مقاربات نقدية في السرد

صدر عن منشورات  المركز المغربي مآلات للأبحاث والدراسات كتاب جديد بعنوان: مقاربات نقدية في السرد (نصوص قصصية وروائية على مشرحة النقد التطبيقي)، من تأليف الدكتور امحمد امحور. يقع الكتاب في حوالي 130 صفحة من القطع المتوسط، ويضم عدة مقالات مرتبطة بالسرد الأدبي المغربي والعربي. وتزين الغلاف لوحة القارئة، للفنان الفرنسي فراغونارد.
ويندرج هذا الإصدار الجديد في نطاق اهتمامات المؤلف بمتابعة ومواكبة الإصدارات الأدبية المغربية خصوصا، والعربية عموما، وما يرتبط بها من قضايا ورؤى. وتغطي مقالات الكتاب انشغالات المؤلف بالسرديات الأدبية، من رواية وقصة وقصة قصيرة جدا، التي تطلبت منه عدة سنوات من القراءة والبحث والنقاش، ونشرها في عدد من المنابر من مجلات وجرائد.
يتضمن هذا الكتاب ثمان عشرة مقاربة نقدية في السرد كتبت في سياقات زمنية مختلفة. رتبها المؤلف وفق منهجية تراعي نوع السرد، وجنس السارد.
فخصص الفصلين الأول والثاني للقصة القصيرة جدا، لدى الكاتبات ثم لدى الكتاب، فبحث في البنية العميقة للأعمال المدروسة، وانعكاسات الذات في الخطاب السردي، انطلاقا من تجارب قصصية بصيغة المؤنث، وفي معالجة التجارب القصصية بصيغة المذكر، عمل المؤلف على تطبيق مفاهيم نظرية، على هذه التجارب التي تتباين أحجامها ما بين الطول والقصر.
في حين خصص الفصلين الثالث والرابع، للأعمال الروائية النسائية ثم الرجالية. فبعد المقاربات النقدية التي تمحورت حول الرواية المؤنثة، تناول بمحك النقد روايتين ذكوريتين.
وتضم لائحة المبدعين الذين تناول المؤلف أعمالهم بالدراسة، عدد من الكتاب المغاربة، وهم: آمنة برواضي، فاطمة الشيري، عتيقة بنزيدان، فوزية القادري، فتيحة بلخير، ومن الذكور: علي أزحاف، أحمد بوزفور، جمال الدين الخضيري، ميمون حرش، مصطفى كليتي، عبد الله زروال، محمد بنلحسن، محمد بودشيش، وأحمد المخلوفي. أما من الأدباء العرب، فقد تناول المؤلف بالعرض أعمال: السعودية شيمة الشمري، والكويتية هيفاء السنعوسي، والعراقي عامر هشام الصفار. وعلى الرغم من اختلاف الأعمال الأدبية وجنسيات كتابها، فإنها تستبطن تجارب ذاتية عميقة في الكتابة، أفلحت في رصد قضايا وثيقة الصلة بما هو اجتماعي وسياسي وثقافي.
إن كتاب “مقاربات نقدية في السرد” للدكتور امحمد امحور، محاولة لترشيد وتوجيه الأعمال السردية، ونقدها، وإبراز جوانب القوة والضعف في الكتابات المدروسة، وكشف الأبعاد الفنية والنفسية والثقافية فيها، ما يجعل الكتاب أهلا لأن يمثل قيمة مضافة للإسهامات الجادة التي تصب في خدمة النقاش حول الإبداع الأدبي.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: “إن مقصديتي من هذا الكتاب تتجلى في الاحتفاء بالقارئ الذي ينسج علاقة خاصة مع اللغة السردية في حوارها الهادئ مع الأنساق السردية، والثقافية، والنقدية. وأعتقد اعتقادا جازما أن القارئ الذي راكم سجلا موسوعيا حول جنس السرد وما تفرع عنه من أنواع، وأنماط، وظواهر أدبية، سيعيد تشكيل البنية العميقة للسرد، وسيدخل في حوار متناغم، ومنسجم، مع أحداث مفترضة، تتفاعل بدورها مع عوالم تخييلية غائصة في عوالم نصية تحفل بالعجيب، والغريب. وتجد سندها في المتناقضات والصراعات التي يحفل بها المجتمع”.

<سعيد المنصوري

Related posts

Top