فلاديمير بوتين: جاهزون لتباحث كل القضايا التي تؤرق الدول الإفريقية

في حوار أجرته وكالة “تاس” الروسية

ينعقد غدا الأربعاء وبعد غد الخميس، في مدينة سوتشي الروسية، مؤتمر القمة الروسية الإفريقية.
وبهذه المناسبة، أجرت وكالة ” تاس” الروسية مع الرئيس فلاديمير بوتين حوارا أكد فيه أن كل القضايا التي تؤرق الدول الإفريقية سيتم تباحثها خلال هذا المنتدى الاقتصادي، مشددا على أن روسيا جاهزة للاستماع إلى اقتراحات شركائها الأفارقة وتقديم أفكارها.
فيما يلي النص الكامل للحوار:

> تهدف قمة سوتشي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين روسيا الاتحادية وبلدان افريقيا. فسيأتي مشاركو هذا اللقاء إلى مديمة سوتشي بأفكارهم حول سبل تطوير التعاون. وماذا ستقترح روسيا لدول القارة الافريقية؟ ما هي الميزة المنافسة الرئيسية التي ستعرضونها لرؤساء الوفود في القمة؟ وما هو حجم الاستثمارات الروسية في اقتصاد البلدان الافريقية الذي تتوقعون التوصل إليه خلال السنوات الخمس القادمة؟
< تربط بين روسيا و الدول الافريقية علاقات الصداقة التقليدية التي اجتازت امتحان الزمن. فقد لعب بلدنا دورا هاما في تحرير القارة الافريقية عبر دعمه لنضال شعوب افريقيا ضد الاستعمار والعنصرية والتمييز العنصري.
وفيما بعد قدمنا دعما للافارقة في الدفاع عن استقلالهم وسيادتهم وتكوين البنيان المؤسساتي للدولة ووضع أسس الاقتصاد القومي وتشكيل القوات المسلحة ذات القدرة القتالية. كما قام الخبراء السوفيتيون وبعدهم الروس بتشييد منشآت هامة للبنى التحتية بما فيها المحطات الكهرمائية والطرق والمصانع. وتلقى الاف الافارقة تدريبا مهنيا عالي الجودة في المعاهد والجامعات الروسية. فالعديد من الزعماء المعاصرين للبلدان الافريقية يتذكرون ذلك جيدا ويقدرون دعمنا. إننا ايضا لا ننسى هذه الصفحات من التاريخ.
هذا ويعتبر تطوير وترسيخ العلاقات المتبادلة المنفعة مع الدول الافريقية وتكتلاتها ضمن اولويات السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية. سنشهد قريبا جدا حدثا رمزيا وغير مسبوق حيث انه ستعقد بمدينة سوتشي في 24 أكتوبر قمة روسيا – افريقيا. وهذا هو اللقاء الاول على المستوى الاعلى الذي أُستدعى إليه زعماء الدول الافريقية ورؤساء اهم التكتلات الاقليمية. إن فكرة تنظيم مثل هذه الفعالية تبلورت من زمان لكن كان من المطلوب استثمار وقتا وعملا تمهيديا كبيرا في تحقيقها لكي تصبح القمة نقطة الانطلاق لإقامة علاقات شراكة عادلة تعتمد على المساواة في الحقوق والمصلحة العملية المتبادلة.
نتوقع ان زملاءنا الافريقيين وممثلي اوساط الاعمال سيأتون إلى سوتشي بمجموعة لا بأس بها من المقترحات الهادفة إلى توسيع علاقاتنا الثنائية، وأن رؤساء المنظمات الاقليمية الافريقية سيعرضون افكارهم حول كيفية تطوير التعاون المتعدد الاطراف سويا. سنطلع على هذه الافكار بكل اهتمام وسنحدد اية منها قابلة للتنفيذ على المرحلة الراهنة واية منها تتطلب دراسة اضافية.
كما ان روسيا لها ايضا خطط تخص مواصلة تعزيز اتصالاتها مع القارة الافريقية. نسعى إلى مناقشة هذه المبادرات مع شركائنا بغية ترتيبها وإدراجها في البيان الختامي للقمة بالصيغة المحددة على اقصى الحد. علاوة على ذلك من المهم تحديد اليات تنفيذ الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها اثناء قمة سوتشي.
إنني على اليقين من ان القمة ستكون ناجحة لأنه توجد كافة الشروط المواتية لذلك. حيث ان مستوى العلاقات الروسية الافريقية يشهد ارتفاعا. نجري الحوار السياسي المكثف بما في ذلك حول مواضيع الامن العالمي والاقليمي، تتسع العلاقات البرلمانية، كما ان التجارة المتبادلة تزداد تدريجيا من حيث حجمها وتتنوع من حيث تشكيلتها.
إن روسيا مع المجتمع الدولي تقدم دعما متكاملا لإفريقيا بما في ذلك عن طريق تخفيض عبء الديون لدول المنطقة. حيث اننا نقوم بتنفيذ برامج “الدين مقابل التنمية” مع بعض البلدان الافريقية، ونساعدها في مكافحة انتشار الامراض المعدية (بما فيها مرض فيروس إيبولا) وفي تجاوز عواقب الكوارث الطبيعية وتسوية النزاعات القائمة ومنع ظهور ازمات جديدة. كما ندرب الكوادر الوطنية الافريقية في مؤسسات التعليم العالي الروسية سواء على الاساس المجاني او التعاقدي، ونقوم ببناء التعامل بين وزرات الدفاع واجهزة حماية الامن.
غير ان جدول تعاوننا لا يقتصر بهذه المجالات، فإن الشركاء الافريقيين يرون ويقدرون الطابع البناء لسياسة روسيا الخارجية، بما في ذلك تجاه القارة الافريقية، ويثمنون ان بلدنا بكونه العضو الدائم في مجلس الامن للأمم المتحدة يدعو إلى دمقرطة الحياة الدولية ويدعم المساعي العادلة للبلدان الافريقية إلى ممارسة سياسة مستقلة وحرة وتحديد مستقبلها بأنفسها دون املاءات مفروضة عليها. في نفس الوقت لا نشترط دعمنا والمشاريع التنموية المشتركة المطروحة بأية اشتراطات سياسية او اخرى او بما يسمى بالامتيازات الاقتصادية والتجارية الحصرية (التي هي في الحقيقة عبارة عن استرقاق)، ولا نفرض موقفنا لكن نحترم المبدأ الذي اقترحه الافارقة انفسهم وهو “الحلول الافريقية للقضايا الافريقية”.
فيما يخص بحجم الاستثمارات المحتملة في إفريقيا خلال السنوات الخمس القادمة فهو كبير إلى حد واف – حيث ان هناك اليوم مشاريع استثمارية بمشاركة روسيا تقدر بمليارات دولار، سواء قيد التمهيد او قيد التنفيذ، وتملك روسيا وشركاتها موارد جيدة. من جانبنا نتوقع أن يقوم شركاؤنا بتأمين ظروف مستقرة وقابلة للتنبؤ المطلوبة لممارسة الاعمال وأليات حماية الاستثمارات وبتوفير بيئة استثمارية ملائمة.

