قلق في الصين من انتشار “دلتا” وتظاهرات لمعارضي قيود الحد من كورونا في فرنسا

يثير تطور المتحورة دلتا قلقا في الصين حيث يتفشى الفيروس في 14 مقاطعة وكذلك في فرنسا حيث تظاهر معارضو القيود الصحية على خلفية وضع صعب في أراضي ما وراء البحار.
سجلت الصين 328 إصابة جديدة في يوليو، أي ما يعادل تقريبا عدد الإصابات في الفترة من فبراير إلى يونيو، ما أدى إلى فرض حجر صحي على مئات آلاف السكان في مقاطعة جيانغسو، غير البعيدة عن بكين، وإجراء حملات اختبار مكثفة في مدن عدة، في مؤشر إلى قلق الحكومة.
وأمرت سلطات نانجينغ (شرق) كل المواقع السياحية والأماكن الثقافية بعدم فتح أبوابها السبت، بسبب زيادة معدلات انتقال العدوى على المستوى الوطني.
والوضع أخطر في مدينة تشانغجياجي السياحية في مقاطعة هونان حيث حضر عدد قليل من المصابين بكورونا عرضا مسرحيا. وفرضت المدينة حجرا على سكانها البالغ عددهم 1,5 مليون نسمة وأغلقت كل المواقع السياحية الجمعة.
وقال المتحدث باسم لجنة الصحة الوطنية في الصين، مي فينغ، خلال لقاء مع صحافيين، إن “المتحورة الرئيسية المنتشرة حاليا هي دلتا، ما يمثل تحديا أكبر على صعيدي الوقاية والمراقبة”.
ويثير تفشي الوباء قلقا في فرنسا أيضا ، حيث تنتشر المتحورة دلتا في أماكن قضاء الإجازات، خصوصا في أراضي ما وراء البحار.
وضمت تظاهرات تخلل بعضها مواجهات متوترة مع قوات الأمن، السبت في فرنسا أكثر من مئتي ألف معارض لتوسيع نطاق الشهادة الصحية مع تعزز التعبئة في عطلة نهاية الأسبوع الثالثة على التوالي.
في باريس ومرسيليا وليون وفي عشرات المدن الأخرى سارت مواكب متفرقة في الشوارع في أجواء صاخبة.
وهتف المشاركون في غالبية المسيرات بكلمة “حرية” فضلا عن شعارات مناهضة لرئيس الجمهورية ووسائل الإعلام مع لافتات تطالب إيمانويل ماكرون بالرحيل أو تتحدث عن “إرهاب صحي”.
وتضم هذه التعبئة المناهضة للإجراءات الحكومية متظاهرين معارضين للشهادة الحصية وللقاحات والإغلاق.
وتفيد استطلاعات للرأي أن غالبية كبيرة من الفرنسيين ما زالت تؤيد فرض شهادة صحية لدخول الأماكن العامة.
وشدد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الجمعة على أنه “لا بد من التطعيم”. وتسعى الحكومة الفرنسية إلى منع تكرار السيناريو الكارثي في بقية أنحاء البلاد بأي ثمن، وقررت في إطار جهودها هذه فرض الشهادة الصحية اعتبارا من التاسع من غشت.
وتوفي الجمعة بكوفيد 19 عازف الغيتار في غوادلوب جاكوب ديسفاريو، العضو المؤسس لفرقة زوك كاساف، وأحد أشهر الشخصيات في المنطقة.
وتدهور الوضع بسرعة في جزر مارتينيك وريونيون، حيث أعيد فرض الإغلاق، وكذلك في بولينيزيا الفرنسية، حيث ارتفع معدل الإصابة في غضون أسبوعين من 6 لكل مئة ألف نسمة إلى 267. وأعلنت السلطات البولينيزية عودة التدابير الصحية للحد من انتشار النسخة المتحورة دلتا.
وذكرت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن المتحورة دلتا وانتشارها السريع يشكلان تحذيرا قبل ظهور متحورات أخطر.
وكشفت وثائق رسمية أميركية أن هذه المتحورة تتمتع بقدرة على الانتشار تعادل قدرة جدري الماء وقد تكون لها آثار أخطر من النسخ المتحورة السابقة، موضحة أن المصابين بها ينقلونها بالدرجة نفسها سواء تم تطعيمهم أم لا.
أرفقت الوثائق الأميركية التي جاءت من مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها وهي الوكالة الصحية الرئيسية في الولايات المتحدة، بتحذير للمسؤولين يفيد أن “الحرب تغيرت”.
وبدا أن جو بايدن يدرك ذلك. وقال الجمعة إن بلاده قد تصدر “على الأرجح” توصيات أو تفرض قيودا صحية جديدة. وصعدت إدارته حملتها بشكل كبير في الأيام الأخيرة في مواجهة زيادة الإصابات.
وأوصت السلطات الصحية بأن يضع الأميركيون بمن فيهم الذين تلقوا طعومهم كمامات في الداخل في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.
في المملكة المتحدة التي تشهد تباطؤا في انتشار المتحورة دلتا على أراضيها، حضت السلطات الحوامل على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بينما أشارت دراسة أعدها باحثون من جامعة أكسفورد إلى المخاطر المتزايدة جراء المتحورة.
تسلمت تونس التي تواجه صعوبة كبيرة في مواجهة انتعاش جديد للوباء الجمعة مليون جرعة من اللقاحات المضاة للفيروس تبرعت بها الولايات المتحدة. وتبدو تونس في وضع حرج إذ إنها عاجزة عن وقف انتشار الوباء بينما تحتاج مستشفياتها إلى الأكسجين.
في بنغلادش، حيث فرض حجر على السكان حتى 5 غشت، قامت الحكومة بالمقابل بإعادة فتح ورشات صنع الملابس، الضرورية لاقتصاد البلاد، ما أدى إلى عودة عدد كبير من العمال الذي كانوا قد قصدوا قراهم.
في أستراليا، دخل حيز التنفيذ إغلاق صارم لثلاثة أيام بعد ظهر السبت في بريزبن ثالث أكبر مدنها، وفي أجزاء من ولاية كوينزلاند.
في المقابل، رفعت الحكومة الرواندية الإغلاق في كيغالي وثماني مقاطعات أخرى، على الرغم من ارتفاع الحالات، مع الإبقاء على حظر التجول الساري وإغلاق المدارس والكنائس.
أعلنت إسبانيا، من جانبها، رفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية الآتية من جنوب إفريقيا والبرازيل مع فرض الحجر الصحي لمدة 10 أيام على الركاب الوافدين من هاتين الوجهتين.
وتلقت النيجر 302,400 جرعة من لقاح جونسون اند جونسون المضاد لكوفيد 19 قدمتها الولايات المتحدة، وذلك بعد أربعة أشهر من انطلاق حملة التلقيح البطيئة في هذا البلد، وفق ما اعلنت وزارة الصحة السبت.
في ماليزيا، تظاهر المئات ضد حكومتهم السبت، رغم حظر التجمعات العامة بسبب التدابير الصحية، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء الذي ضعف سياسيا .

< أ.ف.ب

Related posts

Top