انطلاقة جديدة لبطولة متعددة المشاكل

عادت البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، للانطلاق من جديد، بعد توقف غير مفهوم دام حوالي الشهر، والسبب كان -كما هو معلوم- مشاركة الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، بكأس الأمم الأفريقية التي وصلت إلى المباراة النهائية التي ستجمع بين منتخبي كوت ديفوار و نيجيريا…
تم تحديد تاريخ عودة منافسات البطولة، مباشرة بعد إقصاء “أسود الأطلس’ أمام جنوب إفريقيا في دور الثمن، بعدما كانت الانتظارات كبيرة من هذه المشاركة.
وكما جرت العادة، فإن فترة التوقف، يمكن أن تخدم فريق ما، كما يمكن أن تعود بالسلب على فرق أخرى، وهذا ما سنقف عليه من خلال مباريات الجولة الأولى إيابا…
والمؤكد أن وضعية الفرق التي كانت مستعدة، قبل بداية هذا الموسم الاستثنائي، هي نفسها التي تبدو لها القدرة على التنافس، والصراع حول المراتب الأولى، ونعني بها الجيش والوداد والرجاء البيضاويين ونهضة بركان، في انتظار استفاقة منتظرة من الفتح الرباطي، وهذا ما تأكد بعد الفوز الذي حققه أول أمس الأربعاء، على حساب الوداد…
في المقابل، تبدو الأغلبية الساحقة من الأندية عاجزة عن إيجاد حلول لمشاكلها الطاحنة، وأساسا المشكل المالي، ويظهر ذلك من خلال حالة المنع الوطني والدولي الذي تعاني منه، بسبب كثرة الملفات العالقة، وعدم الموافقة على الانتدابات الجديدة.
وتعود عجلة البطولة للدوران، بنفس مشاكل بداية الموسم، مشاكل ترخي بظلالها على النسخة الثالثة عشرة، من الصيغة الاحترافية، ومن المفروض أن تكون البطولة بحكم التراكم، قد قطعت أشواطا مهمة؛ على درب الهيكلة والتنظيم، وإرساء أسس ممارسة رياضية سليمة، إلا أن العكس هو الحاصل تماما.
كانت أولى الإكراهات، تتمثل في تأخر الاستعدادات لانطلاقة الموسم، فالأغلبية الساحقة من الأندية، عانت من ارتباك واضح، بل منها من لم يتمكن من استكمال حتى العدد المسموح به من اللاعبين، وتبعات هذا التأخير تؤثر على عطائها.
ثاني العوامل السلبية، الأزمة المالية التي تعصف بكل الأندية، باستثناء ثلاثة أو أربعة فقط، وهذا قاد إلى إفلاس حقيقي، جعلها غير قادرة على الالتزام بعقودها.
هناك إكراه ثالث يتمثل في إجراء أغلب المباريات بدون جمهور، لأسباب مختلفة، ومنها رفض السلطات الأمنية ببعض المدن، حضور الجمهور خلال مقابلات معينة، بسبب كثرة حالات الشغب، والتأثير على الأمن العام الذي يبقى فوق كل الاعتبارات…
بالإضافة إلى هذه الحيثيات، ما يزال إغلاق ملاعب بسبب الإصلاح أو التحديث، يساهم في الزيادة في حجم الضغوطات على أندية معينة، وهناك أيضا كثرة التوقفات بسبب التزامات المنتخبات، والأندية المشاركة على الواجهة القارية.
إذن، كلها عوامل سلبية تربك مهمة لجنة البرمجة التي تجد نفسها عاجزة على إيجاد حلول أسبوعية عاجلة، قصد معالجة الإشكالات المطروحة، والتي تجعل من النسخة الـ13 من الدوري الاحترافي، موسما شكليا لتكملة العدد، والوفاء بالالتزامات الدولية.

>محمد الروحلي

Top