الكتاب التشكيلي: رهانات التأسيس و التحديث

يعتبر جنس الكتاب التشكيلي في تاريخ الفن أرضية توثيقية تكتسي قيمة مرجعية يعتد بها في البحث العلمي الرصين وكذا على مستوى أقانيم و مراقي الخطاب الحجاجي المرتهن بمصداقية المتن الإخباري والرصد التأريخي الموضوعي .
في هذا السياق الاعتباري، يعد الفنان النهضوي التوسكاني جيورجيو فازاري (1511-1574) الأب الروحي لهذا الجنس المعرفي المندرج في خانة النقد التاريخي ، حيث ألف الجزء الأول من كتابه المرجعي “حيوات أفضل الرسامين والنحاتين والمعماريين ” (خاص بالفنانين الراحلين عام 1550) ، ثم عززه بالجزء الثاني المتعلق بالفنانين المعاصرين له عام 1568 . بشهادة كل المنشغلين بالكتابة حول الفنون التشكيلية ، يظل منجز فازاري التأريخي مدخلا تأسيسيا للمشروع المونوغرافي بصيغة الجمع اعتمادا على منهجية التأطير السياقي في بعديه العام و الخاص بالموازاة مع الخطاب الواصف الذي يسبك مفاهيم جديدة (كمفهوم النهضة والفن القوطي من باب التمثيل لا الحصر)، وهذا ما ساهم في ترسيخه كتقليد علمي كل من إيلي فور (تاريخ الفن، روح الأشكال)، و أندري ميشيل ( تاريخ الفن )، و ألبان ميشيل (عالم الأشكال )، و روني هيوغ ( الفن و الروح، الفن و الإنسان )، و مارسيل برييون (الفن التجريدي)، و ميشيل راغون ( عالم الفنون، التصوير الراهن)، و بيير فرونكاستيل (الفن و التقنية)، و هنري فوسيون (مديح اليد، حياة الأشكال). ارتهنت أبحاث هذا الأخير الرصينة بمعهد الفن والأركيولوجيا ومدرسة اللوفر بفرنسا إلى جانب مريده غاستون ديل الذي زاوج بين مدارات” الإعلام الفني” و”تاريخ الفن”(كتاب” رسامو اليوم” ) و”النقد الفني ” (كتاب”مشاكل التصوير الصباغي “) مؤسسا عام 1943 لتظاهرة صالون ماي بباريس في مواجهة الإيديولوجيا النازية ، و متزعما لحركة أصدقاء الفن عام 1944 لنشر ثقافة الإبداع الحديث عن طريق الندوات ، والعروض السمعية البصرية ، والمعارض الديداكتيكية بالإضافة إلى تأسيسه للمهرجان الدولي لفيلم الفن عام 1948(أخرج فيلمي “فان غوغ”عام 1948 ،”غوغان”عام1950 وغيرها من الأشرطة الوثائقية مع جون أوريل ) و إعداده المحكم للمونوغرافيات التي أفاض و استفاض في متنها النصي والبصري حول عدد وازن من الفنانين التشكيليين وفق ما يوحي به موقع المصاحبة / المجاورة والملاحظة المشاركة (تواطؤ مع أصدقائه الفنانين ) والبحث التوثيقي المعمق في الشهادات البيوغرافية والنصوص المرجعية :روو، بونار،موديغلياني، فازاريلي، بيكاسو، فيرنون ليجي،براك ، بيرنار بوفي، أرتونغ ، فييون،غويا ، ميرو…
من باب الإنصاف التاريخي ، تمثل المنشورات الفنية للباحث الألمعي غاستون ديل الإطار المرجعي العام للأرضية التأسيسية في الأوساط الثقافية المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 1960 و 1966 عندما كان أستاذا ملحقا من طرف وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية قبل استدعائه من لدن وزير الثقافة الفرنسي السابق الأديب والناقد أندري مالرو لإدارة مكتب المعارض الفنية بالوزارة المذكورة.