“الأسود” تصعق البرازيل وتدخل التاريخ

حقق المنتخب المغربي الأول، بقيادة الناخب الوطني، وليد الركراكي، أول فوز في تاريخ كرة القدم المغربية على نظيره البرازيلي، بهدفين لواحد، في المباراة الودية التي أجريت، أول أمس السبت، على أرضية المركب الرياضي ابن بطوطة بطنجة.

وتدخل هاته المواجهة الإعدادية في إطار البرنامح التحضيري الذي وضعه الطاقم التقني للأسود، تحضيرا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023، المقررة بكوت ديفوار.

وتناوب على تسجيل ثنائية المنتخب المغربي كل من سفيان بوفال في الدقيقة 29، وعبد الحميد الصابيري في متم الدقيقة 79، في وقت دون كاسيميرو هدف البرازيل الوحيد.

وبهذا الفوز التاريخي، باتت العناصر الوطنية على خطوات قريبة من احتلال الرتبة التاسعة عالميا في التصنيف الشهري الذي ينشره الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” من جهة، ومواصلة نسق الفوز على أكبر المنتخبات على غرار البرتغال، وإسبانيا وبلجيكا من ناحية ثانية.

وأمام أزيد من 65 ألف متفرج بجنبات ملعب ابن بطوطة، أمتعت الأسود وقدمت مباراة جيدة في المستوى أمام أكبر المنتخبات تتويجا بلقب كأس العالم (5 مرات)، مستفيدة من الدعم الجماهيري عبر رسم لوحات فنية في المدرجات من قبيل ترديد أغاني وأهازيج ورفع تيفوهات عملاقة.

وكان يرغب الناخب الوطني من وراء مواجهة “السليساو” هو مواصلة البحث عن تحديات ومكتسبات جديدة، بعد النتائج المبهرة التي تحققت بكأس العالم “قطر 2022″، عبر إنهاء “أسود الأطلس” في الرتبة الرابعة خلف كل من كرواتيا (الثالث)، وفرنسا (الوصيف) والأرجنتين (البطل).

ومباشرة بعد نهاية أولى الوديات أمام البرازيل، شدت بعثة المنتخب الوطني الرحال صوب العاصمة الإسبانية مدريد، في رحلة خاصة من مطار ابن بطوطة بطنجة، تحضيرا لملاقاة البيرو، برسم ثاني الوديات، يوم غد الثلاثاء، على أرضية ملعب واندا ميتروبوليتانا.

وستخوض العناصر الوطنية التي حلت صباح أمس الأحد، حصتين تدريبيتين، مخصصتين لاسترجاع الطراوة البدنية، بعد أولى المواجهات أمام البرازيل، في وقت ستكون الفرصة مواتية لتجريب بعض الأسماء الجديدة التي استدعاها الناخب الوطني، وليد الركراكي.

ومن جانبه، قال وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي الأول، “المجموعة كانت تعي صعوبة المباراة أمام البرازيل الأكثر تتويجا باللقب العالمي.. لعبنا بالروح واستغلينا التفاصيل الصغيرة لتحقيق فوز تاريخي كان بمثابة حلم بالنسبة لي”.

وأضاف الركراكي في الندوة الصحفية التي تلت المباراة، أن التشكيل الأساسي في مطلع الشوط الثاني عانى من بعض التعديلات المهمة، من قبيل خروج أشرف حكيمي وعز الدين أوناحي، بسبب الإصابة، وإقحام بعض اللاعبين اللذين خاضوا نهائيات كاس العالم 2022، ودموا مستويات جيدة على غرار الصابيري وشديرة وآخرين.

وأشار نفس المتحدث، “تقدمنا في النتيجة في وقت جد حساس قبل أن يعدل البرازيل مطلع الشوط الثاني، لكن عزيمة المجموعة بضرورة تحقيق الفوز ومواصلة النسق الجيد، ساهمت بتدوين ثاني الأهداف بطريقة رائعة.

وبخصوص مباراة بيرو، اعتبر الركراكي قائلا، “ثاني المواجهات الودية ستكون مناسبة لمنح اللاعبين الجدد إمكانية خوض أكثر عدد من الدقائق الرسمية، في ظل قرب المدة الزمنية بين الأولى والثانية.. الطراوة البدنية هي بدورها ستؤثر على المردود العام للمنتخب، ناهيك عن كثرة الأعطاب التي يتعرض لها اللاعبون رفقة أنديتهم”.

واستطرد قائلا، “مواجهة البيرو ستكون صعبة، عامل التوقيت سيجعلنا نكسر الصيام قبل نصف ساعة فقط من بداية اللقاء.. لن أعطي الأعذار، سأبحث عن أفضل الخيارات من أجل الفوز، المغاربة الآن ينتظرون منا الانتصار وهذا حقهم.. علينا منح الفرصة للبعض لأنهم يستحقون من أجل الدفاع عن حظوظهم، والفريق الأفضل هو من سيشارك”.

وأوضح الركراكي، أن اللاعبين لديهم طموحات كبيرة في كتابة تاريخ جديد رفقة المنتخب المغربي، مضيفا، “نحن نلعب من أجلهم ولا بد أن يدركوا أننا نقاتل من أجل الشعب قاطبة، وإن لم نكن جيدين سنحاول تصحيح الأخطاء مستقبلا، وواصلوا الدعم وسنكون أفضل بفضلكم”.

وتابع الركراكي، “سعيد جدا بأن هذا الجمهور غادر مسرورا، إنه يدفعنا للقتال، وما دمت مدربا لهذا المنتخب، فأنا أعدهم بأني سأواصل بنفس اليقين وبنفس النية، ولما لا التتويج في السنوات القادمة بلقب كأس أمم إفريقيا الدي غاب عن خزائن المنتخب الأول مند سنة 1976”.

وتابع الركراكي، “نعم إنه انتصار يعني لنا الكثير، أمام جماهيرنا وبالحضور القوي، ورغم الصيام قبل اللقاء والإرهاق إلا أننا قاومنا منتخبا عالميا، هو الأول في تصنيف الفيفا، كان علينا إظهار أن ما تحقق في مونديال قطر لم يكن وليد الصدفة”.

وواصل”الفوز يمنحنا الثقة، ويزيد من تعلق الجماهير بهذه المجموعة التي ستحقق الكثير للكرة المغربية.. مثل هذه المباريات لها أهمية قصوى، فما بالك وقد انتهت بالانتصار، الحمد لله على كل ما تحقق، ونعد الجماهير المغربية بأننا سنواصل بنفس الإصرار لتحقيق المزيد من النجاحات”.

في حين، أكد غانم رومان سايس، مدافع المننخب المغربي، أكد رومان أن الانتصار أمام البرازيل يتجاوز ما قد يتصوره البعض.

 وقال رومان في تصريح لقناة الرياضية “قد يتصور البعض أنه مجرد فوز ودي، لكن الانتصار غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية والعربية”.

عادل غرباوي

Related posts

Top