الوداد تودع “محميدات” آخر لاعب من الرعيل الأول

غيب الموت، صباح الاثنين الماضي، محمد عاطف “محيمدات” اللاعب السابق لفريق الوداد البيضاوي، وآخر عناصر الجيل الأول بـ “القلعة الحمراء”، عن سن ناهز 103 سنة.
ويعتبر الراحل من جيل الرواد اللذين حملوا قميص الوداد في زمن الحماية، جيل أهدى الجمهور المغربي المتعة والفرجة في ملاعب الكرة آنذاك وخاصة ملعبي “فيليب” و”مارسيل سيردان” (المركب الرياضي محمد الخامس حاليا).
محمد عاطف من مواليد سنة 1926 بالدار البيضاء، من أسرة أمازيغية تنحدر من منطقة تاليوين، استقرت بحي درب السلطان الشهير وتحديدا بدرب البلدية زنقة أبو العباس، وهناك داعب محيمدات الكرة مع أقرانه، قبل أن ترصده أعين الأب جيكو محمد بلحسن العفاني، والذي نقله إلى الوداد في سن مبكر، ومن فئة الشبان أشركه ضمن الكبار برخصة طبية.
محيمدات أحدث مع أصدقائه فريقا يحمل اسم زنقة أبو العباس، ورافقه في ذلك أحميدة الدكالي، والمعطي بوعبيد حمدون، وزعيريطة، وإدريس بنبوبكر وغيرهم، وكانوا ينافسون فرق الأحياء المجاورة في مختلف الفضاءات الفارغة.
وهناك أخذ الراحل يتمرس على التباري وثقافة الانتماء والدفاع عن القميص، قبل أن يحمل قميص الوداد ضمن جيل يضم العفاري، ومصطفى ولد الرحالية، وكبور، وبوشعيب خالي، وعبد الحق القدميري، وزعيريطة، والحاج عبد القادر جلال، وأحمد بنمسعود، والشاكوري، وولد عائشة، وسالم دندون، وامحمد الناوي، وسالم بنصالح، وأديبا، والحسن هاي، وغيرهم ممن دشنوا مسار الأمجاد للوداد.
وكان محيمدات منضبطا وسط جيل متحمس مشحون بالوطنية الصادقة، يدرك أن تسجيل الحضور الإيجابي في مدار الكرة يحمس الجمهور المغربي ويزعج المحتل الفرنسي، وذلك في زمن كان المغرب يسعى فيه للاستقلال والحرية.
محيمدات حمل قميص الوداد لمدة 14 سنة تألق فيها لاعبا مميزا في مركز الوسط ثم اعتزل ليتفرغ للتجارة، وكان أول لاعب ينقله الأب جيكو من ملاعب درب السلطان إلى الوداد، ولمؤهلاته البدنية والتقنية التي اكتسبها في ملاعب الأحياء اختار توظيفه و أقحمه مبكرا في مجموعة الكبار.
وعقب الاعتزال عانى محيمدات من مضاعفات إصابة تعرض لها على مستوى ركبته اليسرى، ومع مرور الوقت تقوست الرجل وواجه صعوبة في الحركة والمشي، في وقت ظل وفيا لحب الوداد ومتشبثا بمبادئه والقيم الإنسانية النبيلة.
وبرحيل محيمدات يودع الوداد آخر لاعب من الجيل الأول، جيل الرواد الذهبي، جيل نادرا ما يجود الزمان بمثله أبدع وتألق بوسائل وإمكانيات بسيطة وبفضل مسيرين وطنيين، مناضلين كتب التاريخ في ذاك الزمن الجميل.
وبهذه المناسبة الحزينة، يتقدم القسم الرياضي لـ “بيان اليوم”، إلى عائلة الفقيد وجمعية قدماء اللاعبين، وكل فعاليات الوداد، بأحر التعازي وأصدق المواساة، راجين من الله عز وجل، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون …

 محمد أبو سهل

Related posts

Top