إطلاق النسخة الثانية من “جائزة الشباب المغربي للهندسة المعمارية”

كشفت “أرشيميديا” Archimedia (المجموعة الإعلامية الرائدة في مجال الهندسة المعمارية والبناء في المغرب)، يوم الخميس الماضي (29 فبراير 2024)، عن تنظيمها النسخة الثانية من “جائزة الشباب المغربي للهندسة المعمارية” (Young Moroccan Architecture Awards/YMAA)، للاحتفاء بالتميز في الممارسات المعمارية بالمغرب، وذلك بهدف تسليط الضوء على الإنجازات المبتكرة للمهندسين المعماريين المغاربة الشباب.
وأكد منظمو هذه التظاهرة “أنها ستسمح لمئات المهندسين المعماريين الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة، بتعريف الجمهور الواسع بالمشاريع المبتكرة التي صمموها، وذلك عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية، كما سيتمكنون من جذب زبناء جدد وتحديد توجهات المهنة”، مشددين على ضرورة “تكريم هؤلاء الممارسين لتحفيز إبداعهم والتعرف على خصوصيات ومجالات اهتمام كل واحد منهم ومنحهم الاعتراف الوطني والدولي الذي يستحقونه”.
وفي هذا الإطار، قال فكري بنعبد الله، المهندس المعماري ورئيس لجنة تحكيم الجائزة، إن هذه المبادرة تعتبر “جد مهمة كون هؤلاء الشباب يشكلون أداة لرفع مستوى الهندسة المعمارية وانطباعها في مجهود التنمية التي يعرفها المغرب في المستقبل”، مضيفا أن هناك عددا من مدارس الهندسة المعمارية عمومية أو خاصة تساهم في رفع عدد خريجي الهندسة المعمارية ليصل ما بين 500 و600 مهندس عوض 100 خريج فقط في الماضي.
وأوضح أن الزيادة في عدد الخرجين من المهندسين المعماريين سيساهم في الرقي بالهندسة المعمارية بالبلاد من خلال انتشارهم في جميع جهات المملكة لتنمية هذه الجهات كالأطباء والمحامين وباقي المهن.
وأضاف بنعبد الله في تصريحه للجريدة، أن المهندسين المعماريين أصبحوا يتوفرون على أدوات جديدة مثل الانترنيت وطرق جديد لإنجاز التصاميم من خلال البرامج المعلوماتية وانفتاح قوي على القارة الإفريقية وأيضا الدول العربية وإمكانية الوصول إلى المعلومات والتواصل مع مختلف المهندسين في مختلف دول العالم.
وأبرز أن وظيفة المهندس المعماري تتمثل أساسا في احترام المعايير وقانون تنظيم هذه المباراة، من خلال النظر في مدى محافظة صاحب المشروع، وكذلك، الغلاف المالي واحترام كيفية اندماج كل بناية في موقعها سواء كان طبيعيا أو قرويا أو عمرانيا وحتى وسط المدنية، وبالنظر أيضا إلى مدى الابداع القوي في العمران والهندسة المعمارية التقليدية وتطورها في إنجازات وعطائها من لدن هؤلاء المهندسين المعماريين.
وأشار رئيس لجنة تحكيم الجائزة أن المهندسين المعماريين الأكثر استحقاقا، سيحصلون على جوائز ومكافآت في حوالي ثلاثين فئة، وستكافئ جائزتان مشاريع تخرج طلبة مغاربة في مدارس الهندسة المعمارية الوطنية أو الأجنبية.
من جانبه أكد فؤاد أقلعي، رئيس جمعية “أرشيميديا” Archimedia ورئيس اللجنة التنظيمية لـ”جائزة الشباب المغربي للهندسة المعمارية”Young Moroccan Architecture Awards/YMAA، أن الجائزة تستهدف المهندسين المعماريين الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة، وذلك لحاجة المهندس لما بين 5 إلى 10 سنوات من التدريب والممارسة لدى مهندس آخر، حيث لا يستطيع فتح مكتب للهندسة قبل أن يكون لديه 35 سنة، ومن أجل أن يصل إلى طلبات العمل لديه والتي تحتاج هندستها والعمل الفعلي عليها لسنوات، مؤكدا أن المهندس الذي يبلغ 45 سنة هو “مهندس شاب”.