بكل تأكيد، ساهم غاستون ديل إبان مهمته الدبلوماسية الموازية بالمغرب في اقتفاء آثار دولاكروا عام 1966 بعد ماتيس عام 1950 ، كما ألف مونوغرافيا الرائد الغرباوي (منشورات البعثة الجامعية الثقافية الفرنسية بالمغرب ، بدون تاريخ ) و مونوغرافيا المحجوبي أحرضان ( 1962 ) ، وكذا كتاب “الفن الفطري” (المنشورات المغربية و الدولية، طنجة 1964). بدون ادعاء مرضي أو سلطة أبوية وهمية ، تواصل المنجز المونوغرافي الذي برع في هندسته المؤرخ الأركيولوجي والناقد الفني غاستون ديل عبر عدة حلقات متقاطعة و متكاملة بمساهمة مجموعة من الوسائط الإعلامية والأدبية والتأريخية : نستحضر في هذا الإطار الناقد الفرنسي جورج بوداي الذي ألف مونوغرافيا أحمد الشرقاوي ( البعثة الجامعية الثقافية الفرنسية بالمغرب ، بدون تاريخ )، الناقد بيير غاسيي مؤلف مونوغرافيا أحمد اليعقوبي (1961) ، الفنان جاك أزيما مؤلف مونوغرافيا بن علال (1962 )، الفنانة و الأستاذة جاكلين برودسكيس مؤلفة مونوغرافيا أحمد الورديغي صحبة بن امبارك عام 1963 التي تنكر لجميل صنيعها تاريخنا الفني المعاصر و ذهبت ضحية عقليات ” القتل الرمزي” المبيتة . نستحضر في هذه الأرضية التأسيسية الأديب مصطفى القصري مؤلف مونوغرافيا فريد بلكاهية (1963 )، المؤرخ العصامي محمد السجلماسي في مؤلفاته (“التصوير المغربي ” 1972 ، “الفنون التقليدية” 1974 ثم ” الفنون التقليدية المغربية ” 2003 ، “الفن المعاصر بالمغرب “1998 ، “الفن الكاليغرافي الإسلامي ” بمعية عبد الكبير الخطيبي 1976) ، الناقد والمؤرخ ألان فلامون (“نظرات حول الفن المغربي المعاصر”،1983) ، المؤرخ عبد السلام بوطالب على خطى غاستون ديل (“التصوير الفطري بالمغرب” 1985)، الكاتب الإعلامي عبد الله الستوكي (رسوم الجسد المنفي لبغداد بنعاس 1980)، محمد الطنجاوي (مونوغرافيا مولاي أحمد ادريسي، بدون تاريخ)، علاوة على عدد من المفكرين والباحثين الجماليين أمثال خليل المرابط مؤلف ” التصوير و الرعاية ” (1992) و ” التصوير و الهوية ” (1987 ) ، عبد الكبير الخطيبي مؤلف ” الفن العربي المعاصر: مقدمات” (2002)، الباحث الجمالي مصطفى الشباك مؤلف ” الفنانون المغاربة المعاصرون (2007)، الباحث الجمالي إدريس كثير حامل مشروع مونوغرافيا حول عباس صلادي برسم سنة 2018، الناقد بنيونس عميروش مؤلف الجزء الأول من كتاب ” قراءات في التصوير المغربي المعاصر”، الناقد الحيسن إبراهيم مؤلف مونوغرافيا عمر أوفوس، الباحث عبد القادر مانا مؤلف كتابي ” التصوير الإثنوغرافي بالصويرة ” عام 2018 ” و ” فنانو الصويرة المنفردون ” عام 1990، الناقد شفيق الزكاري صاحب كتابي ” قراءة في التشكيل المغربي الحديث ” عام 2005 و ” الفن التشكيلي بين الثقافة و التسويق ” عام 2013، الباحث الجمالي محمد شيكر صاحب مونوغرافيا محمد المليحي، الناقد أحمد الفاسي صاحب مونوغرافيا أحمد بن يسف، الأديبة الناقدة زهرة الزيراوي مؤلفة مقامات التشكيل العربي الأولى و غيرهم من الأقلام النوعية التي لا يتسع المجال لذكرها. الجدير بالذكر، في هذا المقام التداولي، أن هناك عددا لا يستهان به من الفنانين التشكيليين الذين بادروا إلى إعداد و إنجاز كتبهم الفنية اعتمادا على أرشيفهم الخاص، و رؤيتهم الجمالية في الإخراج الفني أمثال الفنان الحسين طلال، الفنان عبد اللطيف الزين، الفنان عبد الرحمان رحول، الفنان محمد شبعة ( الوعي البصري )، الفنانة مليكة أكزناي، الفنان كريم بناني، محمد المنصوري الإدريسي ، الفنان لحبيب لمسفر، الفنان عزام مذكور، الفنان نور الدين فاتحي و غيرهم. نسجل أيضا دور عدة إطارات جمعوية بادرت إلى نشر مجموعة من الكتب الفنية بدعم من وزارة الثقافة كجمعية اتحاد كتاب المغرب، و جمعية الفكر التشكيلي، و الجمعية المغربية للفنون التشكيلية، إضافة إلى بعض المجلات التي انخرطت في ترسيخ دعائم الثقافة البصرية بالمغرب ( أنفاس عام 1965 ، فنون عام 1976، الثقافة الجديدة عام 1977، الإشارة، علامات، زون آر، ماروك بروميوم، التشكيل، ديبتيك … ).

