مهرجان الشعر المغربي بمراكش في دورته الثالثة

في إطار التعاون بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تنظم دار الشعر بمراكش الدورة الثالثة من “مهرجان الشعر المغربي، أيام 29و30و31 أكتوبر الجاري ب”أيقونة المدن الكونية” مراكش.

 وتقام فعاليات حفل الافتتاح يوم الجمعة 29 أكتوبر، بفضاء حديقة “عرصة مولاي عبد السلام”، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، ورئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة السيد عبدالله لعويس، إلى جانب عدد من الشخصيات التي تنتمي الى عالم الثقافة والفنون والإعلام.

واختارت دار الشعر بمراكش أن ترسخ هوية المهرجان، من خلال الاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي وتنويع لفقرات المهرجان ضمن حوارية الشعر مع الفنون، والانفتاح على أجيال وحساسيات وتجارب شجرة الشعر المغربي الوارفة. ويكرم المهرجان في دورته الثالثة، الشاعرة الحسانية فرحة منت الحسن، الباحثة المهتمة بالتراث الحساني و”عميدة” أدب شعر التبراع، الى جانب الشاعر والإعلامي والباحث الأمازيغي عمر أمارير، صاحب أول أطروحة حول الشعر الأمازيغي الى جانب حفرياته وأبحاثه العديدة في الثقافة والشعر الأمازيغي، كما اختارت الدورة الثالثة للمهرجان أن تحتفي بأحد رموز القصيدة المغربية الحديثة، الشاعرة الدكتورة ثريا مجدولين، والتي رسخت اسمها ضمن رائدات الشعر المغربي، فيما يشكل تكريم الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، أحد أعمدة فرقة “جيل جيلالة”، لحظة احتفاء خاصة بالذاكرة الجماعية للفن المغربي، الفرقة (التي تأسست 1972) والتي ستحيي حفل الافتتاح الى جانب تقاسيم على آلة القانون للطفلة هبة مكاوي.

ويقص معرض ملصقات “خمس سنوات من تجربة دار الشعر بمراكش”، فعاليات حفل الافتتاح والذي يشهد تقديم تقريري لجنتي التحكيم “أحسن قصيدة” و”النقد الشعري” في دورتها الثالثة، وتتويج الفائزين، الى جانب تنظيم الجلسة الشعرية الأولى والتي تعرف مشاركة الشعراء: جمال أماش وإكرام عبدي وعبدالرحمن أحمو. وتتواصل فعاليات المهرجان يوم السبت 30 أكتوبر، في قاعة “تيشكا” بفندق آدم بارك على الساعة العاشرة والنصف صباحا، بتنظيم منتدى المهرجان والذي اختار محورا راهنيا “الشعر وأسئلة القيم”. الجلسة التي يترأسها الناقد الدكتور أحمد قادم، تعرف مداخلات النقاد: زهور كرام، محمد أبو العلا، بوزيد لغلا. وفي الرابعة والنصف عصرا، وبنفس القاعة، وضمن لقاء “محاورات” مع مكرمي الدورة الثالثة للمهرجان، يلتقي جمهور المهرجان مع الشاعرة الحسانية فرحة منت الحسن والشاعر والباحث والإعلامي الأمازيغي عمر أمارير، في لقاء مفتوح تقدمه الشاعرة والإعلامية فاطمة يهدي.

وتتواصل فقرات القراءات الشعرية، الساعة السابعة مساء بحديقة “عرصة مولاي عبدالسلام”، ضمن “نبض القصيدة” بمشاركة الشعراء: فاتحة عبد الهادي، إدريس علوش، وعتيقة السعدي. تليها فقرة “أبجديات وموسيقى”، ضمن حوار شعري موسيقي، يجمع الشاعر صلاح الوديع والفنان حسن شيكار، وتسهر الشاعرة لالة مليكة العلوي على تقديم فقراتها، فيما سيكون في المصاحبة الموسيقية ثلاثي مجموعة سعيد الشرايبي، برئاسة الفنان خالد إصباح.

