إهمال بطنجة

فوجئ المتتبعون للدوري المغربي لكرة القدم، بالحالة السيئة التي أصبحت عليها أرضية ملعب طنجة الكبير،  والذي يحمل اسم “ابن بطوطة”، إذ بدأ العشب يعرف حالة من الاتلاف والاصفرار، مع تواجد بقع منتشرة بكل جنبات الملعب.

وضعية مقلقة وغير مقبولة تماما، في ظل وجود شركة خاصة للتسيير والصيانة، تعمل تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة – التسمية السابقة للجهاز الحكومي -،  إذ من المفروض أن يكون هناك تتبع وحرص على استمرار هذه المنشأة الكبيرة في أحسن حالاتها، ليس فقط من أجل ضمان جاهزيتها، استعدادا لاحتضان مباريات البطولة الوطنية، بل وحتى الدولية.

وسبق أن خضع عشب هذا الملعب منذ حوالي سنة تقريبا، لعملية تغيير واسعة همّت إزالة العشب السابق من الجذور، وتصفية وتنظيف الأرضية، وتزويد التربة ببذور عشب جديد، وفي وقت يفترض أن تصمد الأرضية “لضغط” المباريات، بمعدل مباراة في ظرف أسبوعين، وإجراء حصة أسبوعية لخوض التداريب -على ما أعتقد-، فإن العكس هو الذي حصل، والحالة تسائل المؤسسة المسؤولة.

يعد ملعب طنجة الكبير، من معالم المدينة، وهناك مخطط لاستكمال جنباته وبعض مرافقه، وتشمل بناء المدرجات الجانبية، بهدف الرفع من الطاقة الاستيعابية، لتنتقل من 45 ألف متفرج إلى 65 ألف، وعلى هذا الأساس، خصصت وزارة الاقتصاد والمالية، كما جاء ذلك  بقانون المالية لسنة 2021، ميزانية وصلت إلى 350 مليون درهم، من أجل تأهيل البنية التحتية، وإصلاح  مختلف مرافقه.

كل هذا يؤكد الأهمية التي تحظى بها هذه المعلمة من طرف أجهزة الدولة، خاصة وأن طنجة مرشحة لاحتضان بطولات جهوية ودولية، كألعاب البحر الأبيض المتوسط، ودوريات خاصة بالتنس، إلى غير ذلك من المسابقات التي ستجعل عاصمة البوغاز تلعب دورها بخريطة التظاهرات الدولية، تكريسا للبعد العالمي لمدينة مفتوحة على المستقبل، بكل تحدياته.

إلا أن حدوث أخطاء مثل الحالة الذي توجد عليها حاليا أرضية ملعب ابن بطوطة، لا يتماشى مع المخططات الوطنية التي تعتمد على ملاعب المدن الكبيرة، في إطار استراتيجية الانفتاح على العالم، عن طريق الرياضة، لما لهذا القطاع من تأثير بالغ الأهمية، والدور الذي يمكن أن يلعبه في الترويج لاسم المغرب وإبراز مؤهلاته.

المؤكد أن خطأ ما جعل من أرضية الملعب طنجة، غير صالحة لإجراء مباريات فريق الاتحاد المحلي، والمفروض أولا استغلال فترة توقف البطولة من أجل إدخال الإصلاحات الضرورية والعاجلة، واتخاذ التدبير الكفيلة، تفاديا لعدم تكرار حالة الإهمال التي أدت إلى إتلاف عشب صرفت من أجل تأهيله ميزانية مهمة.

محمد الروحلي

Top