قراءة أولية في بعض الكتب التشكيلية

في ضوء تأملنا لخرائطية الكتب الفنية بالمغرب، يطالعنا المؤلف المونوغرافي ” تصوير أحمد الشرقاوي ” الصادر عن دار النشر شوف عام 1976 بالعربية و الفرنسية و الإنجليزية، حيث اعتمد على أرشيف زوجة الفنان الراحل لودميلا و شقيقه محمد الشرقاوي، و استثمر صورا بعدسة الفنان محمد المليحي الذي أشرف أيضا على التنسيق و التصميم العام و الإخراج النهائي. نستشف عبر القراءة العمودية رصانة النصوص المنشورة المتوزعة بين الخطاب السردي الحكائي للأديب إدمون عمران المالح ( نص ” أحمد الشرقاوي: المكان/ أبي جعد، الزمان: فصل الصيف) و الخطاب السوسيولوجي البنيوي لعبد الكبير الخطيبي ( الجذور السامقات )، و الخطاب النقدي التاريخي لطوني مرايني ( تحليل فن أحمد الشرقاوي ). يقف القارئ المتبصر عند عدة هفوات على مستوى الترجمة الحرفية التي قام بها توفيق زكي، إضافة إلى أن توظيف الصور المصاحبة لا يخضع لأي وازع جمالي، و لا يتعهد بالوظيفة الحجاجية رغم أن النصوص المذكورة تحيل إلى أسماء لوحات فنية، كما أن الغلافين الأول و الرابع لا يشكلان عتبة إقناعية لولوج عالم الكتاب، و لا يتعاقد منذ البداية مع أفق انتظار القارئ المختص. من أزمنة الكتاب الفني بالمغرب، زمن تلقي الكتاب الجمالي ” الفن المعاصر بالمغرب ” للكاتب العصامي و الموسوعي محمد السجلماسي بتعاون مع المفكر عبد الكبير الخطيبي و الباحث إبراهيم العلوي عام 1989 عن دار النشر العريقة ACR في صناعة الكتاب الفني ( من مؤلفاتها: المستشرقون الرحل، مستشرقو المدرسة الإيطالية، حياة و منجز جاك ماجوريل، حياة و منجز فان غوغ، حياة و منجز بول سيزان، حياة و منجز شاردان، حياة و منجز رومبراند، الخدعة البصرية، الفنون التقليدية بالمغرب، جمالية المخطوطات الملكية بالمغرب … ). يتضمن هذا الكتاب التاريخي في تضاعيفه مدخلا حفريا يعرج بنا من الإرث الفني ( ما قبل التاريخ، الفن العربي الإسلامي، الفن الشعبي، التصوير على الحامل المسندي ) إلى بروز التصوير المغربي المعاصر بكل تمظهراته النموذجية ( الفن الخام، الفن الفطري، التشخيص، التجريد، العلامة، النحت). لعمري إنها أرضية مرجعية تفتح شهية النقاد الوسائطيين و المؤرخين لتخصيص أبحاث معمقة في كل معطياتها المتنية في شكل كتب فنية موضوعاتية، أو مونوغرافيات، أو سيناريوهات لأشرطة وثائقية أو روائية.
يتبنى كتاب ” الفن المعاصر بالمغرب ” جردا مونوغرافيا مصغرا للفنانين المعاصرين لمرحلة إعداده حسب الترتيب الأبجدي ( من أبي الوقار محمد إلى الزين عبد اللطيف )، إلا أن الملاحظ هو عدم التوازن في توزيع المعطيات النصية و القرائن البصرية المحايثة ( خمس صفحات لبلكاهية، أربع صفحات لفؤاد بلامين و حسين الميلودي، صفحتان لمعظم الفنانين )، مع تخصيص ملحق للفنانين الآخرين بدون وحدات بصرية و مادة خطابية وافية ( على سبيل المثال لا الحصر، تم تخصيص حيز صغير للمؤرخ و الفنان التشكيلي و المدير السابق لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء موريس أراما رغم مساره الإبداعي الحافل بإخراج الأفلام، و تأليف كتاب ” دولاكروا المغرب “، و كتاب ” إبداع السلم ” بتعاون مع جاك آطالي ). من علامات قوة هذا الكتاب الفني الذي حان الوقت لتحيين مشروعه التحديثي نشر كرونولوجيا الأحداث الفنية من 1961 ( أول معرض للفنان المغربي بن على الرباطي ) إلى 1989 ( لقاء الفن و الأدب من تنظيم المركر الثقافي الفرنسي و جامعة القاضي عياض بمراكش )، إذ أصبح مثل هذا الرصد الكرونولوجي حلقة غائبة في زمننا التشكيلي المعاصر شأنه شأن المنجز البيبليوغرافي الأولي للفنون التشكيلية الذي دشنه الباحث في الفنون و التراث محمد أمين العلوي (1956-1996 ) و تفضلت بنشره مجلة علامات (عدد 9، 1998) . لا جدال في كون هذا الكتاب شبه الجامع المانع نواة مشاريع أخرى مهووسة بالتاريخ الفني، و باجتراح مفاهيم جديدة و مصاحبة أسماء فنية سواء على نحو مونوغرافي ، أو اعتمادا على نماذج أسلوبية و بصرية تقتضيها زاوية المعالجة الذاتية و الجهاز المفاهيمي المعتمد. لا بد من الاستئناس الجمالي بكتاب ” نظرات خالدة ” التي بادرت إلى إخراجه إلى النور الشركة المغربية للأبناك عام 1995 وفق تصور و إدارة نشر العربي الصقلي و خط تحرير كمال لخضر. آمن هذا الكتاب المرجعي الموضوعاتي من الناحية المبدئية بأن الفنانين الراحلين معاصرون بامتياز بفضل أعمالهم الإبداعية الخالدة عكس ما تدعيه العقليات الاختزالية لبعض مندوبي المعارض الدولية داخل المغرب و خارجه، حيث استند في إعداده على الاستشارة الفنية للمبدع فؤاد بلامين، و تمكن من تحيين تجارب الراحلين بأجسادهم لا بأرواحهم الاعتبارية(من عزيز أبي علي إلى أحمد اليعقوبي ) بواسطة النصوص العاشقة لكل من العربي الصقلي، و عبد الكبير الخطيبي، و موريس أراما، و مصطفى القصري، و كمال لخضر، و آلان ماكير (صاحب مقولة ” الفن ذاكرة العالم “) ، مع اعتماد المنهجية الاستقصائية على الطريقة الإعلامية المتخصصة التي ارتضاها كل من فؤاد سويبة و حسن بوفوس. يشكل هذا المؤلف – الذاكرة متنا مرجعيا للتفكير في تحيينه أولا لكي يشمل فنانين آخرين ، و لإعداد مونوغرافيات ضافية تتجاوز المستوى الوصفي عبر التحويل و التأويل، و الإحالة على المصادر و المراجع الغائبة تماما في تضاعيف الكتاب المذكور. من باب الاعتراف العلمي، يشكل الكتاب الجمالي ” أمين الدمناتي: 29 ربيعا و صيفا ” لمؤلفه المؤرخ و الفنان الباحث موريس آراما نموذجا تحديثيا في مجال التأليف الفني، فقد تمكن بعينه الفاحصة و الموضوعية أن يرصد مسار الفنان الراحل ( 1941 – 1971 ) انطلاقا من توضيب سردي بالنص و الصورة على منوال الأفلام التسجيلية المعمقة ، مستهلا عالمه المونوغرافي بكلمة شقيق الراحل الحسن أمين الدمناتي ( أمين أرشيف شقيقه و المحافظ على ذاكرته المرجعية ) ، و بنص مؤثر للأستاذ الباحث عبد الجليل الحجمري ” أمين الدمناتي وعد جمالي التقطه يوم بلا لون ” . انفرد هذا الكتاب المنشور بدعم من وزارة الثقافة و بتعاون مع رواق ميموآرت بملحق بيوغرافي ، و بتوظيف ممنهج و معقلن لكل النصوص النقدية و الإعلامية المواكبة لتجربة الفنان إضافة إلى قصائده الشعرية و صوره الذاكراتية التي توثق لكل انشغالاته الدرامية و التشكيلية و التصميمية داخل الأوساط المغربية و الباريسية على حد سواء.

