سلوك متولي مرة أخرى

لاحظ جل متتبعي مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، الحركة غير رياضية التي قام محسن متولي تجاه الحكم خلال مقابلة فريقه الرجاء البيضاوي ضد الجيش الملكي، المؤجلة عن الدورة الرابعة عشرة، والتي جرت بمركب الرباط.

متولي تمادي في الاحتجاج اتجاه الحكم ياسين بوسليم، بعد الإعلان عن ضربة جزاء مشروعة، أثر خطأ واضح ارتكبه المدافع مروان الهدهودي في حق اللاعب رضا سليم.

عملية إعادة اللقطة من طرف المخرج التلفزيوني، أقرت صحة الخطإ، وأعفي الحكم من العودة لغرفة حكم الفيديو (var)، إلا أن متولي احتج بطريقة غير لائقة، مما جعل الحكم يوجه له إنذارا، ورغم ذلك واصل الاحتجاج، إلى درجة قرب أصبع يده اليمنى إلى وجه الحكم.

هذه الحركة غير الرياضية تماما، أثارت استياء كبيرا من طرف الجمهور الرياضي المحايد، باستثناء بعض من تروقهم عادة سلوكات هذا العميد، المفروض أن يعطي المثال للاعبين الصاعدين.

وليست هذه المرة الأولى، ولا الثانية  وحتى الثالثة، ولا نعتقد أنها ستكون الأخيرة،  والتي تصدر فيها سلوكات غير مقبولة من طرف هذا اللاعب “المدلع”، داخل الملعب وخارجه.

ما يخفى ربما عن تفكير اللاعب محسن متولي، أنه في نهاية المشوار الرياضي، فهو يبلغ حاليا 36 سنة، ولم يعد قادرا على لعب 90 دقيقة كاملة، والكل يعرف أنه ليس من طينة عبد الصمد المباراكي أو إبراهيم النقاش أو زكرياء حدراف أو رشيد بورواس قبلهما، وهذه مسألة طبيعية وعادية، فالأسماء التي ذكرناها، حافظت على حضورها اللافت بنفس العطاء، بفضل التضحية واحترام متطلبات الإنسان الرياضي، بعيدا عن كل الإغراءات التي تؤثر على عطاء الإنسان الرياضي، ومحسن متولي يعرف ذلك جيدا…

بلغة الأرقام، فإن عطاء متولي لا يرقى إلى قيمة المستحقات التي يتلقاها من طرف الرجاء، فهو من أغلى اللاعبين بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، إذ يتقاضى 500 مليون سنتيم، كمنحة توقيع سنوية، بالإضافة إلى الأجرة الشهرية التي تفوق مليوني سنتيم، ومنح المباريات، مع العلم أنه عندما كان يلعب بالخليج العربي، وعد باللعب للرجاء مجانا، في حالة تخلي سعيد حسبان عن منصب الرئاسة، فذهب حسبان وجاء مكانه جواد الزيات، والنتيجة حصوله على أعلى راتب رياضي بالمغرب.

صراحة، ليست لنا حسابات شخصية اتجاه متولي، ولم يسبق أن اصطدمنا معه أثناء عملنا الصحفي، لكن الحق يقال إنه لاعب غير منضبط، داخل الملعب وخارجه، صحيح أنه لاعب بتقنيات كبيرة، وكان بإمكانه الذهاب بعيدا في مساره كمحترف، لكن سلوكه حال دون الوصول إلى مصاف كبار اللعبة عربيا وإفريقيا ولم لا دوليا…

“الله يهدي ما خلق…”.

محمد الروحلي

الوسوم
Top