .. كلّ الآلوان غيرت سحنتها..] ص41/42 و [ تغير لون الصّمت برقص الهذيان / أيّ سرّ مكنون بلون
الحزن.] ص72

3 – أثر التّشكيل في لغة الشّعـر:

 لعلّ أهمّ ما يميز هذا الدّيوان، لغته الشّعرية، التي جاءت مختلفة، ومتميزة. مختلفة من حيث التّركيب، والنّسق، واختيار الألفاظ، والبُعد عن السّياق الدّال، واعتمـاد المجاز التّعريضي الذي لا يهتمّ بالتّسلسل المنطقي للصّور الشّعرية مما ينجم عنه تراكم لوجوه المعنى، وتعدّد للدّلالة .. في غير تحديد..
 فإذا كان التّشكيل يقوم على أساس العلاقة القائمة بين الضّوء والظّل، واللّون، والتّداعي أيّ الهذيان البصري لمكونات اللّوحة، لخلق لغة فنية، بعيداً عن لغة الإشهار و(البوسترات) فإن هذا الأثر، هو نفسه، كان أسّ البناء الشّعري في هذا الدّيوان:
“ليلٌ يتهادي / ثغرٌ بكعب عال يلفُّ عنق النّسيم / قميصٌ يشرعُ ألوانه و أحجامه و فراغاته يستقبل الوافدين /و جاهة تعكسها الجدرانُ المسبلة / زهورٌ برية تتوزع المكان/ قتديلٌ يجـر تاريخهُ العريق تكاد ذبالته تنير / دوائر الضّوء أعلنت الاعتزال /فكم يكفينا من ثاني الشّوق لنشعل الحنين/حانات تتسكع خارج الاحتمال/تتنفس بطريقة الاستشعار عن بعد..”ص31/32
 ألا يشبه هذا المقطع لوحة تشكيلية؟ يقف أمامها المشاهد مبهوراً، مأخوذاً ..تضجّ في رأسه الأسئلة، وتبقى حبيسة الحلم والخيال، تبحث عبثاً عن جواب دون أن تدركه. لأنّ الحقيقة التّخييلية المتقصدة نفسها تفتقدها الشّاعرة كما يفتقد فضاء اللّوحة قصديات مبدعه، وتلك حكمة الفن حين يصبح ملك الآخر، وتأويله، واستنتاجه.

4- نسقية التناص القرآني :

إنّ مسألة التنصيص ليست جديدة في الكتابة الشّعرية قديمها وحديثها. بل هي من عناصر إثراء النّصوص، أسلوبياً و دلالياً …وهي أيضاً من عـوامل التّخييل الشّاعري، تشكل بالنّسبة للنّقد دلالة البحث، وهدف المعنى داخل النّص، إذ تصبح العملية عملية كشط وتنقيب ( اركيولوجيا)  .
 والدّيوان اعتمد أساساً التناص القرآني، ولا غرو في ذلك، لطالما استهوى القرآن الكريم بلغته وتراكيبه ونسقه المعماري الفذّ .. جبلة كثيرة من الشّعراء والكتّاب ..والمهم ليس التّناص في حدّ ذاته، وإنّما الجديد في توظيفه، وقيمة الشّعر في حليته

أ – التناص على أساس العناوين :

