نصائح وتحذيرات.. كيف تحمي نفسك وأسرتك من دلتا بلس؟

يعتبر متحور “دلتا بلس” الأسرع في الانتشار بين متحورات كورونا في الوقت الحالي. كما أن الفئات الأكثر عرضه للإصابة به هم الأصغر سنا والأطفال، بجانب أن فيروس دلتا بلس يستخدم آليات معينة للاختباء في النظام المناعي للشخص بعد دخوله جسم الإنسان بطرق سهلة.

ما هو متحور كورونا “دلتا بلس”؟

تعتبر سلالتا دلتا ودلتا بلس من أكثر السلالات التي شغلت العالم لسرعة انتشارهما، حيث تم رصد هذه السلالة في أكثر من 90 دولة حول العالم، مع تأكد تفشيها في الولايات المتحدة والصين وإفريقيا والدول الأسكندنافية ومنطقة المحيط الهادئ.

وأدرجت الهند في 23 يونيو الماضي متحور دلتا بلس، وهو من أشكال سلالة دلتا الحالية، من بين السلالات المثيرة للقلق.

وقد تم وصفها لأول مرة من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا بأنها مماثلة لدلتا ولكن مع طفرة إضافية (كي 417 إن) في سبايك البروتين الذي يمكن الفيروس من ربط نفسه بالخلايا المصابة.

وتقول وزارة الصحة الهندية إن سلالة دلتا بلس تنتشر بسهولة أكبر، وترتبط بسهولة أكبر بخلايا الرئة، ويحتمل أن تكون مقاومة لنوع من العلاج يسمى العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة.

لكن علماء الفيروسات البارزين يقولون إنه لا توجد بيانات كافية لدعم هذه الاستنتاجات ولم تصنفها منظمة الصحة العالمية على أنها مصدر قلق أو اهتمام.

أعراض “دلتا بلس”

أظهرت الدراسات أن سلالة دلتا مرتبطة بأعراض مختلفة مقارنة بالسلالات السابقة لفيروس كورونا.

وأعراض كوفيد-19 الكلاسيكية المقرة من قبل خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا هي السعال المستمر والحمى وفقدان حاسة الشم أو التذوق.

ويقول البروفيسور تيم سبيكتور، الذي يدرس أعراض كوفيد من خلال تطبيق زوي كوفيد، إنه على الرغم من أن الحمى لا تزال شائعة جدا في سلالة دلتا، إلا أن فقدان حاسة الشم لم يعد من بين أبرز 10 أعراض لها.

ويعد الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف من أكثر الأعراض المرتبطة بالعدوى بهذه السلالة في بريطانيا.

ويوضح البروفيسور سبيكتور أن ذلك يجعل الفيروس يبدو وكأنه “نزلة برد شديدة” بالنسبة للشباب، ما يزيد من خطر حملهم للفيروس دون أن يدركوا ليواصلوا نقل العدوى لأشخاص آخرين.

وتسببت سلالة دلتا بالفعل في موجة ثانية قاتلة من الإصابات في الهند في أبريل وماي الماضيين، وأصبحت أيضا السلالة المهيمنة في بريطانيا.

كيف ينتشر فيروس “دلتا بلس”؟

بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية فإن سلالة دلتا بلس تصيب عددا كبيرا من الخلايا، وأن الشخص المصاب بها قد ينقل الفيروس إلى عدد أكبر من الأشخاص وبشكل أسرع مما يحدث عند الإصابة بالنسخ السابقة.

وذكرت أن التصدي لسلالة دلتا بلس يتطلب الالتزام بالتلقيح ونظام ارتداء الكمامات، ويجب بذل قصارى الجهود خلال وقت قصير، وإلا سنواجه إغلاقا عاما، موضحة أن دلتا بلس تعتبر نسخة من سلالة دلتا المستجدة لكورونا وتم اكتشافها لأول مرة في الهند.

الوقاية من متحور “دلتا بلس”

هناك عدة طرق عند اتباعها ستقي نفسك من الإصابة بمتحور دلتا بلس بحسب ما أعلنتها منظمة الصحة العالمية، وهي: غسل اليدين جيدا بالماء الجاري والصابون، لمدة لا تقل عن 20 ثانية، ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي عند التعامل مع الآخرين، عدم الاختلاط بمرضى فيروس كورونا، التعرض لأشعة الشمس يوميا، لإمداد الجسم بفيتامين د، الذي يساعد على تقوية الجهاز المناعي.

