فيصل فجر متوسط ميدان المنتخب الوطني يتحدث لـ “بيان اليوم” عن طموحاته وأهدافه المستقبلية…

أكد متوسط ميدان المنتخب الوطني الأول ونادي ديبورتيفو لاكورنيا الإسباني، فيصل فجر، على أن برمجة مباريات ودية أمام منتخبات قوية كبوركينافاسو وتونس، شهر مارس الجاري، ستمنح «أسود الأطلس» الثقة قبل انطلاقة الاستحقاقات الرسمية.
وتحدث فجر في حوار أجرته معه «بيان اليوم»، عن الغيابات التي طالت قائمة بالمنتخب الوطني، وتعويضها بأسماء من البطولة الاحترافية، مبرزا دور اللقاءات الوديات في تجريب عدد من اللاعبين الجدد كما حدث خلال مواجهة بوركينافاسو يوم الجمعة الماضي.
وعبر فجر عن سعادته بتواجد ضمن النخبة الوطنية بغض النظر عما إذا كان لاعبا رسميا أو احتياطيا، معربا عن أمله في خوض نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، ومشيرا إلى أنه مرتاح مع ناديه الإسباني ولا يفكر في الوقت الراهن في تغيير الأجواء.

كيف ترى دخول المنتخب الوطني في محك جديد بعد مشاركته بنهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون؟
> لابد من برمجة مباريات ودية للحفاظ على الثقة بعد أداء جيد بـ «الكان» لخلق مزيد من الانسجام وتنويع المدارس التي نواجهها، دون أن نغفل المتغيرات التي تحدث بين الحين والآخر بغياب عدد من اللاعبين لأسباب مختلفة. أما بخصوص الاستعدادات لهذه الوديات، فقد كانت الأجواء جيدة خاصة بعد النتائج الإيجابية التي وقع عليها «أسود الأطلس» بدورة الغابون. نسعى إلى استرجاع الثقة في ظل متغيرات جديدة منها غياب بعض الثوابت كالعميد المهدي بنعطية ومانويل داكوسطا وحضور لاعبين جدد.

> هل تأثرتم بغياب بنعطية إلى جانب داكوسطا الذي ينوب عنه في حمل شارة العمادة؟
> نحترم قرار بنعطية الذي يعتبر عنصرا أساسيا في المجموعة، لكنه لم يلعب كثيرا خلال هذا الموسم رفقة نادي يوفنتوس الإيطالي ولذلك يحتاج للدفاع عن مكانته بفريقه لأنه من الصعب أن يضمن الرسمية في فريق يتوفر على لاعبين كبار. لقد عانى من الإصابات في مراحل مختلفة سواء بالدوري الألماني أو حين انتقل لليوفي ولذلك يحتاج لتأمين مكانه بإيطاليا واستعادة كامل مؤهلاته. وشارة العمادة لا تكتسي أهمية لأن كل اللاعبين يستحقون حملها.

> تم استدعاء لاعبين من البطولة الاحترافية موازاة مع عودة محترفين غابوا عن «الكان»، ما رأيك؟
> إن حضور عناصر جديدة تمارس بالبطولة المغربية مفيد ويكرس الاستمرارية في إدماج العناصر التي بإمكانها أن تقدم الإضافة للمنتخب الوطني. فمثلا يعود عبد الحميد الكوثري الذي سيسد الفراغ في خط الدفاع. وخلال الحصص التدريبية، يتم الاشتغال على عدد من الأدوات، إلا أن تعويض اللاعبين الغائبين يبقى من اختصاص المدرب. لعل دعوة خمسة لاعبين من البطولة المحلية يكشف على أن المدرب هيرفي رونار يتابعها. وأؤكد أن التجانس والانسجام يسود المعسكر الإعدادي، ولا وجود إطلاقا لفروقات بين العناصر المنادى عليها.

