بوريطة وشينكر يؤكدان على أهمية الحكم الذاتي في حل ملف الصحراء المغربية

أعرب المشاركون في “المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، الذي انعقد يوم الجمعة الماضي عبر تقنية التواصل عن بعد، عن دعمهم القوي للمبادرة المغربية باعتبارها الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء.
وجاء في خلاصات الرئاسة المشتركة لهذا المؤتمر الوزاري أن المشاركين في هذا المؤتمر، الذي نظم بدعوة من المملكة المغربیة والولایات المتحدة الأمریكیة، وعرف مشاركة 40 دولة، من بیلإيجاد حل على أساس خطة الحكم الذاتي المغربیة كإطار وحید لحل النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربیة.
وأضاف المصدر ذاته أن المشاركين في هذا المؤتمر الذي انعقد تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والولايات المتحدة، رحبوا بالمشاریع التنمویة التي تم إطلاقها في المنطقة بما في ذلك في إطار مبادرة المغرب “النموذج التنموي الجدید للأقالیم الجنوبیة”.
وذكر المشاركون بإعلان الولایات المتحدة الأمریكیة الصادر في 10 دجنبر 2020 تحت عنوان “الاعتراف بسیادة المملكة المغربیة على الصحراء الغربیة”، والتي أكدت مجددا على دعم اقتراح المغرب الجاد وذي المصداقیة والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحید لحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء. كما حث الإعلان المذكور الأطراف على الانخراط في محادثات بالتنسیق مع الأمم المتحدة دون تأخیر.
وأكد المشاركون في المؤتمر أيضا على أن الإعلان الرئاسي الأمریكي یعطي توجییة السیاسیة تحت الرعایة الحصرییاسي دائم، بناء على مبادرة الحكم الذاتي كأساس واقعي وحید لحل النزاع حول الصحراء. وسيعزز الإعلان الأمریكي الإجماع الدولي لدعم العملیة السیاسیة تحت الرعایة الحصریة للأمم المتحدة.
وسلط المؤتمر الضوء على قرار عشرین دولة عضوا بالأمم المتحدة فتح قنصلیات عامة في مدینتي العیون والداخلة المغربیتییة والتجاریی.

منظور واضح

وفي هذا الصدد، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب الاعتراف بمغربية الصحراء، يؤسس لمنظور واضح وواقعي لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء، تحت السيادة المغربية.
وقال “إن أهمية الإعلان الرئاسي الأمريكي لا تقتصر على الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه (…) ولكنها تؤسس، قبل كل شيء، منظورا لتسوية واضحة وراسخة قوامها الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.
وأضاف الوزير خلال هذا المؤتمر، الذي ترأسه إلى جانب مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، أن الموقف الأمريكي، إلى جانب الدينامية الدولية الحالية لصالح مخطط الحكم الذاتي المغربي، يجعل من الممكن “كسر حالة الجمود” الذي شهدته قضية الصحراء منذ عدة عقود، و”يفتح طريقا واعدا وآفاقا جديدة”.
وسجل بوريطة أن قضية الصحراء تشهد الآن “تسارعا في التطورات الهامة”، وهو ما تجلى في قرار الولايات المتحدة والدعم الدولي الواسع لمخطط الحكم الذاتي وفي افتتاح أكثر من 20 قنصلية عامة في الأقاليم الجنوبية مؤخرا.
وشدد على أن مخطط الحكم الذاتي، باعتباره مبادرة جادة وقابلة للتفعيل وذات مصداقية وقائمة على روح التوافق، ليس مجرد مفهوم فكري، بل “تشكل مسارا سياسيا براغماتيا ومشروع مجتمع وحلا بناء أخذ مجراه”.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، يضيف بوريطة، “تمهد مبادرة الحكم الذاتي الطريق لتعزيز الاندماج الاقتصادي والأمني في منطقة المغرب الكبير، وتوطيد الاستقرار والازدهار في مجموع القارة الإفريقية”.
وذكر الوزير بأن المغرب يظل ملتزما باستئناف العملية السياسية على أساس معايير واضحة تلتزم بها جميع الأطراف، مشددا على أن المغرب أظهر هذا الالتزام من خلال تفاعله الإيجابي مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين مبعوث شخصي جديد “على عكس الأطراف الأخرى التي تواصل عرقلة جهود الأمين العام”.
ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أوروبا إلى الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقها الدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحفية في أعقاب “المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، إن “أوروبا يجب أن تخرج من منطقة الراحة بالقول إن هناك مسلسلا، ونحن ندعم هذا المسلسل، حتى لو كان هذا المسلسل سيستمر لعقود”.
ودعا أوروبا إلى الانخراط في هذه الديناميية الدولية، مؤكدا أن “الموقف الأمريكي يجب أن يسائل أوروبا حول درجة انخراطها، بحيث أن هذا الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع الدولي، وقوامه حل في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يكون أيضا محط إجماع أوروبي”.
وفي هذا الصدد، ذكر الوزير بأن ثمة “إشارات”، بما في ذلك الاتفاقات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك المواقف الوطنية لعدد من الدول “التي ترى في مبادرة الحكم الذاتي منظورا أساسيا لحل هذه القضية”.
واليوم، يضيف بوريطة، يتعين أن يكون هناك “تحرك داخل أوروبا لدعم المنظور الوحيد الممكن لتسوية قضية الصحراء، وهو الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة”.

دعم الحكم الذاتي

من جهته أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء يشكل تأكيدا لموقف واشنطن بأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول الصحراء.
وذكر شينكر، في كلمة له خلال ترؤسه إلى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لأشغال “المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، بأن جميع الإدارات الأمريكية، منذ إدارة الرئيس بيل كلينتون، أكدت دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، و”التي تمثل الخيار الأكثر واقعية لتسوية النزاع حول الصحراء”.
وأبرز المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تحث الأطراف المعنية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي على دراسة مخطط الحكم الذاتي المغربي بجدية باعتباره الأساس الوحيد ذا المصداقية والواقعي للمفاوضات، مشددا على أن المفاوضات السياسية وحدها الكفيلة بإيجاد حل للنزاع حول الصحراء.
ودعا شينكر إلى تنشيط المفاوضات في إطار خطة الحكم الذاتي المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي لهذا النزاع.

Related posts

Top