إجرام متعدد الأوجه

في وقت تسابق السلطات الأمنية بمختلف تفرعاتها وبكل الجهات والمدن الزمن، من أجل فرض احترام الإجراءات الوقائية والصحية لمحاربة وباء كورونا، وجد أفراد الأمن والدرك والقضاء، أنفسهم مطالبين بمواجهة آفات أخرى لا تقل خطورة وتأثيرا على الوطن والمواطنين.

فهناك مواجهة مروجي الأخبار الكاذبة والفيديوهات المفبركة وتعميم المغالطات مما  يخلف ارتباكا لدى الرأي العام الوطني، كما تخلق ضبابية خطيرة، وما يترتب عن ذلك من تشوش على المصادر المؤكدة وذات المصداقية، وفي هذا الإطار تمت متابعة عشرات الأشخاص، منهم من صدرت بحقهم أحكام بالسجن النافذ، حيث شملت العقوبة مجموعة من الظلاميين الذين يسعون لاستغلال الدين لأهداف تجارية وإرهابية.

كما تم اعتقال آلاف الأشخاص بسبب رفضهم تطبيق إجراءات الحجر الصحي، وعدم احترام حالة الطوارئ العامة، وشمت هذه الاعتقالات والتوقيفات جل المدن المغربية، ومختلف الجهات على الصعيد الوطني، والغريب أن العدد يتكاثر بدرجة مقلقة، مما يهدد السلامة العامة.

وفي عز هذا المجهود المضني الذي تبذله مختلف أجهزة الدولة، والذي يتطلب تعبئة استثنائية وقضاء ليال بيضاء، قصد الاطلاع بمهام حيوية عاجلة، برزت بؤر أخرى لا تقل خطورة، مما فرض بذل مجهود إضافي ومضن وجد متعب إلى درجة كبيرة.

ففي محاولة لاستغلال الأجواء الاستثنائية التي فرضتها الظروف العامة للجائحة، كثف مهربو المخدرات بكل أصنافها نشاطهم، وحسب مختلف المصادر، فقد تم اعتقال العديد من الأفراد بأكثر من جهة وأكثر من مدينة، مع ضبط ومصادرة أطنان من المخدرات، منها العادية ومنها الصلبة.

وفي خضم كل هذه السلوكات الشاذة والجرائم المختلفة. برز أيضا مجرمون من صنف مغاير، وإن كان لا يقل خطورة ولا تأثيرا على صحة الناس، والأمر هناك يتعلق بالترويج للمنشطات والمواد المحظورة، والتي عادة ما يتم استهلاكها من طرف بعض الرياضيين بصفة عامة.

فحسب مصادر إعلامية، تمكنت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن عين الشق بالدار البيضاء الأسبوع الماضي، من توقيف  أشخاص وفي حوزتهم مواد شبه طبية، ومكملات غذائية مجهولة المصدر، مضرة بالصحة العامة.

شمل التوقيف أحد المدربين، وأصحاب محلات تجارية بنفس المدينة، يشتبه في تهريبهما لكميات إضافية من المكملات الغذائية المجهولة المصدر، والتي تفتقر لمعايير الجودة والسلامة الصحة المعتمدة على الصعيد الوطني والدولي.

إنه إجرام حقيقي متعدد الأوجه، يتطلب بذل مجهود إضافي يرهق كاهل كل السلطات التي من المفترض أن تستغل طاقاتها في التركيز على محاربة هذا الوباء وإنجاح المجهود الوطني من أجل ربح المعركة المصيرية والحاسمة …

محمد الروحلي

Related posts

Top