> يتميز العالم المعاصر بنسبة عالية جدا من المنافسة. هل روسيا مستعدة للتنافس الشديد في افريقيا – في سبيل المثال مع الصين او الولايات المتحدة الامريكية؟ هل ترون مخاطر ممارسة سياسة الحماية او المنافسة غير العادلة او شن الحروب التجارية ضد روسيا؟ بأية اساليب ستكافحون هذه التحركات وهل سيتضرر الشركاء الافريقيون من هذا التنافس؟
< حقيقة فإن تطوير العلاقات مع بلدان إفريقيا يهم ليس دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة والصين فحسب بل والهند وتركيا ودول الخليج العربي واليابان وجنوب كوريا واسرائيل والبرازيل. وهذه ليست مصادفة لان إفريقيا تصبح قارة الفرص والامكانيات اكثر واكثر، وتملك موارد ضخمة وجاذبية اقتصادية محتملة. تنمي احتياجاتها من حيث البنى التحتية ويزداد عدد سكانها بسرعة عالية، كما انه تتزيد متطلبات هؤلاء السكان – ما يؤدي إلى توسع السوق الداخلية والاستهلاك. فمع ظهور افق واعدة للاستثمار والاستفادة تبدأ المنافسة التي – للأسف – تتخطى أحيانا حدود اللياقة.
نشهد ان بعض الدول الغربية تنتهج منهج الضغط والترهيب والابتزاز تجاه حكومات البلدان الافريقية ذات السيادة. إذ انها تحاول باستخدام هذه الوسائل باستعادة نفوذها المفقود وهيمنتها الماضية في مستعمراتها السابقة، وتسعى – ولو “بغلاف جديد” – إلى الحصول على الارباح الزائدة واستغلال القادة بغض النظر سواء إلى سكانها أو إلى المخاطر البيئية وغيرها من المخاطر. ومن المرجح انه بهدف عدم السماح لأي طرف بالتدخل في مثل هذه السياسات تعرقل هذه الدول توثيق العلاقات بين روسيا وافريقيا.
بكل تأكيد نأخذ هذه الوقائع في الحسبان ونستنتج استنتاجات مناسبة. فنحن جاهزون ليس ل”إعادة تقسيم” القارة بل للمنافسة من اجل التعاون مع افريقيا، ومن المهم ان تكون هذه المنافسة متحضرة وتتطور في مجرى قانوني. لدينا ما نقترحه للأصدقاء الافريقيين – وسنناقش ذلك ضمن المواضيع الاخرى خلال القمة القادمة.
وبالطبع نهدف سويا مع شركائنا الافريقيين إلى الدفاع عن المصالح الاقتصادية المشتركة وحمايتهم من العقوبات الاحادية الجانب بما في ذلك عن طريق تخفيض دور الدولار الامريكي والانتقال إلى العملات الاخرى في حساباتنا المتبادلة.
إنني على اليقين من ان الأفارقة لا يرغبون في تصعيد المواجهة بين الدول الكبرى في قارتهم – بالعكس فإنهم يفضلون ان يحل محل التنافس التعاون في مواجهة التحديات الحادة القائمة امام إفريقيا مثل الارهاب والاجرام وتجارة المخدرات والهجرة غير المنضبطة والفقر والامراض الخطيرة المعدية. فأشدد على ان روسيا مستعدة لمثل هذا العمل بالضبط.
إن جدول اعمالنا الافريقي يتميز بالطابع الايجابي والمتطلع إلى المستقبل. لا نتصاحب مع احد ضد احد ونرفض رفضا قاطعا اية العاب جيوسياسية حول إفريقيا.

