استنفار واسع بالمغرب لإنجاح حملة التلقيح ضد كوفيد 19

يستعد المغرب الذي ينتظر التوصل بالشحنة الأولى من لقاح “سينوفارم” الصيني يومه الأربعاء، بعد أن تلقى أول دفعات لقاح “أسترا-زينيكا” البريطاني يوم الجمعة الماضي، للإطلاق الرسمي لعملية التلقيح خلال هذا الأسبوع في عموم التراب الوطني، وقد تطلب الأمر تعبئة واسعة ووسائل وإمكانيات كبيرة.
وفي هذا الإطار ومن أجل إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد الوباء، تم تسخير موارد بشرية ولوجستية كبيرة من قبل المملكة، من قبيل تعبئة 2880 مؤسسة رعاية صحية أولية، وحشد غالبية مهنيي الصحة التي سيتم إلحاقها بعدد كبير من محطات التلقيح التي تم تخصيصها لهذه الغاية.
وستتم عمليات التلقيح عبر نمطين، أحدهما قار، ينتقل السكان إلى محطة اللقاح، فيما الآخر تتنقل فرق التلقيح الملحقة بالمحطة إلى نقاط التلقيح المتنقلة وفق برنامج محدد مسبقا، وقد تم تحديد عددها في 7000 نقطة خلال التخطيط المحلي. هذا، وحددت عدد الجرعات المطلوبة في اثنتين بالنسبة للقاح مختبر “سينوفارم”: الحد الأدنى للمدة بين الجرعتين 21 يوما، أما بالنسبة للقاح مختبر “أسترازينيكا” فالحد الأدنى للمدة بين الجرعتين 28 يوما.
ويمكن للمواطنين والمقيمين الأجانب المنتمين للفئات المستهدفة الحصول على موعد التلقيح والاطلاع على المعلومات المتعلقة بمركز التلقيح من خلال البوابة الرقميةwww.liqahcorona.ma أو بإرسال رسالة نصية قصيرة إلى الرقم المجاني 1717.
من جهة أخرى، وبخصوص الوضعية الوبائية المرتبطة بكورونا بالمملكة، فقد تم تسجيل تراجع كبير في عدد الإصابات المسجلة خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة مساء من يومي الأحد والاثنين، والذي لا يتجاوز 337 حالة، فيما تم تسجيل 1031 حالة شفاء، و22 حالة وفاة.
وأوضحت وزارة الصحة في نشرتها اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ (كوفيد 19)، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 466 ألف و626 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 443 ألف و472 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 95 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 8172 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة بين كل من جهات طنجة-تطوان-الحسيمة (69)، والدار البيضاء-سطات (56)، والرباط-سلا-القنيطرة (52)، وسوس-ماسة (52)، والشرق (52)، ودرعة-تافيلالت (13)، وفاس-مكناس (12) ومراكش- آسفي (9)، والداخلة-وادي الذهب (8)، وجهة العيون الساقية الحمراء (7) وبني ملال-خنيفرة (5)، و كلميم-واد نون (2).
أما الوفيات، فتتوزع على جهات الدار البيضاء-سطات (7 حالات)، والشرق (6)، وحالتي وفاة بجهات طنجة-تطوان-الحسيمة ودرعة-تافيلالت وفاس-مكناس، كما تم تسجيل حالة بجهات مراكش- أسفي والعيون الساقية الحمراء وكلميم واد نون.
وقد أصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب يبلغ 1284.1 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 0.9 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ 24 ساعة المنصرمة، فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حتى حدود نفس الفترة 14 ألف و982 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 36 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 767 حالة، 59 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و407 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ (كوفيد 19)، فقد بلغ 24.3 في المائة.

***

تعبئة واسعة في الوسائل البشرية والمادية اللازمة

بدأت السلطات المغربية، أول أمس الاثنين، بالدار البيضاء، عملية توزيع اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 على الجهات، تحسبا لإطلاق عملية تلقيح وطنية واسعة النطاق خلال الأسبوع الجاري.
وغادرت أولى الشاحنات المحملة بجرعات اللقاح في صباح الاثنين الوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء، حيث يتم تخزين اللقاحات في ظروف أمنية جد مشددة. وذلك بعد توصل المغرب يوم الجمعة الماضي، بأولى دفعات اللقاح البريطاني “أسترازينيكا ” الهندي الصنع من جمهورية الهند. كما أنه سيتوصل يومه الأربعاء بالدفعة الأولى من لقاح “سينوفارم” من جمهورية الصين الشعبية.
واقتنى المغرب، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، كمية من اللقاحات لفائدة 33 مليون نسمة (66 مليون جرعة من اللقاح).

