حرام ما يحدث بوجدة

يعيش فريق مولودية وجدة لكرة القدم بداية جد صعبة، تجلت في احتلاله المرتبة الأخيرة بسلم الترتيب، بعد خمس دورات، حصد خلالها نقطة واحدة من تعادل أمام سريع وادي زم بخريبكة، وأربع هزائم، سجل هدفين، ودخل مرماه ثمانية أهداف.
بداية بالفعل متعثرة، تعتبر جد مفاجئة، وهو الذي أنهى منافسات الموسم الماضي في وضع متقدم، أهله للعب مسابقة خارجية، بعد احتلال المرتبة الخامسة، وكان من الممكن المنافسة على مرتبة أحسن، لو لم تخنه السرعة النهائية، بالإضافة إلى غياب لاعبين جيدين بكرسي الاحتياط، قادرين على تعويض الغيابات، كما أكد ذلك مدربه السابق الجزائري عبد الحق بنشيخة.
بعد هذا المسار الجيد الموسم الماضي، ساد الاعتقاد أن الفريق الوجدي، قادر على الظهور بمستوى قوي خلال بطولة هذا الموسم، خاصة وأنه حافظ على أبرز عناصره، باستثناء نوح السعداوي، الذي غادر الفريق في انتقال حر، لينظم بصفة مبكرا للرجاء البيضاوي.
إلا أن سندباد الشرق كذب كل التكهنات، رغم أنه من الأندية التي لم تخضع لفترة راحة طويلة، فسرعان ما دخل في مرحلة الإعداد، تحت قيادة مدرب جديد، ألا وهو عبد السلام وادو، في تجربة تعد الأولى له كمدرب، كما جلب معه طاقم يتكون من عدة أطر، منها من يتمتع بتجربة، ومنها من يشتغل تحت ضمانته.
منحت للمدرب وادو صلاحيات واسعة، بعقد يمتد لأربع سنوات، كما تحمل مسؤولية جلب لاعبين من اختباره، ودخل في استعدادات للموسم الجديد، إلا انه سرعان ما انقلبت الأمور رأسا على عقب، إذ ساءت الأمور بدرجة غريبة، وظهور تطورات متسارعة قادته نحو الوراء.
في ظل هذه الأوضاع السلبية، تفجرت أيضا أزمة مالية خانقة، كما ساهم مرض الرئيس، وجل أفراد عائلته الصغيرة، بعد إصابتهم بفيروس كورونا اللعين، في إحداث فراغ إداري قاتل، زاد الأمور استفحالا، في هذا الوقت بالذات كان من المفروض، أن يتحلى وادو بكثير من الرزانة وقوة التحمل، والعمل على تهدئة الأوضاع، عوض تفجيرها من الداخل.
فهذا المدرب الجديد، تجاوز حسب المقربين منه صلاحياته، بعدما شرع في عقد اجتماعات مع الجمهور ومسؤولي الالترات، ووعدهم بعقد اجتماعات تشاورية بصفة دورية، كما نشر غسيل النادي ومشاكله المالية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصولا إلى حادث المطار، ودخوله في اشتباك مع سائق الحافلة.
وكيفما كانت خلفيات الأمور، وحجم المشاكل المطروحة، فإن وادو كان من المفروض أن يتصرف بطريقة أخرى، غير تلك الذي صدرت عنه، مما زاد من تعقيد الوضعية، وعوض أن يقدم نفسه كجزء من الحل، تحول دون أن يدري، إلى طرف أساسي في الأزمة المتفجرة داخل كيان هذا النادي المرجعي.
كما أن هناك حقيقة أخرى، تتجلى في الاعتماد الكلي على شخص واحد، فغياب الرئيس هوار لأسباب قاهرة، ترك فراغا مهولا داخل إدارة الفريق، لا أحد بإمكانه إيجاد حلول للمشاكل الآنية، قصد ضمان السير العادي للفريق، ولو بصفة مؤقتة، لم يتطوع أي أحد للمساهمة في وضع حد للمشاكل، وتطويقها في حينها.
الايجابي أن شفاء الرئيس من المرض، يمكن أن يعجل بإيجاد حلول للمشاكل التي تعصف بالفريق الوجدي، ومن حسن الحظ أن الموسم الكروي لازال في بدايته، وهناك فترة توقف يمكن أن تسمح بمعالجة الاختلالات، والمؤمل هو أن يحتكم كل طرف لعين العقل، وأن يتم وضع مصلحة الفريق فوق كل الاعتبار، كما أن على عبد السلام وادو الإيمان بحقيقة واحدة، فهو مدرب جديد على الميدان، ولازال في بداية الطريق، وعليه الوعى بحقيقة أخرى، كونه يشتغل داخل ناد، لازال يبحث عن كيفية التحول إلى مؤسسة قائمة الذات.
أما عالم الاحتراف الحقيقى، الذي نشأ وترعرع فيه، فتركه للأسف بأوروبا، وهو حاليا يشتغل بالقارة الأفريقية.

>محمد الروحلي

الوسوم , , ,

Related posts

Top