جلالة الملك يرغب في علاقات استثنائية مع موريتانيا

اُستقبل ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أول أمس الأربعاء بنواكشوط، من قبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقال بوريطة في تصريح صحفي عقب هذا الاستقبال إنه حظي “بشرف استقباله من قبل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وكانت مناسبة لأن أبلغ فخامة الرئيس تحيات جلالة الملك محمد السادس وتقديره لفخامته، وكذا الإرادة القوية لجلالة الملك في تطوير العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى أعلى المستويات، وهي العلاقات التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لاتفاق الأخوة وحسن الجوار”.
وأبرز بوريطة في هذا الصدد “في هذه السنة نحتفل بالذكرى الخمسين لاتفاق الأخوة وحسن الجوار الموقع في سنة 1970 بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية”، معتبرا أن “هذا الاتفاق له راهنية اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالأخوة وحسن الجوار، هما عنوانان أساسيان للعلاقات بين البلدين”.
وأضاف أن “ما هو أساسي اليوم هو كيفية استغلال هذا الظرف الايجابي الموجود اليوم، وذلك من أجل تفعيل روح ذلك الاتفاق الذي كان في 1970، حول الأخوة وحسن الجوار، وكذا استغلال كل الإمكانات التي يتيحها لنا الجوار للانتقال بالعلاقة نحو شراكة إستراتيجية قوية”.
وأكد بوريطة أن “رغبة جلالة الملك هي ألا تكون العلاقة مع موريتانيا علاقة عادية، وإنما علاقة استثنائية بحكم ما يميزها من تاريخ ومن الوشائج الإنسانية، وحتى من الجوار الجغرافي وكذا المصير المشترك، لأن ما يواجهنا من تحديات معا لا يمكن أن نتغلب عليها إلا معا”.
وأشار إلى توفر “الآليات والإطار القانوني، وما يبقى هو كيف يمكننا في هذا السياق، وهو سياق ايجابي جدا في العلاقات الثنائية، أن نفعل الاتفاقيات ونستغل بشكل أفضل هذه الآليات من أجل أن تكون هناك نتائج ملموسة، ويكون هناك رفع لهذه العلاقة إلى شراكة حقيقية يحس بها كل الفاعلين على كل المستويات، ويحس بها أولا الشعبان الشقيقان بأنها شراكة مربحة للجانبين وشراكة تعود بالفائدة على الشعبين”.
وأضاف بوريطة أن “بين المغرب وموريتانيا وشائج وأرضية صلبة قوامها العلاقات الإنسانية أولا، ووشائج الأخوة الثابتة بين الشعبين الشقيقين، وقوامها كذلك التعاون المثمر في كل المجالات، في مجال التكوين وفي المجال التجاري وغيره، وقوامها أيضا الاحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر حول مجموعة من القضايا”.
وتابع أن اللقاء “كان مناسبة جد طيبة للقاء بفخامة الرئيس وللاستماع إلى تحليلاته حول الوضع في المنطقة، وكذا إلى رؤيته حول تطوير العلاقات الثنائية”، مؤكدا أن “الأيام المقبلة ستكون جد ايجابية للعلاقات الثنائية”.
إلى ذلك، شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أول أمس الأربعاء، بنواكشوط، على أهمية اتفاق الأخوة وحسن الجوار الموقع بين المغرب وموريتانيا سنة 1970، مؤكدا أنه ما زال يحافظ على راهنيته.
وقال بوريطة، في تصريح صحفي، على هامش زيارة تفقدية للمصالح القنصلية بسفارة المغرب بنواكشوط، رفقة نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحضور سفير المملكة في موريتانيا حميد شبار، إن هذا الاتفاق، وعلى الرغم من مرور 50 سنة على توقيعه، ما زالت له القيمة والراهنية نفسيهما.
وأضاف أن سنة 2020 هي سنة خاصة، لأن المغرب وموريتانيا يخلدان فيها الذكرى الخمسين لتوقيع اتفاق الأخوة وحسن الجوار بينهما، مبرزا أنه انطلاقا من روح هذا الاتفاق يتم الاشتغال على العلاقات بين البلدين بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
كما أكد بوريطة، الذي قام بزيارة إلى موريتانيا، أن العلاقات بين البلدين جيدة وقوية جدا، مبرزا أن هناك مناسبات أخرى ستظهر الطابع الاستثنائي للعلاقات الثنائية تماشيا مع إرادة قائدي البلدين.
وشدد على أن العلاقات المغربية الموريتانية تمر بأحسن فتراتها، وهو ما تترجمه الزيارات المتبادلة، والاتصالات الدائمة، مذكرا بأنه منذ سنة 2018، تم إجراء 33 زيارة قطاعية وهو ما يجسد الدينامية الإيجابية التي تشهدها هذه العلاقات اليوم.
وأشار بوريطة إلى أن هذا الأمر طبيعي ما دامت هذه العلاقات تستمد قوتها، على الخصوص، من الإرادة القوية لجلالة الملك والرئيس الموريتاني للدفع بها، بالإضافة إلى قوة العلاقات بين الشعبين.
وعبر بوريطة عن ارتياحه إزاء الانسيابية التي تطبع عملية تسليم التأشيرات للمواطنين الموريتانيين، معتبرا أن التأشيرة لا ينبغي أن تمثل حاجزا بين شعبين تجمع بينهما هذه الروابط.
من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن العلاقات بين البلدين في تطور مضطرد، وهو ما يعكسه عدد الزيارات المتبادلة.
وأضاف ولد الشيخ أحمد، في تصريح مماثل، أن البلدين شرعا في تحسينات في ما يتعلق بمنح التأشيرة لرجال الأعمال، الذين سيتم منحهم تأشيرات لفترات طويلة، من أجل تشجيع الاستثمار، مشيدا بالتطور الذي شهدته عملية تسليم التأشيرات للمواطنين الموريتانيين.

Related posts

Top