> في نظرك، ما هي القيمة المضافة لمباريات ودية أمام منتخبات من حجم بوركينافاصو وتونس؟
> هي مناسبة لتحسين ترتيبنا العالمي لاسيما وأننا حققنا طفرة على هذا المستوى بعد أن صرنا ضمن الـ 50 منتخبا الأوائل في العالم، إلى جانب أن المباراتين الوديتين مع بوركينافاسو وتونس اختيار صائب بدليل أن المنتخب الأول فريق قوي بلغ دور نصف النهاية خلال منافسات كأس إفريقيا للأمم الماضية، فيما «نسور قرطاج» فريق قوي ومتميز رغم إقصائه من الدور الأول، فضلا عن أن المباراة ستكون «ديربيا» مغاربيا وعربيا لقياس جاهزية بعض العناصر التي طعّمت المجموعة والتي من خلالها سيتم إعداد جيل آخر من اللاعبين للمستقبل.

> ألا ترى أن المنتخب الوطني يواجه صعوبات على مستوى الهجوم، إذ يستعصي عليه التسجيل في أحيان كثيرة؟
> لا أظن ذلك .. فالمدرب يقوم بعمله ويعد الخطة المناسبة حسب ما يتوفر عليه من أسماء. الغيابات والإصابات فرضت عليه تغيير النهج والتكتيك والعناصر الموجودة محترفة وتتأقلم مع أي أسلوب. الطريقة التي لعبنا بها اللقاء الأول جيدة والدليل هيمنتنا ووصولنا إلى معترك الخصم عدة مرات عبر الشوطين. المدرب قام بالتغييرات اللازمة ولعب بعض الأوراق في الشوط الثاني، إلا أن اللمسة الأخيرة غابت في بعض الأحيان، لكننا تمكنا من التسجيل وهو الشيء الأهم في كرة القدم.

> بالعودة إلى مباراة بوركينافاسو، ظهر أن المنتخب الوطني مازال يحتاج لعمل كي يصير فعالا أكثر. هل تتفق مع هذا الأمر؟
> خلال المباريات الإعدادية لا يمكن البحث عن النتيجة بالضرورة لكن يتم استهداف أهداف أخرى غيرها. لقد سعى الطاقم التقني إلى منح الفرصة لبعض الوجوه الجديدة لتأكيد حضورها. شخصيا لا أحبذ الحكم على مستوى اللاعبين في مباراة ودية أو شكلية، وأرى بأن المباريات الرسمية الحاسمة تكون دوما فرصة لقياس مدى قدرة اللاعب على تقديم أفضل مردود. وأنا متفق مع المدرب رونار بمنحه الفرصة لبعض اللاعبين خلال المواجهتين، ما يجعله يكون قناعات حول العناصر المختارة قبل بدء الاستحقاقات القادمة، لأنه من الصعب تجريب بعض اللاعبين في اللقاءات الرسمية.

> بعودة الغائبين عن المجموعة واستدعاء عناصر أخرى. هل تخدم المنافسة بينهم مستوى المنتخب الوطني مستقبلا؟
> طبعا تخدمه، لا أحد ينكر قيمة لاعبين من حجم بنعطية وداكوسطا والعربي، لكن رونار هو المعني باستدعاء اللاعبين وسأكون عند حسن ظنه في حال أراد الاعتماد على خدماتي. عندما أحمل القميص الوطني فأنا أسخر كافة إمكانياتي لأكون عند حسن تطلعات الطاقم التقني والجمهور المغربي سواء كلاعب أساسي أو احتياطي. أعتقد أن المنافسة داخل المنتخب يجب أن تظل قائمة ليس في خط الهجوم فحسب، بل في كل المراكز وهو ما يتيح أمام اللاعبين فرصة للاجتهاد أكثر. أظن أن الناخب الوطني يسعى جاهدا رفقة الطاقم التقني لتحسين أداء المنتخب والوقوف عند حجم مؤهلات اللاعبين الذين يراهم صالحين للمرحلة المقبلة. أنا مع منح الفرصة لمن يستحق بغض النظر عن الفريق الذي يمارس فيه اللاعب أو سنه لأن المنتخب المغربي هو ملك للجميع. ومن جهتي أضع من بين أهدافي مواصلة الحضور مستقبلا مع المنتخب المغربي وليس الاكتفاء فقط بتمثيل الفريق الوطني في مباراتين ثم التواري عن الأنظار. أريد أن أظل عالقا بذاكرة الجمهور المغربي طويلا وأنا أقدم لبلدي ما يستحق وأمثله كما يفرض علي الواجب.