تعبئة واسعة

وعلى هامش بدء توزيع الدفعات الأولى للقاح على مختلف جهات المملكة، التأكيد بأن وزارة الصحة، قامت بتعبئة الوسائل البشرية والمادية اللازمة، حتى تمر الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا “كوفيد 19” في أحسن الظروف.
وفي هذا السياق قدم مسؤولون من وزارة الصحة، كانوا متواجدين بمقر الوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء (RAFC) ، حيث يتم تخزين اللقاحات في ظل ظروف آمنة للغاية، معطيات إضافية بشأن التدابير المعتمدة فيما يتعلق بالموارد البشرية والقدرات اللوجيستيكية والتقنية، المعبأة لهذه الغاية، علاوة على طبيعة الشراكات مع الفاعلين بالقطاع الخاص المنخرطين في هذه الحملة.
وأبرز عهدي محجوب مدير التموين بوزارة الصحة، في تصريح صحافي، أنه عملا بالتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، قامت وزارة الصحة بتعبئة وسائل بشرية ولوجستيكية وتقنية هائلة، من أجل إنجاح حملة التلقيح.
وأضاف أن هذه العملية التي تعرف تعبئة أطباء وصيادلة وممرضات وممرضين، وتقنيين وإداريين، تطلبت إقامة شراكات مع القطاع الخاص للاستفادة من خبراته من الناحية اللوجستيكية والتقنية.
وبناء عليه، أكد محجوب، أن وزارة الصحة وفرت سعة تخزين تتجاوز 50 ألف متر مكعب.
ولفت محجوب، أيضا إلى أنه تم تعزيز السعة التخزينية للصيدليات الإقليمية، ومراكز التطعيم أو التلقيح، من خلال اقتناء وسائل تقنية وتجهيزات مهمة خاصة بالتبريد.
وحسب محجوب فقد تم كذلك إنشاء تطبيقات معلوماتية، تتيح التتبع الرقمي للعملية برمتها، من الاستلام إلى التسليم، مع مراقبة درجة الحرارة بشكل يضمن حفظ اللقاح وفقا للمعايير الدولية.
وبمناسبة إطلاق هذه العملية، قام وزير الصحة خالد آيت الطالب بزيارة تفقدية لموقع الوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء، من أجل الاطمئنان على حسن سير مختلف مراحل هذه العملية من حيث التخزين. والنقل والتوزيع.
ومن أجل إنجاح هذه العملية غير المسبوقة، تم تسخير موارد بشرية ولوجستية كبيرة من قبل المملكة.
حيث تمت تعبئة 2880 مؤسسة رعاية صحية أولية. وتمت تعبئة غالبية مهنيي الصحة بالإضافة إلى عدد كبير من محطات التلقيح التي سيتم إلحاقها بها لتطوير أنشطة التلقيح.
وستتم عمليات التلقيح عبر نمطين: نمط قار: ينتقل السكان إلى محطة اللقاح و نمط متنقل: تتنقل فرق التلقيح الملحقة بالمحطة إلى نقاط التلقيح المتنقلة وفق برنامج محدد مسبقا، وقد تم تحديد عددها في 7000 نقطة خلال التخطيط المحلي.
وعدد الجرعات المطلوبة هو اثنان بالنسبة للقاح مختبر “سينوفارم”: الحد الأدنى للمدة بين الجرعتين 21 يوما. وبالنسبة للقاح مختبر “أسترازينيكا”: الحد الأدنى للمدة بين الجرعتين 28 يوما.

معايير دولية

ولقد تم تطوير اللقاحين اللذين اختارهما المغرب “أسترازينكا وسينوفارم” في احترام تام للمعايير الدولية، بالإضافة إلى ملاءمتهما لمعايير الجودة والسلامة الصحية.
وفي المقابل، من المحتمل أن ينجم عن اللقاح ضد كوفيد 19، كما هو الشأن بالنسبة لكل الأدوية والمنتوجات الصحية، آثار جانبية لدى البعض.
بالنسبة للقاحات التي تم اختيارها من طرف المغرب وكذلك بالنسبة لأي لقاح، تم الإبلاغ عن آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة من طرف عدد قليل من المشاركين في التجارب السريرية بالمغرب. وتختفي هذه الآثار الجانبية الخفيفة أو المتوسطة تلقائيا، وتتمثل في:
– ردود فعل موضعية (ألم، طفح جلدي، أو احمرار في موضع الحقن).
– ردود فعل نظامية (حمى، انزعاج خفيف، آلام عضلية، آلام في الرأس، آلام في المفاصل…).
ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة، وأكدت النتائج الأولية أن هذه الآثار الجانبية كانت عابرة مقارنة بلقاحات أخرى من نفس النوع ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة.
من أجل مراقبة كل هذه التطورات التي تلي عملية التلقيح والتفاعل في الوقت المناسب، وضعت وزارة الصحة رهن إشارة المستفيدين من اللقاح منصة “يقظة”، التي ستمكنهم من الاستفادة عن بعد من تتبع سلامتهم التلقيحية، عبر التبليغ عن كل آثار جانبية غير مرغوب فيها بعد الجرعة الأولى و/ أو الثانية من اللقاح الذي سيتلقونه. كما ستمكنهم من التفاعل بشكل مستمر مع الطبيب المدرج في هذه المنصة وفقا لقربه من الشخص الملقح.
وستهم هذه العملية بشكل تدريجي فئات محددة بعناية من قبل وزارة الصحة مصنفة ضمن قائمة: “السكان المستهدفون”.
وتقدر “الفئة المستهدفة” بـ 25 مليون إذ تستهدف حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد المواطنين الذين تفوق أعمارهم عن 18 عاما، وفقا لجدول التلقيح المكون من جرعتين. تقدر نسبة الساكنة المستهدفة بـ 25 مليون نسمة، حيث يتعين تلقيح 80 في المائة من السكان من أجل تحقيق مناعة جماعية على الصعيد الوطني.
وستعطى الأولوية لبعض الفئات المستهدفة، لا سيما المهنيين العاملين في الصفوف الأمامية، ويخص الأمر، مهنيي الصحة، والسلطات العمومية، وقوات الأمن، وموظفي التربية الوطنية، وكذلك كبار السن والفئات الهشة المعرضة لخطر الفيروس، قبل أن يشمل بقية الساكنة المستهدفة. كما ستعطى الأولوية للمناطق الأكثر تأثرا بفيروس كوفيد 19.

< سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top