مراكش تستغيث

يعيش المركز الاستشفائي الجهوي ابن زهر، بمراكش، وضعا صحيا مأساويا، في غياب أي تدخل للمسؤولين، وعلى رأسهم وزير الصحة، الذي لم يكلف نفسه عناء الاستجابة لاستغاثات الأطر الصحية والمرضى، وتفقد الوضع بهذا المركز الذي أريد له أن يتحول إلى مستشفى استشفائي جهوي دون أن يتوفر على أدنى المعايير لذلك، وهو حاليا في قلب العاصفة، بحيث تواجه أطقمه الطبية والتمريضية ضغطا كبيرا في غياب الإمكانيات الضرورية لمواجهة الوباء، ولم تعد تقوى، لا على التكفل بالمصابين بكورونا، ولا على تقديم الخدمات الصحية للحالات العادية التي تتوافد يوميا على هذا المركز.
هذا الوضع الكارثي، دفع الأطر الصحية بهذا المستشفى بداية الأسبوع الجاري، لتنظيم وقفة احتجاجية لمطالبة وزارة الصحة بالتدخل لمعالجة هذا الوضع الشاذ، منددة في نفس الوقت بما تتعرض له من إنهاك جسدي ونفسي جراء ظروف العمل المتسمة بغياب وسائل الحماية وأدوات الاشتغال، في الوقت الذي تتقاطر فيه أعداد كبيرة من المصابين بالفيروس على المركز، يفترشون الأبواب والممرات، ويشكلون خطر نقل العدوى إلى الآخرين الذين يترددون على المستشفى من أجل إجراء اختبار الكشف عن الفيروس، أو باقي المرضى غير المصابين.
وفي تسجيل صوتي، تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت طبيبة أخصائية في العناية المركزة بمستشفى ابن زهر، عن حجم المعاناة التي تتكبدها الأطر الصحية بهذا المركز، واستنكرت النقص الحاد في الموارد البشرية وأجهزة التنفس والأكسجين مما تتطلبه مجموعة من الحالات، ونددت بارتفاع عدد الوفيات بالمركز الاستشفائي.
نفس الشيء بالنسبة لعدد من الطبيبات والممرضات اللواتي أدلين لبعض القنوات الإلكترونية في تسجيلات فيديوتيكية انتشرت على تطبيق الوات ساب كالنار في الهشيم، بتصريحات تعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطنون والنقص المهول الذي يشهده المستشفى والمعاناة التي يتكبدها مهنيو الصحة، وأطلقن صرخات الاستغاثة مطالبات بالتدخل الفوري للسلطات العمومية والصحية والمنتخبين ومكونات المجتمع المدني من أجل تطويق الأزمة وإنقاذ ما ينبغي إنقاذه.. كما انتشر طيلة أمس وأول أمس على وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغات وصور وشعارات كلها تنادي بـ “إنقاذ مراكش من خطر محذق”..
هذا، وما تزال المملكة تسجل تزايدا مخيفا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وارتفاعا ملحوظا في عدد الوفيات بسبب الجائحة، في الوقت الذي تواصل فيه السلطات بمختلف المدن والأقاليم ،حضرية كانت أم قروية، حملات التحسيس والتوعية حول سبل الوقاية من الوباء، وذلك بالموازاة مع تكثيف عمليات المراقبة لزجر كل المخالفات المتمثلة في عدم وضع الكمامة، والتجمعات، وعدم احترام قواعد الوقاية والتباعد والتوقيت خاصة بالمقاهي والمحلات التجارية، فضلا عن تكثيف المراقبة على التنقلات على مستوى مداخل بعض المدن التي تسجل ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس وبين الأحياء الموبوءة.
وفي هذا السياق، وبمدينة فاس أشرف، أول أمس الثلاثاء، والي الجهة السعيد زنيبر وأعضاء اللجنة الجهوية للقيادة الخاصة بتتبع جائحة كورونا المكونة من سلطات محلية، ومصالح أمنية، وقطاع الصحة وحفظ الصحة، وممثلي الجماعة الترابية لفاس، وفعاليات المجتمع المدني ومتطوعي الهلال الأحمر المغربي، على إطلاق حملة توعوية بحي عوينات الحجاج، على أن تشمل الحملة مجمل المجال الترابي لعمالة فاس. فيما عززت السلطات المحلية على صعيد جهة بني ملال خنيفرة حملاتها للمراقبة وتوعية وتحسيس الساكنة بضرورة الالتزام بالقواعد الاحترازية وتدابير السلامة والنظافة من أجل وقف تفشي وباء “كوفيد 19” الذي سجل خلال الأيام الأخيرة وتيرة مرتفعة. كما تم إحداث خلية على مستوى المستشفى الجهوي تسهر على منح مائة كمامة واقية لكل شخص تأكدت إصابته بالوباء لتوزيعها على أقاربه لتفادي انتشار الفيروس بينهم. ومن بين التدابير أيضا التي شرع فيها أمام تزايد الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس توزيع الكمامات الواقية على ذوي الدخل المحدود بالأحياء الفقيرة بالمدينة التي سجلت أكبر عدد من المصابين. فعلى مستوى هذه الأحياء تم توزيع الكمامات الواقية على الأسر المعوزة. وهي العملية التي ستتواصل خلال الأيام المقبلة بمساهمة أعوان السلطة للحد من تفشي هذا الوباء الذي تمكن من إصابة أعداد متزايدة من ساكنة بني ملال في الأيام الأخيرة بمناسبة عيد الأضحى التي عرفت حركية كبيرة للمواطنين وعودة الكسابة من مدن موبوءة بالمملكة مما ساهم بشكل كبير في انتشار الفيروس بين الساكنة.
