الوداد.. أزمة تسيير ونتائج وعصيان ومطالبة بالمستحقات

ليس غريبا ولا مفاجئا أن تهتز الوداد بعد أيام قليلة عن غياب الرئيس، إذ بدأ يتضح ما غطاه سعيد الناصري، خلال فترة إشرافه عن النادي في مختلف مرافقه ومجالاته ماديا ومعنويا.
في الفترة الآنية، وقف رفاقه في حرم المكتب المسير على ديون متراكمة أساسها مستحقات اللاعبين المتأخرة، وملفات النزاعات لدى الجامعة والفيفا، وكذا محكمة التحكيم الرياضي .
وتابع الجميع كيف يشتغل رفاق الناصري من أجل ضمان استمرارية الوداد وتدبير أزمة مالية خانقة غير مسبوقة، حيث الفريق اليوم يعيش الحقيقة المرة بدون إمكانيات مادية، ووحده الرئيس الناصري كان يعرف ما يجري ويدور في النادي، باعتباره المسؤول الأول عن المؤسسة، ووكيل لائحة المكتب المسير لفرع الكرة، ورئيس المكتب المديري للنادي بفروعه، وكان يدبر الأمور بطريقته دون أن يظهر الخصاص.
اليوم وبعد أيام قليلة، ظهرت الفوضى في الوداد وتعذر على المدرب البنزرتي ضبط مستودع الملابس، لاعبان تمردا في لقاء الديربي زهير المترجي وهشام بوسفيان، واضطر المكتب المسير لإبعادهما عن الفريق الأول، وإلحاقهما بفئة الأمل، وقبل موعد الديربي تلقت إدارة الوداد إشعارا من اللاعب الدولي يحيى عطية الله عبر وكيله يطالب بمستحقاته، المقدرة بأكثر من 400 مليون سنتيم في دين سابق تنضاف إليه المستحقات الحالية، قبل أن يمهل النادي مدة عشرة أيام قبل الرحيل.
وبرر الدولي المغربي قراره عبر تدوينة أوضح فيها، أنه يسعى لتفادي ضياع حقه، ويعتبر هذا الملف الأول فوق طاولة المجموعة المسيرة الحالية التي تواجه إرثا ثقيلا، وهم ينتظرون أن يتسلم الوداد من الكاف الدفعة الثانية من منحة المشاركة في “السوبر ليغ” الإفريقي وعائدات أخرى للتمكن من تخفيف ثقل الدين.
بعض اللاعبين ترجموا الوعي والتفهم للوضع الصعب الذي يعيشه ناديهم ماديا وحتى النتائج تراجعت، ولم يقوى الشيخ البنزرتي على تجويدها وحصيلته مقلقة خلال الفترة التي قضاها منذ حلوله في الدار البيضاء، يوم الأربعاء 13 دجنبر الأخير، وتحمل مسؤولية تأطير الوداد خلفا لزميله عادل رمزي المقال.
الوداد أجرى خمسة مباريات فاز في واحدة فقط وتعادل في واحدة، وخسر ثلاثة، والأغرب أن مبرراته حول النتائج واهية يدو هو يتحدث عن تراكم المباريات، وضيق الوقت المتوفر لتحسين المردود، وهو الذي لبى دعوة الناصري على عجل وإلتحق ليلة الأربعاء بمطار محمد الخامس، وبعد 23 ساعة فقط تنقل مع الوداد عبر نفس المطار إلى دار السلام، حيث حل الفريق ضيفا على خصمه التنزاني سيمبا ومني بهزيمة 2-0.
و ما صرح به عقب الهزيمة في الديربي يشبه التلويح بالتخلي عن المهمة خاصة، وأن سعيد الناصري الذي تعاقد معه يواجه مشاكل تغيبه عن مدار الكرة، وقد يكرر ما عاشه مع الرجاء عند إنسحابه في آخر تجربة بعد فترة قصيرة توجت بالفشل.
الوداد اليوم فوق صفيح ساخن و “العائلة” متكتلة بفعالياتها لتجاوز المحطة بسلام، لا سيما أن الوداد لا تستحق هذا الوضع والظرف الحالي لايسمح بالتحليل والوقوف على الأسباب والمسببات، فكيف بدأت هذه المرحلة بقيادة سعيد الناصري في أواخر يونيو 2014 وكيف إنتهت في 22 دجنبر 2023 بتغييبه، خلال مدة 09 سنوات و190 يوم، أحرز الوداد 8 ألقاب وتعاقب على تأطيره عدد كبير من المدربين مغاربة وأجانب، وتوفرت له في هذا الزمن إمكانيات جعلته خارج مدار المشتكين من الأزمة في القسم الإحترافي الأول.
وفي المقابل أهمل التسيير الهيكلة والتكوين والتواصل مع برلمان النادي منخرطيه ومحبيه في غياب جموع عامة، و تفرد مسؤوله بالقرار، وهاهي الوداد تجتاز الأزمة وتجتر تبعاتها تضمد الجراح بدعم من أفراد عائلتها، ومن يحبون الوداد مؤسسة مستمرون بنفس الوفاء .

< محمد أبو سهل

Top