> إن النموذج السوفييتي للتعاون مع بلدان افريقيا كان يقصد في الكثير من الاحيان تقديم القروض لها. هل اثبتت هذه السياسة فعاليتها؟ هل تنوي روسيا مواصلة تقديم القروض للبلدان الافريقية؟ وما هي اليات اخرى لدعم دول القارة قد تكونون جاهزين لمناقشتها؟
< إن النموذج السوفييتي – مع كل فضوله ونواقصه – اثبت فعاليته إلى حد وافٍ على مرحلة تكوين البنيان المؤسساتي للدول الافريقية. واليوم ايضا نستمر في تقديم الدعم المالي لدول افريقيا. لكن اذا في الماضي كانت مثل هذه القرارات تُتخذ على اساس الاعتبارات السياسية في اغليبة الاحيان فإن الآن تُنفذ في اطار الدعم الانساني.
فيما يخص تقديم القروض فله الآن طابع السوق الاقتصادي – على سبيل المثال، تم اتخاذ القرار حول رصد قرض بمبلغ 25 مليار دولار لغرض بناء 4 مفاعل لمحطة الضبعة النووية، فيدور الحديث في هذه الحال عن تقديم القرض بشروط السوق بالذات.
كما اود أن الاحظ أنه في العهد ما بعد الاتحاد السوفييتي، في أواخر القرن العشرين كانت روسيا هي التي ألغت الديون السوفييتية للبلدان الافريقية بإجمالي مبلغ 20 مليار دولار – ليس من باب السخاء فحسب بل انطلاقا من المنطق البراغماتي لان العديد من الدول الافريقية لم تكن قادرة على تسديد الفائض المتراكم على هذه القروض. فلذلك توصلنا إلى الاقتناع ان الخيار الامثل للجميع هو بداية التعاون من “الصفحة البيضاء”.
بخصوص الديون المتبقية فتستعمل لمعالجتها معادلات اخرى. على سبيل المثال تنفذ الاتفاقيات الدولية مع كل من مدغشقر وموزامبيق وتنزانيا عبر برنامج “الدين مقابل التنمية”. في نفس الاطار من المخطط تسوية الجزء المتبقي لدين اثيوبيا لروسيا وهو 163.6 مليون دولار – مشروع الاتفاقية ذات الصلة قيد التنسيق في الوقت الحالي.
اريد ان اذكر كذلك ان روسيا تساهم في البرامج الدولية لدعم افريقيا في اطار برنامج التنمية للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة -WFP ومنظمة الدفاع المدني الدولية. ويقدم الدعم احيانا بطريقة غير مالية. فمنذ 2011 تم توريد 258 شاحنة KAMAZ الى بعثات WFP في افريقيا. واخيرا تم ارسال مجموعة اخرى من 75 شاحنة.
مع ذلك فان استخدام الاليات المالية الجديدة لا يعني الوقف عن منح القروض على الاطلاق بل بالعكس يوسع ويطور طيف اليات دعم التنمية. ويساعد على اقامة التعاون المتبادل المنفعة بين روسيا ودول افريقيا.
كل هذه القضايا ستبحث خلال المنتدى الاقتصادي في 23-24 من اوكتوبر الجاري. اننا جاهزون للاستماع الى اقتراحات شركائنا الافارقة وتقديم افكارنا.