كما تم تعزيز نقط المراقبة الأمنية بمختلف المداخل الرئيسية للمدينة للتأكد من هوية وقياس حرارة الوافدين، ثم إغلاق الحمامات وقاعات الحلاقة والتجميل وقاعات الألعاب وملاعب القرب الى غاية 30 غشت الجاري.
كما تم تحديد أوقات إغلاق المقاهي والمتاجر في السادسة مساء وتحديد أوقات إغلاق محلات التجارة الكبرى في الثامنة مساء وإغلاق السويقات والأسواق الشعبية في الثانية بعد الزوال.
هذا وقد تم تسجيل1245 إصابة جديدة بالفيروس بالمملكة، خلال الفترة الفاصلة بين الساعة السادسة مساء من يومي الاثنين والثلاثاء و1061 حالة شفاء، و33 حالة وفاة.
وأوضح منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاذ المرابط، في تصريح صحافي، أن الحصيلة الجديدة جعلت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة يتجاوز حدود الـ 44 ألف إصابة بفارق 803 حالة، ومجموع حالات الشفاء التام تتعدى عتبة 31 ألف متشاف بفارق حالتين، فيما رفعت هذه الحصيلة مجموع الوفيات إلى 714 حالة.
وسجل لمرابط أنه تم استبعاد 20 ألف و673 حالة، بعد إخضاعها للتحاليل المخبرية اللازمة، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى مليون و603 ألف و925 حالة، مضيفا أن معدل الإصابة التراكمي بالمغرب أصبح يناهز123.4 إصابة من كل 100 ألف نسمة، في حين بلغ 3.4 أشخاص من كل 100 ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة.
وأبرز لمرابط أن 1008 حالة من بين 1245 حالة جديدة التي تم تسجيلها، أي 81 في المائة من الحالات، تم في إطار منظومة تتبع المخالطين والبؤر، والتي شملت لحد الآن 177 ألف و475 مخالطا، ولازال 36 ألف و482 مخالطا رهن التتبع الصحي. وأوضح لمرابط أنه تم تسجيل 351 حالة بجهة الدار البيضاء- سطات “259 حالة بالدار البيضاء، 22 بسطات، 20 بالجديدة، 14 بكل من المحمدية وبرشيد، و8 بكل من بنسليمان والنواصر، و4 بمديونة، وحالتان بسيدي بنور”، و190 حالة بجهة بني ملال-خنيفرة “148حالة ببني ملال، و19 بأزيلال، و13 بخنيفرة، و7 بالفقيه بنصالح، و3 بخريبكة”، و151 حالة بجهة مراكش-آسفي “62 حالة بمراكش، و36 بقلعة السراغنة، و19 باليوسفية، و13 بالحوز، و9 بشيشاوة، و7 بالصويرة، و5 بالرحامنة”.
وتم تسجيل 135 حالة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة “40 حالة بسلا، و37 بالقنيطرة، و29 بالصخيرات تمارة، و17 بالخميسات، و8 بالرباط، و3 بسيدي قاسم، وحالة واحدة بسيدي سليمان”، و126 حالة بجهة فاس مكناس “81 حالة بفاس، و21 ببولمان، و14 بمكناس، و6 بتاونات، وحالتان بكل من افران وتازة”، و106 حالة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة “57 حالة بطنجة، و13 بتطوان، و19 بالعرائش، و6 بكل من المضيق الفنيدق ووزان، وحالتان بكل من الحسيمة وشفشاون، وحالة واحدة بالفحص انجرة”، و78 حالة بجهة درعة-تافيلالت “38 حالة بالراشيدية، و23 بورزازات، و11 بميدلت، و6 بتنغير”.
كما تم تسجيل 53 حالة بجهة سوس- ماسة “37 بأكادير- ادوتنان، و8 بكل من طاطا وانزكان أيت ملول”، و21 حالة بالجهة الشرقية “14 حالة بوجدة-أنكاد، و4 بالناظور، وحالتان بفكيك، وحالة ببركان”، و20 حالة بجهة الداخلة-واد الذهب “بالداخلة”، و13 حالة بجهة العيون- الساقية الحمراء “12 حالة بالعيون وحالة واحدة ببوجدور”، وحالة واحدة بجهة كلميم-واد نون “حالة واحدة بكلميم”.
أما مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج فبلغ 13 ألف و87 حالة، أي بمعدل 36 حالة لكل 100 ألف نسمة. وختم لمرابط بأن مجموع الحالات الصعبة والحرجة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة وصل إلى 184 حالة، 36 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي و29 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي.

 سعيد أيت اومزيد

الوسوم ,

Related posts

Top