الوداد نموذج سيء للتكوين

لا أحد يجادل في كون كرة القدم الوطنية تعاني من معضلة ضعف التكوين، وغياب الاهتمام بجودة المنتوج، وعدم القدرة على تفريخ المواهب من أبناء المدارس أو مراكز التكوين.
هذا الحكم الذي يقر به الجميع، لا يسري على كل الأندية، فهناك استثناءات تقدر هذا الجانب، والدليل أن هناك من المدارس والمراكز على الصعيد الوطني، تصنف بالمنتجة والقادرة على تفريخ لاعبين صاعدين متميزين، إلا أن هذه الميزة لا تتوفر لدى الغالبية الساحقة من مكونات كرة القدم الوطنية.
فرغم عراقة بعض الأندية وقاعدتها الجماهيرية، والإقبال الذي تعرفه مدارسها والعائدات المالية السنوية التي تضخها سنويا بخزينة الأندية، إلا أن الإهمال يبقى قاسما مشتركا، الشيء الذي يشكل معضلة حقيقية، تؤرق بال إدارة الجامعة التي تسعى إلى تغيير هذا الواقع المؤسف.
في هذا إطار سطرت الإدارة التقنية الوطنية بقيادة المدير التقني الحالي روبرست اوشن إستراتيجية وطنية مندمجة، تروم إعادة النظر في منظومة العمل والانخراط الجدي بطرق احترافية، تهدف إلى تطوير الممارسة الكروية.
وترتكز هذه الإستراتيجية على مجموعة من الأسس أولها المراكز الموزعة على الصعيد الوطني، وذلك بتحميل العصب دورا أساسيا في هذه العملية، وهناك المركز الوطني محمد السادس الذي سيطلع بمهمة الإشراف على النخبة من المواهب التي تخضع للبرنامج التكويني الجهوي، وصولا إلى الأندية التي تبقى قاعدة لا غنى عنها في أي مشروع مستقبلي.
وفي سياق الاهتمام بمسألة التكوين، تم تكليف لجنة مكونة من بادو الزاكي ورشيد الطاوسي وفتحي جمال، بمهمة القيام بزيارات عمل للمراكز التابعة للأندية، قصد الوقوف على مدى استجابتها للشروط الإدارية والتقنية المحددة من طرف الإدارة التقنية الوطنية، وطرق صرف الميزانية السنوية التي تتوصل بها من الجامعة، والمخصصة أساسا لشق التكوين.
وحسب تقارير صحفية، فإن أولى الزيارات التي قامت بها اللجنة الجامعية، كانت لمركب بنجلون التابع لفريق الوداد البيضاوي، إلا أن هذه اللجنة فوجئت بغياب أي مشروع تكويني خاص بالفئات الصغرى، كما انتقدوا غياب مدير تقني وأيضا عدم وجود مدير رياضي، حيث وجدوا أنفسهم خلال هذه الزيارة يتحدثون مع أطر ومستخدمين لا علاقة لهم بمسألة التكوين أو المجال التقني بالمرة.
ورغم وقوف هذه اللجنة على وجود بنية تحتية مناسبة للعمل، إلا أن غياب الاهتمام بهذا الجانب وعدم إعطائه الأولوية، جعل هذه التجهيزات معطلة، وخارجه عن نطاق التوظيف الإيجابي في خدمة الفئات الصغرى التابعة للنادي الأحمر.
هذا واقع مؤسف لفريق كان لسنوات طوال نموذجا يحتذى به من حيث التكوين وإنجاب العديد من النجوم التي قدمت الشيء الكثير للوداد وللمنتخبات الوطنية بجل الفئات، إلا أن هذه الخاصية تراجعت بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة.

>محمد الروحلي

Related posts

Top