وأوضح أقلعي في حديث مع جريدة بيان اليوم، أن الفرق بين النسخة الأولى والنسخة الثانية لهذه السنة هو تخفيض عدد الأصناف المشاركة حيث عرفت النسخة الأولى وضع 26 صنف وهو ما أدى لمعرفة وجود ضعف في مجموعة من الأصناف المدرجة، في حين اقتصرت الدورة الثانية على 16 صنف فقط وتم أيضا تغيير بعض قواعد المسابقة لتتناسب مع الدورة الثانية مع الحفاظ على أساسيات المسابقة.
كما أبرز المتحدث نفسه، أن مسابقة هذه السنة ترأس لجنة تحكيمها مهندس معروف في البلاد وله تجربة ومتفق عليه من قبل الجميع لتجربته الميدانية وأيضا باعتباره من أرفع المهندسين المعماريين في المغرب وهو المهندس المعماري البارز فكري بن عبدالله وكذا Odile Decq المهندسة المعمارية الفرنسية المتميزة، كضيفة شرف.
وتتكون لجنة التحكيم الدولية من مهندسين معماريين مشهورين سيثرون بالتأكيد عملية التقييم، وتتشكل من: فكري بنعبد الله المهندس المعماري ورئيس لجنة التحكيم، و Odile Decq مهندسة معمارية وضيفة شرف، ورشيد الأندلسي مهندس معماري ومؤسس كازا ميموار، وDébora Giorgi مديرة معمارية في مدرسة فلورنس للهندسة المعمارية، وماريا الكلاوي مهندسة معمارية ومديرة تربوية لـ EAC، وكريم هنديلي مهندس معماري – اليونسكو، وإدريس الكتاني مهندس معماري، ويوسف المليحي مهندس معماري، وعزيز منان مهندس معماري ونائب رئيس CNOA، وفيصل السنتيسي مهندس معماري.
من جهة أخرى، أشار أقلعي إلى أن المهندس المعماري لا يحظى بالاعتراف الكبير في المغرب، مشيرا إلى أن المهندس بدأ يلعب دورا كبيرا منذ حصول المملكة على الاستقلال بالرغم من وجود أشكال عادية خلال فترة الستينيات، مؤكدا أن المرحلة الحالية تعرف وجود طلب على جودة الأعمال وحرفتيها وكذا تنوع أشكالها وطابعها المعماري الجديد حتى في المطاعم والفنادق.
يذكر أن عملية الاختيار ستتم على مرحلتين، في منتصف العام، خلال أمسية الترشيحات سيتم الإعلان عن المهندسين المعماريين والمشاريع المتأهلة للتصفيات النهائية في كل فئة.
وفي 12 دجنبر 2024، سيقام حفل توزيع جوائز YMAA بحضور المهندسين المعماريين المتأهلين للتصفيات النهائية وكبار المهندسين المعماريين والمؤسسات والشخصيات من عالم البناء بالإضافة إلى شخصيات من الفنون والثقافة.
وسيتم فتح التسجيلات لـ YMAA لعام 2024 عبر الإنترنت اعتبارا من 29 فبراير 2024 عبر الموقع المخصص لهذا الحدث www.ymaa.ma.
يشار إلى أن هذه المسابقة الأولى من نوعها بإفريقيا وبمنطقة MENA التي تسلط الضوء على أهمية الشباب والإبداع في المشهد المعماري المغربي. وذلك بفضل الشراكات الاستراتيجية، سيستفيد هذا الحدث من تغطية إعلامية كبيرة، مما سيوصل المشهد المعماري المغربي الناشئ إلى العالمية.
كما تهدف مسابقة المهندسين المعماريين المغاربة الشباب (YMAA) إلى تكريم ومكافأة المهندسين المعماريين المغاربة الشباب، وكذا توفير منصة عالمية لتسليط الضوء على إنجازاتهم الاستثنائية. وبتنظيم من Groupe ARCHIMEDIA تحتفل(YMAA) كل عامين بالتميز وتساهم في تشكيل التراث المعماري المستقبلي للمغرب، وكذا تعمل على تحفيز إبداع الجيل الجديد من المهندسين المعماريين.

أنس معطى الله
تصوير: أحمد عقيل مكاو

Top