الأحد 31 أكتوبر، وابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا بحديقة “عرصة مولاي عبدالسلام”، تتواصل القراءات الشعرية بفقرة “قصيدة مغربية” تعرف مشاركة الشاعر الحساني علي الصياد، والزجال أمين زكنون، والشاعرة الأمازيغية صفية عزالدين، والشاعر رضوان صابر، ترسيخا لهوية وشجرة الشعر المغربي المتعددة. ويسهر كل من الفنان محمد رشيد لمفرج والفنانة فاطمة لمغاري على تقديم فقراتها الموسيقية، فيما يقوم بتسييرها الشاعر إدريس الملياني، وسيتم تتويج المشاركين في ورشات الكتابة الشعرية (الموسم الثالث والرابع)، في صنفي (الأطفال واليافعين والشباب).

وضمن فقرة “محاورات” مكرمي الدورة الثالثة للمهرجان، وبقاعة “تيشكا” فندق آدم بارك، يتجدد اللقاء الساعة الرابعة والنصف عصرا مع الشاعرة ثريا مجدولين والفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، ويسهر الشاعر نجيب خداري على إضاءة مساراتهما وبعضا من فصول مسارات تألقهما الإبداعي. ويقام حفل اختتام مهرجان الشعر المغربي في دورته الثالثة، في فضاء حديقة “عرصة مولاي عبدالسلام على الساعة السابعة والنصف مساء، وضمن فقرة “رؤى شعرية” يلتقي عشاق القصيدة مع الشعراء: حفيظة بلفارسي، محمود عبدالغني، سعيد كوبريت، وهدى الفشتالي، فيما يسهر ثلاثي الأندلس بمشاركة الفنانة السعدية ضياف على إضفاء ملمس فني لفقرة يقدمها الشاعر مراد القادري، رئيس بيت الشعر في المغرب، لتختتم “أبجديات وكوريغرافيا” للشاعر فتح الله بوعزة والفنان المسرحي فيصل كمرات، فعاليات مهرجان الشعر المغربي في دورته الثالثة.

وتنتظم الدورة الثالثة للمهرجان، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بالذكرى الخامسة لتأسيسها. دار الشعر والشعراء، والتي استطاعت أن ترسخ استراتيجيتها الخاصة من خلال التركيز على خطين أساسيين: وظيفة الشاعر ودوره في النسق الثقافي العام، وحضور الشعر ضمن المنظومة الإجتماعية والثقافية. خطان موازيان يرسمان، ومن خلال البرمجة الشعرية الغنية، جزء من هذا الزخم الإبداعي والنقدي، في مغرب ثقافي مليء بالتحولات. كما يمثلان رافدا أساسيا للاقتراب من غنى التجربة الشعرية المغربية، بزخم متعدد (فصيحا، زجلا، أمازيغية، وحسانية)، وأيضا بما تطرحه من أسئلة وقضايا تهم الخطاب الشعري.

غنى البرمجة الشعرية لدار الشعر بمراكش، ومن خلال ما اقترحته منذ تأسيسها، سواء على مستوى القراءات واللقاءات الشعرية ممثلة لمختلف التجارب والحساسيات، والندوات المحورية التي تساءل الخطاب الشعري ووظيفة الشاعر والمنجز الشعري على اختلاف بنياته وأنساقه، والجوانب التأطيرية من خلال ورشتي الكتابة الشعرية الموجهة للأطفال واليافعين وأخرى للشباب والمهتمين، انتهاء بمسابقتي “أحسن قصيدة والنقد الشعري” والموجهتين للشعراء والنقاد والباحثين الشباب.

وتراهن الدار، وهي تحتفي في افتتاح سنتها الخامسة، على موسم ثقافي استثنائي: رهان على تنويع البرمجة والانفتاح على جهات الجنوب المغربي، تقديم تجارب وحساسيات شعرية ونقدية وفنية تنتمي لشجرة الشعر المغربي، وانتقال إلى انفتاح الدار، ومن أيقونة المدن الكونية مراكش، على مبادرات كونية جديدة خلاقة.

Related posts

Top