زلزال الحوز.. فرق الإنقاذ تسابق الزمن لإغاثة المنكوبين بالمناطق النائية

تواصل فرق الإنقاذ العسكرية والمدنية بذل أقصى جهودها لإغاثة المتضررين من آثار الزلزال الذي ضرب المملكة، يوم الجمعة الماضي، مخلفا خسائر بشرية ومادية كبيرة.

ففي اليوم الثالث على هذا الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة، يسابق رجال الإنقاذ الزمن بدعم من فرق إغاثة أجنبية لتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين دمرت منازلهم جراء الكارثة، التي خلفت لحدود صباح أمس الاثنين، 2497 قتيلا، و2476 جريحا، وفق ما أفادت وزارة الداخلية في حصيلة محينة، موضحة، أن عدد الوفيات بلغ 1452 بإقليم الحوز، و764 بإقليم تارودانت، و202 بإقليم شيشاوة، و18 بعمالة مراكش.

وأشار المصدر نفسه، إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عمالات وأقاليم ورزازات، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير.

وتعمل فرق التدخل إلى جانب متطوعين من أبناء القرى المتضررة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت أنقاض المنازل والبيوت المهدمة، خصوصا بالحوز الإقليم الأكثر تضررا كونه مركز حدوث هذا الزلزال المدمر والمنطقة التي أحدث بها أكثر الخسائر المادية والبشري (1452 قتيلا).

وتكثف فرق الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والهلال الأحمر والسلطات المحلية، بدواوير ومداشر جماعة أداسيل، بهذا الإقليم، جهودها للعثور على ناجين بين أنقاض المباني المنهارة، رغم الظروف الصعبة الناجمة عن طبيعة التضاريس الوعرة بهذه المنطقة الجبلية والانهيارات الصخرية التي خلفها الزلزال، والتي أدت إلى وقف حركة السير لساعات طويلة على الطريق المؤدية إلى الدواوير المنكوبة. ولتدليل هذه الصعوبات، تقاطرت الشاحنات العسكرية المحملة بالجرافات والمعدات اللوجستية على المنطقة من أجل إعادة فتح الطرقات المغلقة وتسهيل عبور سيارات الإسعاف والشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لساكنة هذه الدواوير، والتي سويت مساكن العديد منها بالأرض بسبب قربها من بؤرة الزلزال وكذا بالنظر لطبيعة المباني الطينية بالمنطقة.

ويبقي المسعفون الأمل، رغم مرور ثلاثة أيام على الكارثة، في العثور على عالقين أحياء وانتشالهم من تحت الأنقاض.

وإبان ذلك، قامت السلطات بتوزيع مساعدات من بينها أغذية وأغطية على المتضررين بالمناطق المنكوبة بالحوز، وتارودانت، وورزازات، وشيشاوة وغيرها، وعملت عناصر الوقاية المدنية على نصب الخيام لإيواء المشردين بالقرى التي دمرت بالكامل والمداشر التي نادرا ما لا تزال فيها الأبنية قائمة، كحال “تفغاغت” الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا من مركز الزلزال، وهي قرية يعيش الناجون من ساكنتها من بينهم أطفال صغار، ظروفا قاسية ضاعفت من هول المأساة، بل دفعت ببعضهم للاستغاثة وطلب المساعدة، بعد أكثر من 48 ساعة على الفاجعة..

[

في مقابل ذلك، استمرت نداءات النجدة الصادرة من بعض المناطق المنكوبة لتسريع عمليات الإنقاذ، وتوفير المساعدات اللازمة من غداء ودواء وأغطية، من بينها مناشدات متضررين بإقليم أزيلال، يلتمسون عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، دعمهم خلال هذه الفترة العصيبة التي يجتازونها، لاسيما، بجماعة آيت تمليل، حيث عدد من الناجين تحت وقع الصدمة في العراء في ظل عدم وصول فرق الإنقاذ.

وقد سارعت ساكنة هذا الإقليم المنكوب في إطار مبادرة إنسانية ومواطنة، للمساعدة منذ الوهلة الأولى التي أعقبت الزلزال في جهود إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، لاسيما على مستوى جماعتي آيت أومديس وآيت تامليل، الأكثر تضررا من الزلزال، فيما تكثفت في كافة أنحاء هذه المنطقة الجبلية المبادرات لجمع تبرعات المتطوعين، إلى جانب مئات النداءات التي وجهتها الجمعيات الإنسانية والاجتماعية بالمنطقة للانخراط في الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية.

وتسبب زلزال الحوز بقوة 7 درجات على سلم “ريشتر”، في تشريد أكثر من 300 ألف شخص – حسب منظمة الصحة العالمية- يعيشون بمئات القرى المتفرقة وسط جبال وعرة بالأطلس الكبير، مما يعقد الوصول للدواوير النائية المنكوبة ويستدعي بذل مجهودات جبارة وأعدادا كبيرة من المتدخلين ومعدات لوجيستية كثيرة.

سعيد أيت اومزيد

Top