حالة الجيش.. المحيرة

أقدمت إدارة نادي الجيش الملكي لكرة القدم، على إنهاء العقد الذي يربطها بالمدرب عبد الرحيم طاليب، جاء ذلك بعد تردد لم يدم طويلا، حيث قررت بعدها إحداث تغيير على رأس الإدارة التقنية للفريق العسكري، على خلفية النتائج السلبية التي حصدها الفريق، منذ بداية الموسم الجاري، حيث خسر مباراتين وتعادل في مناسبتين، وانتصر في لقاء واحد.
وكما جاء ببلاغ الفريق في الموضوع، نشر على صفحته الرسمية بالفايسبوك، فان القرار جاء بعد اجتماع عقده المكتب المسير لنادي الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية، يوم الثلاثاء الماضي بالمعمورة، مع المدرب عبد الرحيم طالب، تم خلاله تدارس مسار الفريق، ليتم الاتفاق في الأخير على فسخ العقد الذي يربطهما ب”التراضي”.
ختم البلاغ بتوجيه الدعوة لكل مكونات النادي، من جمهور ولاعبين وأُطر، لتضافر الجهود من أجل النهوض بالفريق، وتحقيق الأهداف المسطرة والنتائج الايجابية التي يتطلع إليها الجميع.
والواقع أن ما يحدث لهذا النادي المرجعي شيء غير مفهوم تماما، فبالرغم من توفر كافة الإمكانيات الضرورية، ووجود تجهيزات متطورة، وجمهور غيور، فان العساكر عجزوا طيلة السنوات الأخيرة، عن إيجاد الوصفة السحرية القادر على وضع الفريق في مسار صحيح، يعيد له تألقه وتوهجه السابقين.
فالبرغم من تعدد المحاولات واختلاف الأطر، من محليين وأجانب، وكثرة الانتدابات، إلا أن العجز يظل واقعا صادما لكل المتتبعين، حيث تمتلك الجميع الحيرة والاستغراب وأيضا علامات الاستفهام، بخصوص الأسباب التي تحول دون تحقيق عودة فريق الجيش لمنصة التتويج، والاكتفاء بمراكز وسط الترتيب على غرار الفرق المتوسطة.
والأغرب من ذلك، فان فريق “الفار” أنهى الموسم الماضي، بمرتبة متقدمة نسبيا، كما قدم مباريات وعروض جيدة، بفضل لاعبين متميزين أغلبهم من فئتى الشباب والأمل، إلى درجة ساد الاعتقاد أن الفريق قادر على التنافس على المراتب الأولى إلى جانب الأندية التقليدية، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما، مما زاد من حالة الاستغراب التي تمتلك كل المتتبعين.
من المؤكد أن الجانب التقني يبقى هو الأساس، في حالة ما إذا توفرت الإمكانيات، كما هو الحال بالنسبة للفريق العسكري، وبالتالي، فان الأصابع الاتهام توجه للمنظومة التقنية، المفروض أن تكون في واجهة الأحداث.
فلماذا كل هذا العجز التقني الذي يلزم هذا النادي الكبير؟
هنا يسمح بطرح كل الأسئلة الممكنة، من قبيل احتمال وجود تدخل مباشر من طرف الإدارة في الأمور التقنية؟
وهل يتم اختيار المدربين وقف موصفات معينة لا تتجاوز الصلاحيات التي تعطيها الإدارة لنفسها في المجال التقني ؟
ومن يتحمل مسؤولية اختيار المدربين، وأيضا من يحدد لائحة اللاعبين، وهل هناك إدارة تقنية أصلا، تتمتع بصلاحيات واسعة؟
وفي الأخير، نصل إلى مسألة الجانب المالي، وهل هناك تحفيزات كافية تضمن عطاء أفضل فوق رقعة الملعب، من طرف اللاعبين، كما تضع النادي وجهة مقبولة على الصعيد الوطني، من طرف نجوم الدوري المغربي؟
كل هذه الأسئلة تطرح بإلحاح بالنسبة لحالة فريق الجيش الملكي، الحالة التي لم يجد لها أحد تفسيرا شافيا ودقيقا.

>محمد الروحلي

Related posts

Top