البيت الروسي بالرباط يستعيد شريط حصار لينينغراد قبل 80 سنة

في معرض صور ينظمه بالفضاء الوطني للمقاومة وجيش التحرير بالرباط

افتتح البيت الروسي بالرباط، أول أمس الاثنين، معرضا خاصا للصور التي تخلد الذكرى الثمانين لفك الحصار عن لنينغراد، وذلك بالفضاء الوطني للمقاومة وجيش التحرير بالعاصمة الرباط.
هذا المعرض الذي افتتحه كل من سين ألكسندر مدير البيت الروسي بالرباط ومصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يأتي لعرض جزء من التاريخ الحي للاتحاد السوفياتي سابقا، وروسيا الفيدرالية حاليا، والذي يبرز أوجه تضحيات ونضال الشعب الروسي في مواجهة الحصار الذي أطبق على مدينة لنينغراد – سانتبطرسبرغ حاليا- من قبل النازية.
ويبرز المعرض الذي يضم أزيد من 100 وثيقة ومخطوط رقمي، مصدرها متحف النصر بلنينغراد، والتي تتناول مواجهة الحصار من قبل ساكنة المدينة والشعب الروسي والتضحيات التي تمت من أجل مواجهة النازية وتحقيق النصر ورفع الحصار التام عن المدينة.
في هذا السياق، وفي كلمة له بالمناسبة، قال سين ألكسندر مدير البيت الروسي بالرباط إن تنظيم هذا المعرض يأتي للتذكير بالتاريخ وتخليد الذكرى الراسخة للنصر ولرفع الحصار عن لنينغراد.
وأضاف سين ألكسندر أن هذه الملحمة التاريخية، تركت أثرا كبيرا وتاريخا خالد لروح المواجهة والمقاومة عند ساكنة المدينة التي أبدعت في مواجهة الحصار، وقدمت تضحيات جسيمة في سبيل النصر وفك الحصار.
وزاد ألكسندر أن مدينة لنينغراد وساكنتها وعلى الرغم من الحصار، قاوموا بشجاعة كبيرة، وانخرط الجميع في البحث عن سبل مواجهة الحصار الذي انطلق في يوليوز 1941 والذي استمر أزيد من 800 يوم، حيث واصلت الساكنة الإنتاج في المصانع والقيام بالأعمال داخل المؤسسات الحكومية.
كما لفت إلى الإبداعات التي تمت لمواجهة القصف وعمليات الإغارة على المدينة، مشيرا إلى أن سكان المدينة واصلوا القيام بأعمال شاقة لتحسين الدفاعات الخارجية للمدينة، ومنع النازية من الدخول إليها.
وأبرز المتحدث أن المدينة استمرت رغم الظروف القاسية في إنتاج ما يحتاجه المدافعون عنها وباقي روسيا، بينما بذلت الحكومة المركزية ما بوسعها لمساعدة لينينغراد المحاصرة وإنقاذ سكانها من المجاعة بإيصال إمدادات الغذاء عبر بحيرة لادوغا وعن طريق الجو، ومن خلال إبداعات خاصة لشخصيات من ساكنة المدينة خلدها التاريخ.
ومن ضمن هذه الشخصيات، ذكر سين ألكسندر بـ مارينا لابيتسكايا، ابنة المرأة الوحيدة الغواصة حينها نينا سوكولوفا، والتي تبرز الصورة البصرية، والمخطوطات ضمن المعرض عبقريتها في مواجهة الحصار، عبر مقترحها وإبداعها في فكرة إنشاء خط أنابيب وخط كابلات من أجل إمداد المدينة المحاصرة بالمحروقات والكهرباء تحت الماء، عبر عمق بحيرة لادوغا في صيف وخريف 1942.
وواصل سين ألكسندر الحديث عن ملحمة رفع الحصار عن لنينغراد التي قال إنها تركت تاريخا حيا للدولة الروسية عموما ولنينغراد (سانت بطرسبرغ حاليا) خاصا، والتي أظهر من خلال الشعب الروسي على قوة التحمل والإبداع ومواجهة الحصار، إذ تبرز عديد من الوثائق التاريخية كيف طور علماء لينينغراد تقنيات جديدة وأدوية لمكافحة الجوع والمرض، وكيف عملت المؤسسات التعليمية في المدينة المحاصرة، وكيف تجنيد الأطفال بدورهم في مواجهة الحصار من خلال المساعدة في الأعمال الاجتماعية، وفي نفس الوقت متابعة الدروس والتعلم.
وجدد مدير البيت الروسي التأكيد على أن هذه الملحة ستظل خالدة في أذهان روسيا والعالم أجمع، والتي ما يزال ذكراها متواصلا إلى اليوم، والتي تؤكد على روح الصمود والقوة والتضحية والإبداع لساكنة لنينغراد وعموم الشعب الروسي، خصوصا بعد تتويج هذه الملحمة بالانتصار وفك الحصار والاحتفاء بذلك بالألعاب النارية على ضفاف نهر النيفا بعد الرفع الكامل للحصار في 27 يناير 1944.
يشار إلى أن المعرض الذي ينظمه البيت الروسي بالرباط، بالفضاء الوطني للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، والذي جرى افتتاحه بحضور شخصيات مغربية وروسية، وعدد من الزائرين، يتم بشراكة مع حديقة حيوانات لنينغراد، لجنة الدولة لمراقبة استعمال وحماية المآثر التاريخية والثقافية التابعة لحكومة سانتبطرسبرغ، وحديقة التجارب التابعة لأكاديمية العلوم الروسية، والمتحف الوطني بمدينة نوفغورود.

محمد توفيق أمزيان

Top