“ما قدو فيل”!..

يتواصل موسم تعدد المشاكل بامتياز، موسم كروي، يصل نسخته الثالثة عشرة من عالم يقال، بأنه “احتراف”.. .
سبق أن عددنا الإكراهات التي تعيشها البطولة الوطنية، من تأخر الاستعدادات، وكثرة التوقفات، وإضرابات اللاعبين، وعدم الموافقة على الانتدابات، وإجراء أغلب المباريات بدون جمهور، وإغلاق العديد من الملاعب قصد الإصلاح، أضف إلى ذلك وجود صعوبات مالية طاحنة… كلها حالات يصعب معها، مرور موسم في ظروف عادية…
واتفقنا على أن هذه الفترة تعد انتقالية، ولابد من إنجاحها وذلك بتظافر الجهود من أجل تجاوزها، بأقل الخسائر الممكنة، وحتى ولو تطلب الأمر، تحمل تبعات ثلاثة إلى أربعة مواسم، على أمل الوصول إلى التوازن المطلوب…
كل هذا يمكن تفهمه على مضض، لكن أن تأتي مشاكل قطاع التحكيم، لتزيد الوضع قتامة، والأزمة استفحالا، والأجواء توثرا، فهذه قمة اللامسؤولية، وكما يقول مثلنا الشعبي الدارج “ما قدو فيل زادو فيلة”….
فوسط هذه الأجواء غير المشجعة، تم ضبط حالات غير سليمة، بل غير نظيفة تماما، وتمس شروط المنافسة الشريفة والعادلة، وتكافؤ الفرص…
فبالرغم من المجهود الذي بذل من أجل ضمان تحكيم مقبول، وقرارات عادلة ومنصفة، وما يتطلب ذلك من دعم مالي وامتيازات متعددة، إلا أن تفجر حالات تمس نزاهة بعض الحكام، عصف بكل شيء، وأرجع الأمور إلى بدايتها الصعبة…
والغريب أن إعلان بعض الحكام عن قرارات غريبة، حتى بوجود تقنية الفيديو “الفار”، أمر لا يمكن لعاقل تصديقه، بل يجعل المتتبع يذهب بخياله بعيدا، إلى درجة تفسير ذلك بوجود حالات تلاعب، وحديث عن اتفاقات مسبقة، وطبخ مسبق لنتائج مباريات معينة، تهم أندية محددة، تلخص وجود مؤامرة كبرى، لتضرب مصداقية المؤسسات من الداخل…
إن طغيان ثقافة الشك، يضر بمصداقية البطولة الوطنية، حيث يختلط الحابل بالنابل، ويصبح التوزيع المجاني للاتهامات عملة رائجة، وبالتالي فإن قيمة البطولة الوطنية المصنفة الأولى قاريا، والمتقدمة عربيا، تضررت بشكل كبير.. فكيف يمكن، والحالة هذه، انتظار ذاك التطور المطلوب، والذي تطلب ضخ موارد مالية مهمة…
فالأخطاء القاتلة التي برزت مؤخرا من طرف بعض الحكام، والحديث عن تورط أسماء معينة، يقتضي كما هو جاري الآن، إجراء تحقيق معمق، يقود إلى اتخاذ أقصى العقوبات، وعدم التراجع في الإجراءات الاستعجالية والحاسمة…
فكل هذه الخطوات تعد أساسية، بل ضرورية، وأساسية من أجل تخليق الحياة الرياضية، وتنظيف المجال، على أمل ضمان أجواء سليمة، تسمح بخلق شروط تنافس عال، واستثمار مربح…

>محمد الروحلي

Top