تستوقفنا خمس قصائد عناوينها تتجذّر من آيات كريمة :
1- “هل أتاك حديث الحلم …إذا تجلى”. مقابلها من القرأن : [ هل أتاك حديث الغاشية ] الغاشية / الآية1 ، و [ النّهار إذا تجلى ] الليل /الآية 2
2- “و الفرح إذا يغشى شجراً … حنين” . مقابلها [ و الليلُ إذا يغشى] الليل / الآية 1
3- “و النّهار إذا تجلًى … عيناك ” مقابلها اقتباساً [النّهار إذا تجلى ] الليل /الآية 2
4- ” و السماء إذا تجلى .. عيناك ” مقابلها [النهار إذا تجلى ] الليل /الآية 2
5- ” و المغيرات إذا …سجين ” مقابلها [ فالمغيرات صبحاً .] العاديات/ الآية 2
ب- التناص في النّصوص :
أمّا في تضاعيف النّصوص، لم يأت التناص القرآني بكثرة، نذكر بعض الأمثلة:
” و اقذف بحقائب الخيبة لواد غير ذي رجع .” ص18 تحيلناعلى الآية الكريمة [ ربنا إنّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المُحرم ….] إبرهيم /الآية 39
” فدعني أجادل النّور بالتي هي أشعر ” ص 34 و تحيلنا على الآية الكريمة [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن] النحل: 125
” وحدها الأرض انشقت و أذنت للرماد . ” ص70 و في هذا تناص و الآيتين الكريمتين : [ إذا السّماء انشقت (1) و أذنت لربها و حقّت (2) ] الانشقاق/الآينان 1 و2
5 – الرّمز :أعلام و أماكن و فروسية :
لعلّ أهمّ ما يلفت الانتباه في بنية قصائد الدّيوان صبغتها الرّمزية، ذلك الرّمز الذي يمتح من أسماء أعلام و أماكن، ويترك مساحة بلا حدود للتّأويل، كأيّ لوحة تجريدية.
ترفض التّأويل الوحيد، وتنفتح واسعاً على كلّ التّأويلات الممكنة. ومن تمّ جاء الأعْلام من عصور مختلفة، ترصد الشّاعرة لحظة رمز دالة:[ المهلهل، لبيد، عنترة، جميل بثينة، مهيار الديلمي، زرياب، نزار قباني، السّياب، فريدريكو غارسيا لوركا، لوتريك، الموناليزا، فونغوغ، مارلين مونرو، نيكولاي تشاوشيسكو]:
ــ عيون الموناليزا بالضّفة الجانبية .ص13
ــ و لوتريك يغازل دخان الألوان .ص 13
ــ إن انتبتك يوماً فتّش عني حصالة لورك التي حملها اليم ذات هجع ليحميها من البلل.ص19
ــ أو زهرتين بين دفتي كافكا لزوم العطر . ص19
ــ و قبر شاوسيسكو بأمعاء النّسور تحمل ألويته الغربان الآبقة بربوع أوطاننا .ص19
ــ تمسكين الحذاء و فونغوغ يطرّز جبينك . ص28
ــ مارلين مورو و باريس . ص33
ــ و حرارة العشق الغجري مع لوركا. ص47
ــ غيث المهلهل . ص57
لبيد… وخفر لقاح .ص58
 قرع سياب وعشق نزار لِيشيخَ الحلم فينا. ص58
أو إشارة لعلم من الأعلام كما في هذا الشّطر:(عيون الموناليزا بالضفة الجانبية ص13) فضلا عن دور الأمكنة، و دلالتها الرمزية: فرجنيا، القارات، الوادي، الطريق، باريس، بحيرة البجع، سبأ، غزة :
ــ يالفرجينيا تغزلين النّهر ص15
ــ كيف جئتني و قد خلت القارات……و استقام المدى بحافة الصفر . ص18
ــ و أقدف بحقائب الخيبة لواد غير ذي رجع .ص18
ــ امتد الطريق و هذا الربيع …يغني عن السؤال ص19
ــ أقتش عني بالحمراء فأنا صمت جدرانها الواجفة .ص20
ــ متاهة بين الجبل و البحر ــ أنا و أنت ــ صخرة و سورة ياسين ص20
ــ مارلين مونزو و باريس . ص33
ــ يا لبحيرة البجع أية معادلة لمدارات الشوق بتخوم الرحلة . ص50
