معالجة حالة اللاعب الزلزولي…

على بعد أيام فقط من انطلاق النسخة (33) لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، تفجرت داخل معسكر الفريق الوطني المغربي، قضية اللاعب عبد الصمد الزلزولي، بسبب عدم تلبيته الدعوة قصد الالتحاق بصفوف المنتخب، قبل السفر إلى الكاميرون.

 فجرت هذه الحالة،  ردود فعل غاضبة، أغلبها منتقدة لموقف اللاعب، بل هناك من تمادى في حملة الانتقاد، إلى درجة اتهامه بالخيانة، وعدم الوطنية، وغيرها من الاتهامات المبالغ فيها، والتي يمكن وصفها بغير الموضوعية.

وتماما كما جاء على لسان رئيس الجامعة فوزي لقجع، خلال مروره على أمواج محطة راديو مارس، فمن يريد اللعب للفريق الوطني يجب أن يحتوي حمضه النووي (ADN) على “تامغرابيت”، وآنذاك سيكون له الشرف في حمل  قميص الفريق الوطني، واللاعب هو من يجب أن يسعى لهذا الشرف، والباب مفتوح أمام  كل من يستحقه، لكن شريطة أن تكون له القناعة التامة بحبه لقميص وطنه.

لا خلاف بخصوص مضامين هذا التصريح المسؤول، لكن شن هجمة على لاعب صغير السن، من مختلف الأوساط وهو في بداية المشوار، يبحث عن ضمان مكانته داخل فريق كبير كبرشلونة الإسباني، فريق يمر من وضعية صعبة، تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز الساعي لإعادة بناء فريق جديد، يمثل الزلزولي جزء من هذا المشروع المستقبلي، وبالتالي، فإن اللاعب وجد نفسه بين نارين، نار ضرورة تلبية الالتحاق بمنتخب بلده الأصلي، ونار ضمان مكانته الرسمية، داخل فريق فتح له باب المستقبل المشرق.

هذا النقاش هو أفضل طريقة لتناول حالة ابن مدينة بني ملال، دون شن حملة هوجاء، لن تساهم في حل المشكل، بل تزيد من تعقيده، مع ما تخلفه من ضغط على لاعب، لم يمض على بروزه كلاعب مؤثر إلا أشهر معدودة.

فحسب مصادر من داخل الجامعة، هناك اتفاق مبدئي بين إدارة الجامعة والزلزولي، يقضي بالتحاقه خلال شهر مارس القدم، وهو الشهر الذي سيشهد المباراة الفاصلة المؤدية لمونديال قطر  2022، وإذا تأكد ذلك، فبدون شك، يعتبر حلا منطقيا، يراعي مصلحة اللاعب، كما يفتح المجال أمامه للالتحاق بالمنتخب، في ظروف أكثر إيجابية من التي نشهدها الآن.

فحتى لو غامر الزلزولي بمستقبله مع النادي الكاتالوني، فإن هناك احتمالا كبيرا بأن لا يكون مردوده في المستوى المطلوب، وهذه مسألة عادية جدا، لأنه عنصر جديد على المجموعة، كما لم يخض أي مقابلة إعدادية أو رسمية، وسيعاني في حالة الاعتماد عليه، من غياب الانسجام، وعدم التأقلم مع الأجواء في إفريقيا جنوب الصحراء.

حالة الزلزولي تتطلب معالجة خاصة، بكثير من الحكمة وعدم التسرع، وتفادي التجريح والاتهامات المجانية، وترك الباب مفتوحا أمام إيجاد حل مرض، فإذا فضل تلبية نداء القلب، فمرحبا به، وإذا اختار وجهة أخرى، فلنتمن له كامل التوفيق، ففي كل الحالات مسار الفريق الوطني، لا يمكن أن يتوقف على وجود لاعب أو لاعبين.

محمد الروحلي

Top