حادث الاعتداء على ممرضة بالداخلة يثير موجة سخط عارمة في صفوف الأطر الصحية

تستمر تفاعلات حادث الاعتداء على الممرضة “إ.ص” التي تعرضت للعنف من قبل مرافقي أحد المرضى أثناء القيام بواجبها المهني في مصلحة العزل الصحي الخاص بـ”كوفيد 19″ بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني، يوم الجمعة الماضي.
الحادث أشعل فتيل الاحتجاج في صفوف الأطر الصحية العاملة في المستشفى وكذا عل مستوى الجهة، حيث أعلنت نقابات عن استنكارها لمثل هذه الممارسات مطالبة الوزارة الوصية بتوفير الحماية للأطر الصحية والتصدي بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المرفق الصحي والعاملين فيه.
وتواصلت احتجاجات الأطر الصحية العاملة بالمستشفى الإقليمي في عين المكان حيث أعلنت عدة نقابات تمثيلية عن عزمها القيام بخطوات احتجاجية وتصعيدية تضامنا مع الممرضة ودفاعا عن جميع الأطر الصحية وحقها في القيام بمهامها في ظروف أكثر أمنا ومسؤولية.
وفي هذا الصدد، خاض الممرضون العاملون بالجهة والمنضوون تحت لواء النقابة المستقلة للممرضين، كما أعلنوا في بلاغ أول أمس، وقفة احتجاجية يوم أمس الاثنين بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني. فيما أصدرت الجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بلاغا عبرت فيه عن إدانتها الشديدة لحادث الاعتداء، ودعت الوزارة إلى فتح حوار وطني من أجل وضع استراتيجية وطنية للأمن داخل المستشفيات وفي محيطها.
من جهتها أعربت النقابة الوطنية للصحة العمومية “الفيدرالية الديمقراطية للشغل” في بلاغ لمكتبها الوطني عن السخط والتذمر البالغ في صفوف كل الأطر الصحية، دون استثناء، جراء تفاقم ظاهرة الاعتداءات الجسدية واللفظية، وتزايد حوادث العنف داخل المؤسسات الصحية وعلى امتداد التراب الوطني، وآخرها الاعتداء على الممرضة “إ.ص” المساعدة في العلاج في مصلحة كوفيد، وعضوة المكتب الإقليمي للنقابة بالداخلة. وقبلها كان هناك حادث صفع ممرضة بالدار البيضاء على يد رجل سلطة، ومحاولة اختطاف تقنية في المختبر بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، فضلا عن الجريمة الشنعاء التي شهدها مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء منذ بضعة أسابيع، والتي راحت ضحيتها ممرضة تعمل في أحد المستشفيات الخاصة المجاورة استدرجها الجاني إلى مستشفى 20 غشت قبل أن يجهز عليها بضربة سكين.
وسجلت النقابة “بكل أسى تملص مصالح الوزارة محليا، جهويا ومركزيا عن مواكبة ودعم ومؤازرة ضحايا الاعتداءات، وكذا غياب أي مقاربة فعلية للتصدي والحد من التنكيل المستمر واستباحة حرمة وكرامة الأطر الصحية بشكل فظيع في جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحضرية والقروية، الأمر الذي يؤثر سلبا على سلاسة الخدمات الصحية ويعرقل استمرارية العمل ويهدد الممتلكات العمومية”.
وكانت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الداخلة وادي الذهب، قد أعلنت، في بلاغ أصدرته يوم السبت الماضي، عن عزمها اتخاذ الإجراءات المسطرية اللازمة لمتابعة الأشخاص المتورطين في الاعتداء على الممرضة “إ.ص”. وعبرت المديرية الجهوية عن إدانتها واستنكارها للاعتداءات المتكررة على الأطر الصحية، مؤكدة أن لا تسامح، ولا تساهل مع أي شخص تسول له نفسه، ومن أي موقع كان، التطاول أو إهانة الأطر الصحية أو الاعتداء على المؤسسات الصحية بالتخريب أو الإتلاف أو النهب. كما أعلنت أنها لن تدخر جهدا في الدفاع عن كرامة نساء ورجال الصحة، الذين يقدمون خدمات إنسانية نبيلة، ويشتغلون، رغم قلة عددهم، في ظروف قاسية، ليل نهار وعلى مدار سائر أيام الأسبوع، لضمان سير المرفق العمومي وتوفير الخدمات الصحية للمواطنات والمواطنين، وخاصة خلال هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها بلادنا بسبب جائحة “كوفيد 19”.
يذكر أن حادث الاعتداء الذي وثق له فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قد خلف أيضا موجة استنكار شديد في صفوف عموم المواطنين والمواطنات.

< سميرة الشناوي

Top