غيض من فيض الكتب الفنية

هذا غيض من فيض الكتب الفنية التي، بالرغم من عزلتها القاسية و محدودية صناعتها، تغني لا محالة رفوف المكتبة الجمالية وطنيا و دوليا، و هي رصيد وثائقي وازن نراهن على كل الجهات المعنية و المختصة بالشأن الثقافي عموما و البصري خصوصا للارتقاء بمستوى دعم مرتكزاته التأسيسية و التحديثية. لقد برهن لنا علم المكتبات و سوق النشر الفني بأن هذا الجنس من المؤلفات له قراؤه الفعليون و المفترضون، و أصبح بالقوة و بالفعل قيمة تداولية في كل الأوساط الجمعوية و التربوية و الثقافية ، كما أنه حظي بعدة جوائز تقديرية في معظم المحافل الدولية المشهود لها بالريادة الفنية . نأمل، في هذا الباب، أن تتسع دائرة صناعة نشر الكتاب التشكيلي و توزيعه ورقيا و إلكترونيا ، و كذا ترجمته إلى عدة لغات حتى لا يظل وقفا على القراء بلغة دون أخرى. أملنا أيضا أن يتم تتويج أحد إصداراته المعاصرة في إطار جائزة المغرب للكتاب ، و أن تخصص له جائزة تحفيزية مستقلة على غرار جائزة أركانة للشعر.

> بقلم: د. عبد الله الشيخ *

(* أستاذ باحث و ناقد فني )

Related posts

Top