أبي الجعد أرض التصوف والروحانيات.. كتاب جميل يفصل تاريخ حاضرة بوعبيد الشرقي

صدر حديثا عن مؤسسة «أكسيون» للتواصل AXIONS COMMUNICATION، كتاب جميل يحتفي بحاضرة الزاوية الشرقاوية، يحمل عنون «أبي الجعد.. أرض التصوف والروحانيات».
الكتاب الذي جرى طبعه في حلة جميلة وأنيقة، والذي يقع في أزيد من 177 صفحة بالإضافة إلى غلاف خاص، يقدم سفرا وسط أزقة مدينة أبي الجعد، عبر ألبوم خاص من الصور التي تحتفي بمعمار المدينة وتراثها الحي الذي يشهد على تاريخ عريق للمدينة.
ويقدم الكتاب تذكرة سفر في تاريخ مدينة أبي الجعد أرض التصوف وأرض التاريخ والعيش المشترك، وأرض الفن والتعبد، إذ يبرز الكتاب الجميل الذي أشرف عليه كل من لحسن حداد وسعد الحصيني، من خلال أربع محاور رئيسية كبرى، تاريخ المدينة وعمقها التراثي وواقعها الحالي وحاضرها المعاش، وكذا مستقبلها وإمكانياتها الاقتصادية، وذلك عبر نصوص خاصة، في كل محور، تتناول جزءا من حاضرة سيدي بوعبيد الشرقي.
ويتناول المحور الأول رحلة خاصة في عمق تاريخ المدينة، وعن نشأتها وبدايتها تحت عنوان «من الزاوية إلى المدينة»، والذي يتضمن 15 نصا يقدم كشكولا من المعلومات التاريخية عن المدينة من نشأتها وتطورها إلى فضاء ذاكرتها مرورا بالقبائل التي عمرت فيها من قبيل بني زمور، السماعلة، وبني خيران، ثم معمارها وربطها بالماء، وكذا الأدوار الدينية للزاوية الشرقاوية وشيوخ هذه الزاوية، وعمارة ضريح سيدي محمد الشرقي مؤسس الزاوية، إلى العلماء الذين تخرجوا منها، ثم المخطوطات الشرقاوية، فضلا عن نص خاص بالمقاومة التي عرفتها مدينة أبي الجعد في مواجهة المحتل الأجنبي.


المحور الثاني للكتاب، الذي أسهم فيه ثلة من الكتاب والباحثين المغاربة، يحتفي بمدينة أبي الجعد باعتبارها أرض التعايش، من خلال 6 نصوص رئيسية، يتحدث أولها عن مسجد المولى سليمان، فيما يتحدث النص الثاني عن اليهود المنحدرين من أبي الجعد وعلاقتهم المتأصلة والمتواصلة مع المدينة، ثم النص الثالث الذي يفصل في المجتمع اليهودي الذي له حضور قوي بالمدينة عبر التاريخ، ثم نص رابع حول السينما واليهود والذي يعود للحديث عن فيلم «فين غادي يا موشي»، لـ لحسن بنجلون حول الهجرة القاسية لليهود، فيما يقدم النص الخامس مدينة أبي الجعد بنظرة الأجانب، ثم النص السادس حول الشخصيات البارزة لمدينة أبي الجعد.
يستمر الكتاب، في السبر في الماضي والتراث عبر محور ثالث خصصه لـتراث الأجداد والذي يقدم للقارئ في خمس نصوص نبذة عن تراث المدينة بدءا بالموسم الشهير سيدي بوعبيد الشرقي، والنص الثاني حول الموسيقى التقليدية بالمنطقة، ثم نص ثالث حول اعبيدات الرمى ودقة اسلان، فضلا عن النص الرابع الذي خصصه الكتاب لـ «اجعيدان والدندان»، ثم النص الخامس والأخير حول السماع الشرقاوي، روحانية جمال ومنهاج تربية.
تذكرة الكتاب تتواصل، في المحور الرابع والتي تأخذ القارئ إلى حاضر المدينة ومستقبلها من خلال الحديث عن الإمكانات الإقتصادية للمدينة، عبر خمس نصوص تستعرض الصناعة التقليدية، والتعاونيات النسائية، والإمكانات الاقتصادية والطبيعية، والاقتصاد الرعوي، ثم السياحة.
بالإضافة إلى كل هذه المحاور والنصوص التي أشرف عليها أساتذة وباحثون ومهتمون بالمنطقة، يقدم الكتاب ألبوما من الصور الجميلة لأحياء المدينة ولمعالمها ودروبها، وتراثها ومعمارها التاريخي والحالي.
كما تستعرض الصور ألوان المدينة الزاهية، والزوايا الموجودة بها، ونسخ من وثائق تاريخية، ولقطات خاصة حية من عروض الموسيقى والسماع، ولحظات حية من الأنشطة الصناعية والتقليدية للمنطقة والتي تشرف عليها نساء المنطقة ورجالها، وعدد من الصور الأخرى التي تحتفي بمظاهر الحياة والتاريخ بحاضرة أبي الجعد.
يشار إلى أن الكتاب الذي تم تأليفه تحت إشراف لحسن حداد وسعد الحصيني، والذي يستعرض الرفعة التاريخية لهذه المدينة – الزاوية، أشرف على نصوصه كل من رشيد العابدي، كنزة العلالي، محمد بلعربي الشرقاوي، أحمد بوكاري، عبد المجيد بوكاري، مؤنس الشرقاوي، محمد الشرقاوي البزيوي، عبد العالم دينية، بوعبيد البرازي، مصطفى الحر، لحسن حداد، جمال الحجام، عبد الكريم جلال، يهودا العنكري، محمد التهامي الحراق، محمد السموني، فؤاد سويبة، فاطمة الزهراء تابع، محمد التويجر وامحمد زريعة، فيما أشرف على الترجمة عبد العالم دينية، والصور لكل من تيدي سوغان، وجمال المرسلي الشرقاوي، فيما الإدارة التقنية لكمال الحصيني، والإدارة الفنية والرسم كل من محمد بن لحسن، ياسين بن لحسن.

>محمد توفيق أمزيان

Top