بطولة بمشاكل متعددة…

قطعت البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقسمها الأول، الثلث الأول لهذا الموسم.
هي النسخة الثالثة عشرة، من الصيغة الاحترافية، ومن المفروض أن تكون البطولة بحكم التراكم، قد قطعت أشواطا مهمة؛ على درب الهيكلة والتنظيم، وإرساء أسس ممارسة رياضية سليمة…
إلا أن العكس هو الحاصل الآن، فبطولتنا تعاني من مشاكل كثيرة، أثرت كثيرا على مردوديتها وإيقاعها العام.
أولى الإكراهات، تمثلت في تأخر الاستعدادات لانطلاقة الموسم، فالأغلبية الساحقة من الأندية، عانت من ارتباك واضح، بل منها من لم يتمكن من استكمال، حتى العدد المسموح به من اللاعبين، وهذا إشكال حقيقي يضرب في الصميم مفهوم نظام الاحتراف.
ثاني العوامل السلبية، الأزمة المالية التي تعصف بكل الأندية، باستثناء ثلاثة أو أربعة فرق فقط، إذ يستنتج من الأرقام الصادرة عن لجنة المراقبة المالية داخل الجامعة، أن هناك إفلاسا حقيقيا صارخا، جعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها…
ثالث الإكراهات، يتمثل في إجراء أغلب المباريات بدون جمهور، لأسباب مختلفة، ومنها رفض السلطات الأمنية ببعض المدن، حضور الجمهور خلال مقابلات معينة، بسبب تجاوزات عديدة، سبق أن شهدت أحداث شغب خطيرة…
كل هذه العوامل السليمة ليست جديدة، وسبق التعامل معها خلال مواسم سابقة، إلا أن حيثيات أخرى أرخت بظلالها هذا الموسم على المشهد، وباتت دورات البطولة رهينة تأثيرات لا يمكن تجاوزها بسهولة…
من بين هذه الحيثيات، نجد إغلاق ملاعب بسبب الإصلاح أو التحديث، من بينها ملاعب طنجة، الرباط، تطوان، وأخيرا الدار البيضاء، الشيء الذي أدى إلى وجود ضغط على ملاعب معينة، كالجديدة، والمحمدية، ومراكش، خاصة هذه أن الملاعب تشهد أيضا إجراء مباريات رسمية، لمنتخبات إفريقية لجأت للمغرب، قصد حل إشكال عدم وجود ملاعب صالحة ببلدانها…
ثاني الحيثيات الضاغطة، هناك كثرة التوقفات بسبب التزامات المنتخبات، والأندية المشاركة على الواجهة القارية، وهو عامل يقود إيقاع المنافسة، كما يخلف ارتباكا على سيرها العام.
هذا العامل يربك أيضا مهمة لجنة البرمجة، تجد نفسها عاجزة على إيجاد حلول أسبوعية عاجلة، قصد معالجة الإشكالات المطروحة، والسعي لإرضاء الأندية المعنية، وحالة فريق الوداد البيضاوي نموذجا، وأيضا إرضاء الفرق المنافسة، كما هو الحال بالنسبة للرجاء البيضاوي الذي رفض مسؤولوه برمجة مباراة الديربي، ما لم يستكمل غريمه التقليدي إجراء مبارياته المؤجلة، والتي تصل إلى حدود الدورة العاشرة، إلى أربعة مقابلات كاملة…
كلها عوامل وإكراهات كثيرة، تجعل من بطولة هذا الموسم، مجرد مسابقة شكلية، غير قادرة على التطور، ويمكن القول إنها -ربما- مرحلة انتقالية، يتلاقى بها الذاتي والموضوعي، وهذا ما يجعل الأندية تتعامل مع الواقع على مضض، وتتقرب الحلول، لكن عليها أن تبدأ من نفسها أولا، ثم انتظار ما يأتي أو لا يأتي…

>محمد الروحلي

Top