وصولا إلى الرقم (10)..

وسط اللغط المصاحب لموسم كروي شاق، متعدد الإكراهات والحالات المعقدة، لم يعد هناك الكثير من الانتباه لما يواكب هذا الموسم الاستثنائي، من نقط سلبية تزيد من ضبابية المشهد…
فبالإضافة إلى كل ما تعرفه من مشاكل متعددة، تأتي ظاهرة الاستغناء المتزايد عن المدربين، بنسبة خرجت عن يمكن تسميته بـ”العادي”، إلى ما يمكن وصفه بقمة اللامسؤولية…
وصل عدد المدربين الذين تم الاستغناء عنهم، منذ بداية الموسم، والى حدود الدورة 21، لـ 10 مدربين، وكان آخرهم رشيد روكي ابن مدينة المحمدية، المدرب الذي عمل في ظروف جد صعبة وخصاص على جميع المستويات، ليضمن للشباب مع ذلك مسارا متوسطا، ورغم ذلك جاء من وجد نفسه بقدرة قادر، مسؤولا عن هذا الفريق المرجعي، ليقرر الاستغناء عنه، وتعويضه بابن مدينة آخر، ألا وهو نورالدين الزياتي…
قبله بأيام فقط، غادر أمين الكرمة الإدارة التقنية لنهضة بركان، والسبب لعدم الانتظام في مسار النتائج الايجابية، وخاصة الهزيمة في ديربي الشرق ضد المولودية، رغم أن النادي البرتقالي ينعم باستقرار يحسد عليه، إداريا ماليا وتنظيميا، أضف إلى ذلك توفره على جيش من اللاعبين المجربين، ورغم ذلك فإن النتائج لم تعكس كل هذه الإمكانيات…
سبقهما للمقصلة، عمر نجحي، المدرب الذي أدى وحده ضريبة تعدد المشاكل بعاصمة البوغاز، ليعود هلال الطاير لمنصب أبعد عنه بطريقة أقل ما يقال عنها، غريبة وعجيبة…
ولمعلومات المؤرخين، فإن الطاير، أقيل بعد أقل من أسبوع على انطلاق البطولة، ليعاد تعيينه من جديد، بعد مرور نصف الموسم!…
ولم يسلم محمد العلوي الإسماعيلي، من نفس المزاجية، فمباشرة بعد سقوط “الحمامة البيضاء” ضد المغرب الفاسي، أقيل المدرب بدعوى “سوء النتائج”….
سبق هذه الكوكبة، واحد من المجربين، ونعني به عزيز كركاش، غادر نهضة الزمامرة بعد ست جولات فقط، وكانت الخسارة ضد الوداد، هي من عجلت باتخاذ القرار…
أما المدرب محمد الكيسر الذي حقق حلم العودة مع يوسفية برشيد للقسم الأول، إلا أن سوء النتائج مع بداية الموسم، عجل بقرار المغادرة، مع أن مشكل الفريق “الحريزي”، أعمق بكثير، وكل المتتبعين يعرفون ذلك…
غادر أيضا عادل رمزي بعد انهزام الوداد في ثلاث مسابقات مختلفة، الدوري الإفريقي ودوري أبطال إفريقيا، ثم البطولة الاحترافية، وأيضا بوشعيب المباركي، المتخلى عنه من طرف المسؤول الأول والوحيد، بفريق شباب السوالم…
ولم يصمد التونسي منير شبيل طويلا، إذ جاءت هزيمة أولمبيك آسفي ضد نهضة الزمامرة، لتعجل بخيار الإقالة، رغم تشبث المدرب بالبقاء…
كلها سلسلة من الحالات، تؤكد أن المدرب هو من يؤدى كالعادة ضريبة الأخطاء وتعدد المشاكل وحالات الإخفاق، ويبقى المسير دائما على حق، إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود..

>محمد الروحلي

Top