ارتفاع جنوني في أسعار الدجاج في ظل الحجر الصحي

ارتفعت أسعار بيع الدجاج بشكل صاروخي حيث يقارب ثمن الكيلوغرام الواحد 18 درهم في سوق بيع الجملة، قبل أن يباع للمستهلك في السوق بأثمنة تتراوح بين 20 و22 درهما، وهو ما أثار سخط المستهلك والمربين الصغار معا.
ويحمل المهنيون الصغار سبب هذا الارتفاع الفاحش في الأثمة إلى هيمنة الشركات والمربين الكبار على السوق، لاسيما وأن المربين الصغار تأثروا بشكل كبير من فترة الحجر الصحي متكبدين خسائر مادية فادحة بفعل انهيار الأسعار وانخفاض الطلب.
وقال محمد أعبود رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم “ANPC”، إن الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن “FISA” ووزارة الفلاحة هما المسؤولين على هذا الوضع الذي آل إليه سوق الدواجن بالمغرب، مشيرا إلى أن الفيدرالية لم تستطع خلق توازن في السوق كما هو منصوص عليه في القانون المؤطر للقطاع.
وأكد محمد أعبود، في تصريح لجريدة بيان اليوم، غياب صغار الدجاج”الكتاكيت” اليوم في السوق وهو ما ينعكس على وجود الدجاج أيضا، ويفسح المجال، بالتالي، إلى ارتفاع الأسعار، التي يؤديها المستهلك المغربي من جيبه، وكأن المربين الكبار ينتقمون منه بعدما استفاد من الانخفاض خلال فترة الحجر الصحي.
ويرى أعبود أن اللوبيات تبحث عن قتل المربي الصغير للهيمنة والاستفراد بالسوق، محتجا على وزارة الفلاحة التي تغيب المهنيين الصغار من الحوار ومن ثم يغيب عنها واقع القطاع بشكل واضح، حيث تظهر نتائجه السلبية من خلال غياب التوازن في السوق.
وانتقد رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم فشل مخطط المغرب الأخضر في توفير الاكتفاء الذاتي من إنتاج الدجاج، وهو ما تعكسه الأسعار التي ترتفع بفعل انخفاض الإنتاج الذي يرجع إلى هيمنة اللوبيات على القطاع.
وفي سياق متصل، انتقدت الجمعية المغربية لمربي الدواجن الارتفاع الصارخ في أثمنة بيع دجاج اللحم وفلوس اليوم الواحد، بسبب توقف عدد كبير من المربين الصغار والمتوسطين عن مزاولة التربية للخسائر الكبيرة التي تكبدوها.
واحتجت الجمعية على استفراد المربين الكبار والشركات بالسوق، وهو ما بدت مؤشراته تظهر من خلال اضطرابات قوية يؤدي ثمنها المستهلك اليوم، وذلك في الوقت الذي لازالت فيه تكلفة الإنتاج على حالها خاصة العلف الذي بقي سعره مستقرا بالرغم من أن الأسواق العالمية تشهد انخفاضا في المواد الأولية كالذرة والصوجا.
ودعت الجمعية، في بلاغ صحافي لها، إلى ضرورة تدخل السلطات الوصية لإيجاد حلول جذرية للمشاكل التي تجعل من هذا القطاع غير مستقر، شاجبة استغلال هذه الظرفية الاستثنائية من لدن اللوبيات المرتبطة بالقطاع والتي تتصارع حاليا حول الاستقواء والسيطرة على السوق لتضخيم حجم الأرباح على حساب القدرة الشرائية المتدنية للمستهلك.

< يوسف الخيدر

تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top