حظ سعيد لوليد…

لم يعد هناك شك في مسألة تعيين وليد الركراكي، مدربا أولا للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش المتخلى عنه، في استعادة مثيرة لسيناريو، سبق أن عاشه نفس المدرب، مع منتخبات كوت ديفوار واليابان، والثالثة كانت أيضا ثابتة.

وليد صاحب الطموح الجارف، شق مساره بكثير من الإصرار والتحدي، عرف كيف يتنقل عبر محطات مختارة بعناية، من مساعد مدرب بالمنتخب مع رشيد الطاوسي، إلى مدرب فريق الفتح الرباطي صاحب النفوذ، وصولا إلى العملاق البيضاوي الوداد، نادي القاعدة الجماهيرية الكبيرة، وقلعة البطولات والألقاب.

كانت الوداد بالنسبة للكراكي مجرد منصة لتقديم نفسه كمرشح أول للعودة للمنتخب ليس كلاعب، ولكن كمشرف تقني أول، معتمدا في ذلك على فهم لخصوصيات اللاعب المغربي، وتفاعلات المحيط، واعتماد خرجات إعلامية لا تخلو من الجرعات الزائدة والخروج عن المألوف، وكما يقال: “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فإن عناد وحيد سهل مهمة وليد.

وفي انتظار التقديم الرسمي للمدرب الجديد، لوحظ تردد إدارة الجامعة في حسم الاختيار، والدليل على ذلك استدعاء في آخر لحظة للمدرب الإيطالي والتر ماتزاري للعاصمة الرباط قصد التشاور، وبعد فشل المفاوضات، وعدم قبول شروط لقجع، ذهب إلى حال سبيله.

حسب ما تسرب من أخبار،  فإن العقد المتفق عليه مع وليد، يمتد لثلاث سنوات، متضمنا أهدافا منها الوصول إلى نصف نهاية كأس إفريقيا للأمم سنة 2023، والفوز بدورة 2025 لـ “الكان” دون أن يتم تحديد الهدف بالضبط من المشاركة بمونديال قطر 2022، مع العلم أن الجامعة طلبت من ماتزاري تجاوز الدور الأول خلال نهائي كأس العالم بقطر، وهو ما رفضه، بحكم عدم وجود وقت كاف للاستعداد لهذه التظاهرة العالمية.

كل هذا يبين مرة أخرى أن وليد محظوظ طيلة مساره، ويستحق على ذلك التهنئة، ونفس الحظ نتمنى أن يلازمه أيضا خلال مساره كمدرب للفريق الوطني، وهي مهمة غير سهلة بطبيعة الحال.

فتدريب الفرق يختلف كليا عن الإشراف على المنتخبات، وهذه مسألة بديهية، نظرا لاختلاف الظروف والأجواء ودرجة الاهتمام من ناد يتابعه جمهوره، إلى فريق وطني يهتم بشؤونه الملايين، اهتمام يشكل قوة ضاغطة، لا يقدر على تجاوزها أشد الشخصيات صلابة ونفوذا…

والمطلوب من وليد كمدرب للفريق الوطني إظهار الكثير من الرزانة والاتزان وعدم التسرع، وتفادي المبالغة في ردود من قبيل “بولفاف” و”البارح كنت خا…”، وغيرها من التعابير الخارجة عن السياق، والتي لا تليق في مخاطبة الرأي العام الرياضي.

مدرب وطني جديد إذن على رأس الإدارة التقنية لـ “أسود الأطلس”، لينضاف إلى أسماء سبقته إلى هذه المسؤولية غير السهلة، منهم من أصاب ومنهم من أخفق …

فحظ سعيد نتمناه لوليد…

محمد الروحلي

Top