الرجاء “فوق كلشي”…

دخلت إلترات “غرين بويز” و”إيغلز” على الخط، في موضوع رفض اللاعب محسن متولي المثول أمام اللجنة التأديبية التابعة لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم.
وسبق لمتولي أن تلقى دعوة من قبل اللجنة التأديبية، قصد شرح الأسباب والدوافع التي جعلته يدلي بتصريحات، انتقد فيها إدارة النادي، وحملها مسؤولية الإقصاء أمام تونغيث السنغالي، بعصبة الأبطال الإفريقية، إلا أن متولي رفض حضور جلسة الاستماع، ولم يعر أي اهتمام لدعوة الإدارة.
الإلترات وفي بلاغ مشترك، هاجمت متولي، معبرة عن رفضها لسلوكه المفروض، معتبرة أن “الرجاء فوق الجميع” مطالبة المكتب المسير للفريق، بالمزيد من الحزم والصرامة في التعامل مع مثل هذه المواقف، وعدم السماح بتكرارها.
كما تضمن البلاغ تحذيرا شديد اللهجة، مذكرا بأن لا متولي ولا غيره، شخص عابر، والدوام هو للشعار والجمهور فقط، وأن الرجاء كانت سببا في التحول الاجتماعي، والرخاء المالي الذي أصبح ينعم به، ولن يسمح لأي كان، بتلطيخ سمعة والتأثير على استقرار الرجاء، مهما بلغت قيمته الكروية أو وزنه الإداري.
طالب البلاغ المكتب المسير بالتعامل بصرامة وحزم في مثل هذه المواقف، وفرض قراراته على الجميع وجعل مصلحة النادي فوق كل اعتبار، دون مماطلة أو مجاملة أو ميز، وإذا لم يكن قادرا على فرض الانضباط، أو التحلي بالجرأة في اتخاذ القرارات التأديبية، ومعاملة الجميع بسواسية دون الأخذ بعين الاعتبار لقيمة هذا الاسم أو ذاك، فعلى هذا المكتب الرحيل.
صراحة لا يمكن إلا الإشادة بهذا الموقف التاريخي لإلترات “غرين بويز” و”إيغلز”، لأنه موقف يعبر عن الكثير من النضج والحكمة، والتفكير أولا وأخيرا في مصلحة النادي، واستمراريته على أسس سليمة، مع الحرص على حماية القلعة الخضراء من كل الانزلاقات والتجاوزات، وجعل الفرد في خدمة النادي، واحترام شعاره وتاريخه وجماهيره، وتقدير قيمته وهويته التي حرص الرواد والمؤسسون على إرسائها بروح وطنية صادقة.
أي محب حقيقي، لا يمكن لا لمتولي ولا لغيره التطاول على مؤسسة الرجاء ومسؤوليها، تطاول بكثير من العجرفة والأنانية، وكأن تاريخ النادي بدأ معه، وإذا كان الجميع يشيد بالمستوى التقني لهذا اللاعب، فالجميع يعلم أيضا أنه كثيرا ما كان سببا في خلق مشاكل داخلية، وافتعال خلافات هامشية، سواء مع الطاقم التقني، أو باقي زملائه، كما يعرف عنه عدم الانضباط، وعدم احترام التعليمات والقرارات أثناء المعسكرات التدريبية، وغالبا ما يغادر دون سبب وجيه، ودون أخذ الإذن أو الحصول على الموافقة من طرف المدرب وإدارة النادي.
هذا هو متولي الذي وقع لموسمين إضافيين بمليار سنتيم، إضافة إلى منح المباريات، مع العلم أنه سبق أن تعهد باللعب للرجاء مجانا، في حال رحيل سعيد حسبان عن الرئاسة، كما كان يطعن علانية في ذمة هذا الأخير، دون وجه حق، وعندما انتهت صلاحيته بالدوري القطري، عاد ليفرض شروطه المالية ويضغط بشتى الطرق لتحقيقها.
لا يمكن أن نطلب من محسن متولي تقديم المثال لباقي اللاعبين، وخاصة بالنسبة للصاعدين من أبناء النادي، لأنه بصريح العبارة يفتقد للأسس الضرورية للقيام بهذا الدور، وكل ما يطلب منه ضرورة احترام النادي الذي احتضنه ورعاه وكونه وقدمه للرأي العام الرياضي، نجما تردد الجماهير اسمه، وأن يأخذ بعين الاعتبار حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أنه في نهاية المشوار، فليعمل على الخروج في أحسن الظروف، عوض الباب الضيق الذي يبحث عنه بنفسه.

>محمد الروحلي

Related posts

Top