التقدم والاشتراكية يستعد للانتخابات…

طبيعي أن يشهد حزب التقدم والاشتراكية، مثله في ذلك مثل قوى سياسية أخرى، كثافة في عمله التنظيمي والتواصلي مع اقتراب مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، ويبرز ذلك في اللقاءات التعبوية والإشعاعية التي تقام في الجهات والمناطق، وأيضا في تحرك الهياكل التنظيمية للإعداد العام للموعد الانتخابي المرتقب بعد شهور قليلة.
هذه الدينامية العامة تفرضها أيضا سياقات المنظومة السياسية والانتخابية كما هي في بلادنا، والتي تفرض اشتراطاتها و»قواعدها»، وينتج عنها واقع موضوعي يفرض على كل الأحزاب التعامل من داخله.
لكن، مع ذلك، العمل الحزبي، في ممارسة حزب التقدم والاشتراكية، ليس ظرفيا أو يتصل فقط بزمن الاستعداد للانتخابات، ولكنه يتجسد على مدار السنة من خلال الاجتماعات الأسبوعية للمكتب السياسي، والتي تعمم بلاغات عن أشغالها ومواقفها، وهذا لم يتوقف حتى خلال زمن الجائحة والحجر الصحي، كما أن الحزب حرص على الاجتماعات النظامية للجنته المركزية في مواعيدها، واستمرار عمل مختلف هياكل الحزب ومنظماته الموازية، وصمود مناضلاته ومناضليه رغم كل ما قد يلفهم من إحباطات وتجليات يأس أو عياء…
والأهم، أن الحزب يمتلك فروعا وهياكل جهوية بمختلف مناطق البلاد، وتحرص على الحضور المستمر ضمن قضايا الناس وانشغالاتهم عمليا وميدانيا ونضاليا، ويؤطر عملها اليوم مناضلون ومناضلات لديهم قناعات ومبادئ.
الأمر لا يعني، في كل الأحوال، وجود حياة حزبية خالية من كل السلبيات والتراجعات، ولكن هناك، برغم كل الانتقادات وتجليات الاختلال، حياة حزبية عامة تعتبر واقعا تاريخيا مستمرا طيلة عقود، ويعكس هوية الحزب وتاريخه وتميز تجربته، ولما تقترب المحطات الانتخابية، بديهي، أن تتعزز منظومة عمل الحزب، وتكتسب نفسا أقوى يرتبط بالانخراط في هذا الاستحقاق، والسعي لتحقيق نتائج ايجابية خلاله.
المراقبون يسجلون أن التقدم والاشتراكية يعيش اليوم تحسن جاذبيته وسط العديد من الفئات والفاعلين بمناطق مختلفة، ويعرف فعلا تنامي الانخراطات في صفوفه، وهو ما يعكس حاجة بلادنا الى استمرار وجود حزب وطني تقدمي مثل التقدم والاشتراكية، يتميز بشرعية تاريخية ثابتة، ويمتلك المصداقية، علاوة على مواقف ورؤى واضحة لقضايا البلاد.
عمل حزب مثل التقدم والاشتراكية ومقاربته للشأن الانتخابي، لا يمكن النظر إليه خارج تحديات سياقنا السياسي والانتخابي الوطني العام، أي خارج ما يطرحه الأمر من مشكلات موضوعية وجوهرية تقتضي التعامل معها على أرض الواقع، والسعي لتطوير مواقع الحزب من داخلها.
إن تحديات السياق، المشار إليها، تفرض اشتراطاتها على كل القوى الحزبية، وعندما يتعلق الأمر بحزب ليست له الموارد الضرورية، سوى ما يوفره أعضاؤه والعاطفون عليه، ويحرص على مواقفه واستقلالية قراره وثوابت هويته، فالرهان يصير أكبر، أي أن يستطيع مواصلة العمل والحضور والترافع والفعل والصراع لإنجاح البناء الديموقراطي والتنموي في بلادنا، وبالتالي يبقى الرهان أكبر من منح تزكيات أو»تطويع»أساليب وسلوكات باتت لصيقة بالحملات الانتخابية مع الأسف.
ترتيبا على ما سلف، لا يمكن إذن قراءة السلوك الانتخابي أو مقاربة حزب التقدم والاشتراكية لدوره التنظيمي والسياسي المتصل بالاستحقاقات الانتخابية، إلا من داخل السياق السياسي والتنظيمي العام في بلادنا، واستحضارا لما يفرضه ذلك من اشتراطات»موضوعية»يطرحها الواقع كما هو.
ومن جهة ثانية، لا يمكن أيضا إغفال تنامي جاذبية حقيقية للحزب التقدمي، يسعى اليوم لتفعيلها وأجرأتها على أرض الواقع عبر ممارسة تنظيمية طبيعية، ولا يمكن كذلك عدم أخذ هوية الحزب وتاريخه بعين الاعتبار ضمن مداخل ومرتكزات تحليل الوقائع والمواقف…
ومن مصلحة بلادنا، ضمن تحديات وسياقات لحظتها الحالية، نجاح أحزاب جادة ذات مصداقية في كسب الرهان الانتخابي والحضور الإشعاعي.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top