ــ أميرة تصاعدت من سبإ احتمال . ص56
ــ يشقّ بيدر سهدي غـــزة ص73
 ويبدو أنّ المكان أضحى نبع إلهام ووسيلة تعبير، ورمزا متكاملا لأشياء كثيرة تجول في الذّهن وكأنّها بلا أسماء دقيقة، فتستنجد الشّاعرة بإشارات دالة ومعبرة .. وهناك فضلا عمّا ذكر: ( النّهر، الفح، القلاع، الحانات، البيد، الركح، الزاوية، الشّرفة، الشّواطئ، المدن، المقصورة، البيادر جداول..) وكلّها انزياحية مُشبعة بالرّمز والإشارة، ولا تحمل دلالتها المعجمية..ما يجعل نصوص الدّيوان أقرب إلى لوحات تجريدية يغلب عليها التّشكييل وتحكمها العلامات اللّسانية فتظهر في صورة أيقونية.
 وما دمنا أشرنا في المقدمة أنّ هواية الشّاعرة الثانية، هي الفروسية ، كما هي صورتها على ظهر الدّيوان، فإنّ قاموس الفروسية حاضر، و بشكل لافت. في عدّة أشطر:
ــ و عيناك المنبثان بصهوة خيلي . ص14
ــ خيلي مسرجة على شفا نجم يتمطى و البيد على عجل. ص18
ــ و الجنون الأخير على صهوة مهرة. ص20
ــ لا تتوان كلّ المرافئ أجرت خيولها للغياب. ص26
ــ مهرة الرّوح أنهكها الرّمح بمفازات الحلم ص37
ــ كلّ القلاع إليك مسرجة .ص 28
ــ و الليل خُلاسية هجينة تركب صهوة لجّة نشوانة ص47
 لا شك أنّ كتابة الشّعر الحديث أصبحت لغوياً أصعب مما كانت عليه في السّابق، إلا عند الذي مازال ينظر إليها على أنّها وسيلة تواصل ليس إلا. فالشّعر تعدّى خاصية التّواصل، ولا أقول استثناها وأبعدها… ولكن أصبح اليوم مولداً للمعاني في ذهن المتلقي، بعد أن كان حاملا لها. وذائقة المتلقي نفسها تغيّرت، وما عادت تقبل وضع الاستهلاك والتلقي السّلبي.. بل سارت وفق السّيرورة الحداثية التي تميل إلى المنطق العجائبي، الشّعري، التّأملي، الإيحائي، الاستكشافي. ولهذا جاء الدّيوان مختلفاً في نسقه و تركيبه و لغته، وديباجته الشيء الذي حقّق صوراً شعرية غير مألوفة وإن كان أساسها اللّغة والعاطفة والخيال..إلا أنّها مشبعة بألوان الحلم و التّشكييل من جهة، وحاملة لأبعاد التناقض من جهة أخرى كما يقول أندري بروطو:» إنّ الصّورة إبداع خالص للــذّهن ولا يمكن أن تنتج عن مجرد المقارنة أو التّشبيه بين واقعتين متباعدتين قليلا أو كثيراً، وبقدر ما تكون علاقات الواقعتين بعيدة وصادقة، بقدر ما تكون الصورة قوية وقادرة على التّأثير الانفعالي ومحقّقة الشّعر. «
 ونخلص أنّ ديوان “لعينيك يصمت المدى” مازج بين لغتين أصبح الشّعر يخطب ودّهما: لغة الحلم المائسة النّابضة بالإشارة، المسْكونة بالإبهام و الغرابة.. و لغة التّشكيل المشْبعة بحرارة اللًون وبرودته، ومدى انكساره بين الضّوء والظّل، وارتباطه بمعنى المعنى الذي لا يسمح إلا بالقراءة التّأويلية، التي تنفتح عن الرّؤى ومظانها والتّخيلات و مرابعها.. فيكتسب المتلقي رواء الشّعر الحديث حلماً و تشكيلاً.
الهوامش :
1ــ ” لعينيك يصمت المدى ” نعيمة زايد ، مطبعة وراقة سجلماسة ، الزيتون، مكناس
2 ــ هناك شعراء رسامون من العرب أدونيس، ومن الغربيين: بول إيلوار وجان كوكتو ورينيه
3 ــ جريدة الشرق الأوسط / العدد 12267
4 ــPierre cominade / Image et métaphore Bordas Paris ( P 5 et 11)

 بقلم: مسلك ميمون

Related posts

Top