“دلتا بلس” والأطفال

كشفت المعطيات المتعلقة بمتحور “دلتا بلس” أنه أسرع في الانتشار، والفئات الأكثر عرضة للإصابة به هم الأطفال، على عكس المتحورات الأخرى التي كانت تستهدف الفئة العمرية فوق الـ18 سنة، مضيفة أن التطعيمات تعتبر عاملا أساسيا لمواجهة أي موجة مرتقبة أو أي متحورات للفيروس.

ونظرا لأن العديد من الأطفال غير محصنين فإنهم يظلون عرضة للإصابة بالفيروس بما في ذلك المتغير الأشد، خاصة بعد عودة كثيرين منهم إلى ممارسة أنشطتهم الاجتماعية أو العودة للمدرسة.

ويؤكد الخبراء أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية، مثلهم مثل البالغين، يكونون أكثر عرضة لخطر المضاعفات.

صحيح أن أغلب الأطفال نجوا من المضاعفات الخطيرة للفيروس التاجي طوال الوباء، لكن مؤخرا كانت هناك تقارير حديثة عن دخول الأطفال إلى وحدة العناية المركزة بسبب كورونا، وتم تشخيص المزيد من الأطفال بـCOVID-19.

ونظرا لأن بعض الدول فقط وافقت على تطعيم الأطفال، فيما لم يحصل البعض بعد على التفويض، فأنه في كل الحالات، تبقى الطريقة الوحيدة لحماية أطفالك من متغير دلتا هي اتباع السلوك المناسب لكوفيد.

إن ارتداء القناع، وممارسة النظافة الصحيحة لليدين، والبقاء في المنزل، والحفاظ على التباعد الاجتماعي أمر في غاية الأهمية.

وخلال هذه الأوقات الحرجة، من المهم أيضا التأكد من أنك تعتني بصحة طفلك العقلية.

أعراض متغير “دلتا” التي يجب الانتباه لها عند الأطفال

قد تنتقل أعراض كورونا من عدوى خفيفة إلى معتدلة، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى أمراض خطيرة.

وتكون أعراض متغير دلتا مختلفة قليلا، في حين أن السعال وفقدان الرائحة أقل شيوعا مع متغير دلتا، فإن الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف والحمى هي بعض الأعراض الأكثر شيوعا التي تم الإبلاغ عنها في حالات متغير دلتا.

بصرف النظر عن ذلك، بالنسبة للأطفال، ظلت الزيادة في عدد حالات متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة لدى الأطفال (MIS-C)، مصدر قلق للآباء في جميع أنحاء العالم، قد تشمل الأعراض الصداع، ألم المفاصل، القيئ والغثيان، وجع البطن، ألم الصدر، الإعياء.

“دلتا بلس” واللقاحات

أظهرت الدراسات أن اللقاحات المتوفرة مازالت فعالة ضد السلالات الجديدة لفيروس كورونا المستجد، لكن فعاليتها تقل ضد السلالات الأحدث مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا، خاصة بعد جرعة واحدة فقط من اللقاح، وفقا لما أورده موقع “بي بي سي عربي” البريطاني.

ففي دراسة أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا، قدمت جرعة واحدة من لقاح فايزر أو أسترازينيكا 33% فقط من الحماية ضد سلالة دلتا، مقارنة بـ50% ضد سلالة ألفا. ومع ذلك، ارتفعت هذه المعدلات بعد الجرعة الثانية إلى 88% للقاح فايزر، و60% للقاح أسترازينيكا.

وأكدت دراسة منفصلة أجرتها جامعة أكسفورد أن لقاحي فايزر وأسترازينيكا كانا فعالين ضد سلالتي دلتا وكابا اللتين تم رصدهما في الهند.

وأشار الباحثون في مجلة سيل إلى السلالتين برمز النسب المشترك بينهما، قائلين: “لا يوجد دليل على عدوى واسعة النطاق، ما يشير إلى أن الجيل الحالي من اللقاحات سيوفر الحماية ضد سلالة بي1.617”.

ولكن نظرا لأن اللقاحات ليست فعالة بنسبة 100% فإن السلالات ستؤدي أيضا إلى حالات دخول المستشفيات وحتى الوفيات بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم، كما تقول المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) خاصة بين الأشخاص الذين أخذوا جرعة واحدة فقط من اللقاح.

Related posts

Top