تقديم وليد…

من المقرر أن يتم مساء اليوم بمركز محمد السادس لكرة القدم، التقديم الرسمي للمدرب الجديد للفريق الوطني المغربي لكرة القدم.

وقبل هذا الموعد الرسمي، وقبل الإفصاح عن الاسم من طرف رئيس الجامعة، الكل تعرف على اسم المدرب الذي سيتم تقديمه لوسائل الإعلام، ويتعلق الأمر بوليد الركراكي، المدرب الذي أنهى موسمه مع فريق الوداد البيضاوي على نحو جيد جدا، بعد الفوز بلقبي عصبة الأبطال الإفريقية والبطولة الوطنية.

ويأتي تعيين مدرب جديد على رأس الإدارة التقنية للمنتخب، بعد تغيير اضطراري، عجل برحيل البوسني وحيد خاليلوزيتش، على بعد أشهر معدودة من المشاركة بمونديال قطر 2022.

وليد الركراكي اللاعب الدولي السابق، سبق أن خاض تجربة كمدرب مساعد للمنتخب الوطني مع رشيد الطاوسي، ليشرف في 2014 على تدريب فريق الفتح الرباطي، وخاض تجربة قصيرة في الدوري القطري، ثم بعده فريق الوداد البيضاوي، ليتوج مساره بالوصول إلى الإدارة التقنية للفريق الوطني كمدرب أول.

مسار يمكن القول إنه استثنائي، بالنظر إلى الوقت الوجيز الذي قضاه بميدان التدريب، مقارنة ممن سبقوه من الأطر التي راكمت تجربة مهمة على امتداد سنوات.

كل الظروف كانت مواتية بالنسبة لهذا المدرب، وبالتالي فالمطلوب هو إظهار كفاءته وحنكته في قيادة أسود الأطلس، خلال مرحلة حاسمة، ألا وهي مشاركة ناجحة بالمونديال والحرص على تقديم مستوى أفضل، والمنافسة على لقب كأس أمم إفريقيا، الحلم الذي مايزال يراود الجمهور الرياضي.

والإيجابي بالنسبة للركراكي أن لديه مساحة اختيار واسعة، وتضم خليطا من اللاعبين الذين يمارسون بمختلف البطولات، منها الأوروبية والخليجية والوطنية، دون أن ننسى الدوري المصري الذي يضم أيضا مجموعة من اللاعبين الدوليين.

سيجد المدرب الجديد نفسه أمام كوكبة من اللاعبين الجاهزين، معطى يتطلب حنكة كبيرة، في كيفية تشكيل منتخب قادر على المنافسة على أعلى مستوى، ويتطلب أيضا التعامل بدون عاطفة، وتحديدا واضحا لمنطلقات الاختيار، بكثير من التجرد، واعتماد منطق معين في تحديد الأهداف، وإظهار قناعات محددة يقبل بها الجميع…

والأكيد أن المهمة لن تكن أبدا سهلة، ولا في المتناول، فقيادة فريق وطني تختلف كليا عن قيادة فريق أو ناد، نظرا لاختلاف طبيعة المهمة، وهذه الحقيقة يجب أن يستوعبها المدرب المقبل اليوم على التعيين الرسمي، فالخطاب مختلف والتعامل مغاير، والتكوين لا علاقة له بما سبق، كما أن نسبة المتابعة أكبر، وشرائح الجمهور متنوعة ومختلفة…

كل هذه الحقائق وغيرها، تطوق عنق المشرف الأول عن المنتخب، ونحن نعرف أن الركراكي مدرب طموح، يظهر ذكاء خاصا في التعاطي مع الأحداث، وكل هذه المميزات نتمنى أن يستحضرها، كقائد للنخبة المغربية خلال الاستحقاقات القادمة…

ومرة أخرى نتمنى حظا سعيدا لوليد.

محمد الروحلي

Top