“نساء يعانين في صمت خلف أبواب موصدة”

 جمعية واحدة تتلقى 300 شكاية عنف من النساء خلال شهر من الحجر الصحي

  كشفت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن مركز الاستماع التابع للجمعية تلقى في الفترة ما بين 20 مارس إلى 20 ابريل المنصرم، حوالي 300 اتصالا من النساء من مدن مختلفة، يشتكين فيها من تعرضهن للعنف على أيدي أزواجهن داخل بيوت الزوجية.

ووصفت بشرى عبدو، في اتصال أجرته معها بيان اليوم يوم أمس الأربعاء، أن هذا الرقم بـ”المهول” و “الخطيرة جدا”، ويكشف حجم العنف المنزلي الذي ترزح النساء تحت وطأته في ظل ظروف الحجر الصحي المفروض على المواطنين والمواطنات بسبب جائحة كورونا.

وأشارت الناشطة النسائية والحقوقية أن فئة واسعة من النساء وجدت نفسها في ظل هذه الأزمة “عالقة بين مطرقة العنف وسندان الوباء”، في ظل وضعية الفاقة وقصر ذات اليد، وغياب البديل، وتحت سقف واحد مع الشريك المعتدي، دون أدنى حماية وبلا ناصر ولا معين. مضيفة “بإمكان كل منا أن يتخيل حجم المعاناة النفسية والجسدية لهؤلاء النسوة، ومعاناة أطفالهن من حولهن.. نساء يصرخن في صمت وراء ابواب موصدة”.

وكانت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة قد أطلقت منذ أيام حملة تحت شعار “الحجر الصحي نصبروا ليه.. ولكن العنف داخل المنازل مانسكتوا عليه.. أرقامنا مفتوحة ليك اتاصلي بينا نسمعوا ليك..”، وذلك وعيا منها بخطورة الوضع الحالي على حق كل المواطنات والمواطنين في التمتع بالأمن والأمان، والسلامة النفسية والبدنية تحت أي ظرف كان.

ولذلك أعلنت الجمعية في بلاغ سابق حول الموضوع، عن وضعها لعدد من الأرقام الهاتفية رهن إشارة النساء ضحايا العنف من أجل تقديم خدمات عدة لهن، على رأسها الاستماع، الدعم النفسي، التوجيه والإرشاد القانوني والايواء. وبمجرد الإعلان عن هذه الأرقام، شرع نشطاء الجمعية في تلقي عدة مكالمات في اليوم منها ما يتعلق بشكايات حول شتى أنواع العنف الذي تواجهه النساء، ومنها ما يرتبط بطلبات للمساعدة الاجتماعية في ظل وضعية الحاجة التي تواجهها العديد من النساء الوحيدات والمعيلات لأسرهن أو حتى المطرودات من بيت الزوجية، وهو ما يحيل على وجه آخر من العنف المتمثل في الأثر الاقتصادي لظروف الجائحة على أوضاع النساء في وضعية هشاشة. وأفادت رئيسة الجمعية أن هذه الأخيرة تمكنت من تقديم عدد من الإعانات الغذائية وساهمت في إيواء عدد من الحالات الت وجدت نفسها مهددة بالتشرد في ظل هذه الظروف الصعبة.

وتجدر الإشارة أن جمعية التحدي للمساواة والمواطنة (ATEC)، وفي إطار التعبئة العامة التي تعرفها بلادنا من أجل مكافحة جائحة كورونا، كانت قد اعلنت انخراطها الكامل في هذه الدينامية، قبل وبعد إعلان حالة الطوارئ الصحية في 20 مارس 2020 وذلك من خلال عدد من المبادرات، كتنظيم سلسلة من الحملات التحسيسية والتوعوية التي جالت أغلب الأحياء بمنطقة درب غلف – الدار البيضاء، مذكرة الساكنة بضرورة التقيد بتعليمات السلامة. كما تم توزيع العديد من المساعدات العينية والمواد الغذائية على عدد من الأسر المعوزة والنساء المستفيدات من خدمات الجمعية وتسديد واجب الكراء لفائدة بعض النساء في وضعية صعبة.

وتحت شعار” نتحدى الوباء .. نستقبل النساء والشباب للايواء”، تكلفت الجمعية، تحت إشراف المديرية الجهوية للتعاون الوطني والقسم العمل الاجتماعي لعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، وبتعاون مع الاسعاف الاجتماعي (SAMU SOCIAL)، بتسيير وتدبير شؤون مركز الإيواء الذي تم خلقه بشكل استعجالي ومؤقت بفضاء دار الشباب درب غلف، والذي استقبل أزيد من 40 شخص في وضعية الشارع أو بلا مأوى خاص، والذين يحتمل، بالنظر لهشاشة أوضاعهم/هن، أن يشكلوا/لن لقمة سائغة للوباء الفتاك، حيث استفاد هؤلاء الأشخاص أيضا مجموعة ورشات ترفيهية ومعرفية في المركز.

  • سميرة الشناوي

Related posts

Top