> هل تأثرتم بحجم الغيابات خاصة أنه تم الاعتماد أكثر على الحلول الفردية؟
> رغم الغيابات التي حصلت لأسباب مختلفة فكل اللاعبين قاموا بواجبهم. ولهذا أعتقد أن المجموعة الحالية تتوفر على كل مقومات الانسجام ولها من الإمكانيات ما يعطيها القوة والأهلية للعب مع المنتخب الوطني. ولذلك نحن نشتغل على النجاعة والفعالية. نحن متفائلون بخصوص مستقبل الفريق الوطني وسنواصل تشجيع اللاعبين لأن الاقصائيات تتطلب نفسا طويلا، إذ أننا نلعب في إفريقيا والمنطق يغيب فيها. سنصلح ما يجب إصلاحه وأتمنى أن يحالفنا الحظ وتعانقنا الفعالية في المباريات.

> هل ارتفعت أسهم الأسود بعد «الكان» رغم الإقصاء في المرحلة الأولى من الدور الثاني؟
> بصرف النظر عن الإقصاء، فقد قدمنا أوراق اعتمادنا كمنتخب قوي خاصة وأنه بإمكاننا اللعب ضد أي منتخب وإحراجه. لا فرق بين المنتخب قبل «الكان» والآن، إلا على المستوى المعنوي الذي تحسن. لنا قيمتنا ووزننا بغض النظر عن النتائج التي رافقت دورة  الغابون.

> كنت تشارك مع المنتخب الوطني بين الفينة والأخرى، لكن خلال «الكان» فرضت نفسك كواحد من ثوابته،  فما رأيك؟
> كانت صراحة تجربة رائعة خاصة وأنني انتظرتها لوقت طويل. كان أمرا رائعا أن أحضر كأساسي في تشكيلة المنتخب الوطني. أتمنى أن أكون قد قدمت ما يشفع لي بمواصلة الحضور معه في الفترة المقبلة. كنت متفائلا بأنني سأنال فرصتي مع الأسود، وما زاد من سعادتي الأجواء التي تسود داخل المجموعة. أعتز بتجربتي رفقة منتخب بلدي وأطمح للاستمرار داخله وتقديم أفضل مستوى.

> لنتحدث قليلا عن طموحاتك سواء كلاعب للمنتخب الوطني أو محترف رفقة نادي ديبورتيفو لاكورنيا الإسباني؟
> أنا سعيد بالحضور رفقة المنتخب المغربي وأود أن أكون في مستوى التطلعات. حلمي هو التأهل والمشاركة مع «أسود الأطلس» في نهائيات كأس العالم بروسيا 2018 وهذا طموح مشروع مادام المنتخب الوطني يتوفر على جيل موهوب بإمكانه تحقيق نتائج إيجابية في الإقصائيات. وأود التأكيد على أنه منذ التحاقي بالمنتخب الوطني، وأنا أحاول تطوير مؤهلاتي لأقنع بها المدرب، لأنه لم يسبق لي وأن حضرت في إحدى المنافسات العالمية وإن تمكنت من خوض مونديال بروسيا سأكون سعيدا. أمامي الآن خطوات مهمة لتطوير مستواي في الدوري الإسباني للاستمرار في الحضور بشكل جيد مع المنتخب الوطني. وبخصوص الديبور، فأنا مرتاح معه ولا أستعجل مغادرته في الفترة المقبلة وهدفي هو الارتقاء بمستوى فريقي ومن ثمة مناقشة أي عرض جدي من العروض التي تصلني.
> كلمة أخيرة
> أطلب من الجمهور المغربي أن يواصل دعمنا وأن يثق فينا لأن المعنويات ترتفع بتشجيعاته ومساندته لنا في كل الأحوال.

حاوره بمراكش: الصديق الميموني

Related posts

Top