“قط” تطوان و”فار” الجامعة…

بإجراء مقابلات نهاية الأسبوع ، تكون البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم في قسمها الأول ، قد أتمت الدورات الستة والعشرين، كما أنهت معضلة المؤجلات التي كانت تربك كل الحسابات والتوقعات، لتدخل مراحلها النهائية في أفق اختتام المنافسات خلال الثلث الأول من شهر أكتوبر القادم.
ودورة بعد أخرى، يتأكد أن صراع اللقب سيكون ثلاثيا، بين الرجاء المتزعم، والذي يبتعد نقطتين عن نهضة بركان صاحب المرتبة الثانية، وثلاث نقط عن الوداد، بعيدا عن أقرب المطاردين بالنسبة للمرتبة الأولى، وهو مولودية وجدة بإحدى عشرة نقطة، وبالتالي غير ممكن أن يخرج صراع اللقب عن أندية المتقدمة.
مخلفات الدورة السادسة والعشرين، أفرزت معطيات مثيرة للانتباه، كما غيرت المعطيات الخاصة بالمقدمة، فالرجاء حققت نتيجة الفوز، لكن بصعوبة كبيرة، أمام سريع وادي زم بهدف لصفر من ضربة جزاء، بركان عادت بفوز على حساب رجاء بني ملال من ضربة جزاء أيضا، بينما عجز الوداد عن تحقيق أكثر من التعادل بهدف لمثله أمام المغرب التطواني، مع العلم أن الوداديين كانوا سباقين للتسجيل من علامة الجزاء أيضا.
وعلى ضوء هذه النتائج أصبحت حظوظ الفوز باللقب مختلفة تماما، فمصير الرجاء بيدها، شريطة الفوز في المباريات الأربعة المتبقية، حيث سترحل الرجاء إلى وجدة، ثم تستضيف بركان، وبعدها تلتقي بالأولمبيك بأسفي، لتخوض آخر مباراة ضد الجيش بمركب محمد الخامس، وفي حالة تحقيق الفوز في المباريات الأربعة سيكون اللقب من نصيبها. نفس الأمر بالنسبة لنهضة بركان، تستضيف نهضة الزمامرة، ثم تواجه الرجاء بالبيضاء، ولاحقا تستضيف المغرب التطواني، على أن تلعب مباراتها الأخيرة بأسفي، وعليه ففي حالة تحقيق الفوز في كل هذه المواجهات سيكسب اللقب، متجاوزا حتى الرجاء، إذ سيصبح الفارق في هذه الحالة نقطة واحدة. بينما وجد الوداد نفسه مطالبا بتحقيق الفوز في كل المباريات، وانتظار تعثر الرجاء وبركان، مع العلم أن مبارياته تعتبر أسهل من منافسيه، سيستضيف أولمبيك أسفي، ثم يرحل إلى أكادير ، ليستضيف بعدها السريع، ويخوض آخر مباراة ضد الفتح بالرباط.
كل هذه القراءات المسبقة والسريعة، تظهر بوضوح أن ضياع نقطتين بالنسبة للوداد خلال هذه الدورة كان خسارة كبيرة، أضعفت الى حد كبير حظوظه في الحفاظ عن اللقب الذي يوجد بحوزته، بعد أن أصبح على بعد ثلاث نقط عن المرتبة الأولى التي تتمسك بها الرجاء.
والمؤكد أن هذه المخلفات والتغييرات الأخيرة، وخاصة انفراد نهضة بركان بالمرتبة الثانية، أشعل صراع المنافسة حول اللقب، مع استحضار معطى آخر، ألا وهو لعبة النسبة العامة والخاصة، في حالة التساوي في النقط، مع تسجيل امتياز للرجاء مقارنة بالوداد، بحكم نتيجتي الذهاب والإياب.
المؤكد أن لا احد سيتحدث طيلة المدة الفاصلة عن نهاية الموسم عن البرمجة، ولن تشتكي أية جهة من التوقيت أو جدولة المباريات طيلة أيام الأسبوع، فهناك تساو في الحظوظ، وتكافؤ في الفرص بين جميع الفرق، إلا أن التركيز سيكون قويا حول دور التحكيم وتقنيته الحديثة أي “الفار”، خاصة بعد حدوث مستجد ويتمثل في حلول ضيف لا يمكن أن نقول إنه ثقيل أو مرحب به.
هذا الضيف الذي ظهر بدون استئذان، هو “قط” تطوان الذي دخل ملعب تطوان فجأة في نفس توقيت ضياع جبران لضربة جزاء للوداد، ليعطي للحكم مجالا لمنح لاعب الوداد فرصة ثانية، وقع منها هدف السبق، فهل سنشاهد قططا بملاعب أخرى، تتدخل في أوقات معينة، لتحدث تغيير في معطيات مباريات معينة؟
يمكن أن يكون هناك تفسير في كون “قط” تطوان له رأي بخصوص الدور غير “البريء” الذي أصبح يلعبه ربما هذا “الفار” في بعض المباريات، فدخل لملعب تطوان عنوة ليذكره أنه لا زال يمتلك سلطة عليه، وعليه أن لا يتناسى أنه دائما تحت رحمته، حتى لو سجل تطورا في التعامل مع التقنيات الحديثة.
ننتظر كيف ستنتهي لعبة “القط” و”الفار” بين أندية الصدارة، ولمن ستكون الغلبة في النهاية، وأين سيظهر “القط” الأليف هذه المرة؟؟؟؟

>محمد الروحلي

Related posts

Top