حضورنا إيجابي بـ”الكان” الايفواري…

إذا كانت مشاركة الفريق الوطني المغربى لكرة القدم بكأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، لم تشكل تلك العلامة الفارقة المنتظرة، بالرغم من الهالة الإعلامية التي سبقته، والترشيحات التي صبت في صالحه، إلا أن هناك جوانب أخرى أنقذت الموقف، بعدما روجت لصورة المغرب على أعلى مستوى، كما غطت نسيا عن إخفاق الأسود الأطلسية.
أولى مظاهر هذا النجاح الموازي، التفاعل الجميل للشعب الايفواري، مع كل ما هو مغربي، وهذا راجع للبعد الدبلوماسي، يقوده جلالة الملك محمد السادس خلال العقدين الأخيرين، بعد قوي كرس أبعادا اقتصادية واجتماعية، وجاءت طفرة كرة القدم، لتعطي لهذا الحضور زخما خاصا.
وتكرست هذه القيمة الاستثنائية خلال الحفل الختامي، عندما رفع العميد الايفواري ماكس غراديل، لحظة التتويج، العلم المغربي، تقديرا للعلاقة المتينة التي تربط الشعبين، وأيضا نظرا للخدمة الثمينة التي قدمها المنتخب المغربي والتي أنقدت “الفيلة” من إقصاء مر بدور المجموعات، وكذا السمعة الرائعة والصورة المشرفة التي خلفتها الجماهير المغربية، خلال تواجدها بكوت ديفوار، دون أن ننسى التواجد الوازن للجالية المغرببة بجل المدن الإيفوارية…
رفع قائد المنتخب الإيفوارى العلم المغربي، وطاف به أرجاء الملعب، في لحظة اعتراف وامتنان، لا تقدر عائداتها بثمن. تزامنا مع هذا الاعتراف، تسلم المغربي البارز فوزي لقجع، الدورة (35) من الحسن واتارا رئيس كوت ديفوار، بحضور باتريس موتسيبي، وهذه النسخة التي ترشح فيها بمفرده، بعد تهرب كل الخصوم من خوض غمار التصويت…
هناك نقطة أخرى لافتة، روجت لصورة المغرب على أعلى مستوى، وتتجلى بارتداء لاعبي المنتخب لأقمصة خلال الحصص التدريبية، والمواعيد الصحفية، مزينة بشعار “المغرب، أرض الأنوار”، وهي العلامة الدولية الخاصة بالحملة الترويجية، لوجهة المغرب التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة.
مبادرة جد إيجابية بفضل شراكة تربط الجانبين، وتغطي الفترة ما بين 2023-2030، تنص على جعل كرة القدم رافعة للترويج السياحي للمغرب، وتعزيز صورة المملكة، عبر مختلف ربوع العالم.
مقابل إخفاق أصدقاء العميد غانم سايس في تقديم المنتظر منهم، كان لحضور التحكيم المغربي وزن خاص، برز من خلال تواجد الحكمة بشرى كربوبي بصورة جد رائعة، نالت تقدير كل المتتبعين، إلى جانب زملائها رضوان جيد وجلال جيد وسمير كزاز، كما شملت اللائحة كلا من مصطفى أكرداد ولحسن أكزاو حكمين مساعدين، فيما تم إسناد مهمة غرفة “الفار” إلى زكرياء برينسي.
كما كانت هناك مبادرة جد متميزة، تلقاها جمهور الدورة بكثير من الترحاب، وبرزت من خلال خطوة موفقة، أقدمت عليها إدارة الجامعة، وذلك بتوزيع الآلاف من الأقمصة الخاصة بالفريق الوطني، تم صنعها بالمغرب، وقدمت مجانا للجمهور الرياضي سواء المغربي أو الايفواري، أو باقي الجماهير المنتمية لدول أخرى، وهى مبادرة لقت استحسانا كبيرا، لما لها من دور إيجابي على مستوى دعم أسود الأطلس، والترويج لصورة المغرب، والاستغلال الأمثل لدور الرياضة في الدبلوماسية الموازية.
وهي نفس المبادرة التي أقدم عليها أيضا شباب مغربي، قاموا بتوزيع آلاف الأقمصة بمدينة “سان بيدرو”، حيث تسابق الجميع، للحصول على أقمصة تتزين بنقوش الزليج المغربي، وتتوسطه خريطة المملكة المغربية كاملة…
ودائما بنفس الدورة، كان الحضور المغربي بقيمة خاصة، وظهر ذلك من خلال إشراف أطر مغربية متمكنة، سهرت على مراقبة جودة العشب وصيانة الإضاءة، وتجهيز الملاعب الستة التي استضافت مباريات هذه المسابقة القارية.
كلها أمثلة حية من المستوى العالي، أكدت بالفعل على قوة الدبلوماسية الرياضية، وتأثيرها على مختلف الأوساط ومساهمتها في الترويج لصورة المغرب، والتعريف بخصوصياته وقضاياه الأساسية، وحضارته الضاربة بجذور التاريخ…

محمد الروحلي

Top