> كان بين مجالات التعاون بين موسكو ودول افريقيا في المرحلة الماضية التعاون العسكري الفني. هل هناك خطط لتوسيع التعامل في هذا المجال؟ هل تدرسون اية مشاريع او عقود معينة للبحث فيها مع مشاركي القمة؟
< فعلا تقاليد التعاون العسكري بيننا له متجذرة. تشكل التعاون هذا في المراحل الاولى لإقامة الدول الافريقية ولعب دوره في نضال شعوب القارة من اجل الاستقلال. الامر الذي يقدره شركاؤنا الافارقة تقديرا عاليا.
اليوم عندنا اتفاقيات حول التعاون العسكري الفني مع اكثر من ثلاثين دولة افريقية التي نوردها بانواع عديدة من الاسلحة والمعدات. طبعا يتم تسليم جزء هذه العتاد مجانا – لكنه تصرف عادي تمارسه كافة البلدان الرائدة في العالم.
وهذا شيء جيد جدا ان التعاون العسكري والفني يستمر في التطور بقوة. وفي الكثير من الاحيان الدول الافريقية هي بالذات من تبادر عادةً بتطوير مثل هذه الشراكة لأنها تعلم جيدا انه يجب اتقان الدفاع عن الاستقلال والسيادة، بما في ذلك من الجماعات الارهابية والمتطرفة. ويشترط ذلك الدافع الاضافي للتعاون مع روسيا التي تتمتع بالخبرة الضخمة في مكافحة الارهاب بما في ذلك في سوريا.
يشارك الشركاء الافارقة بشكل نشيط في المنتديات والتدريبات العسكرية الفنية التي تجريها روسيا حيث يتعرفون على نماذج واعدة للسلاح الروسي والمعدات العسكرية وخبرة استخدامها. من طرفنا سنواصل المساهمة في تأهيل الكوادر العسكرية لدول افريقيا وبالمشاركة في تدريب قوات حفظ السلام الافريقية.

> تم تحديد التعاون الاجتماعي والانساني كأحد مواضيع القمة. لماذا تساعد روسيا لاقريقيا في حين انها بالذات بعيدة عن حل كل القضايا الاجتماعية؟
< يقدم العديد من دول العالم المساعدات الانسانية لافريقيا. مع ذلك لم تنجح اية من تلك الدول – سواء ا كانت الولايات المتحدة او فرانسا او الصين او غيرها – في حل جميع القضايا الاجتماعية التي اقصد بها الرعاية الصحية والتعليم والثقافة.
إن روسيا تقدم المساعدات الانسانية للدول الافريقية ايضا – لكن ليس على حساب تخفيض حجم التمويل المخصص لبرامجها القومية الخاصة بها. علاوة على ذلك يتميز شعبنا بتقاليد الانسانية الطيبة والرحمة والجاهزية لتقديم الدعم والتأييد لمن يحتاج إليه.
ساضرب لكم مثالا حديثا. روسيا مثل العديد من الدول الاخرى قدمت المساعدات للبلدان الافريقية التي تضررت من اعصار(ايداي)في شهر ابريل 2019. وتم توجيه الشاحنات الانسانية الروسية الى كل من زيمبابوي وملاوي وموزامبيق وهي عبارة عن خيم كبيرة وبطانيات ومواد غذائية وزنها الاجمالي 30 طن لكل بلد.
نواصل مشاركتنا النشيطة في دعم افريقيا الشامل. فمنذ اكتوبر 2017 ينفذ في موزامبيق بمشاركة الطرف الروسي مشروع WFP لوضع نظام تغذية الاطفال في المدارس بمقدار 40 مليون دولار. اما مدغشقر فينفذ هناك مشروع ادخال التكنولوجيات والمعدات الحديثة للتطهير من الجراثيم بكلفة اجمالية تصل الى 15 مليون دولار.
كما نساعد الاصدقاء الافارقة في تطوير مجال الرعاية الصحية لان الامراض الخطيرة المعدية لا تعترف بالحدود. فكانت روسيا في مقدمة الدول التي تعاملت مع وباء فيروس إيبولا اذ رصدت 60 مليون دولار لمكافحتها. في الوقت الحالي يشتغل في غينيا “مركز الابحاث الميكروبيولوجية ومعالجة الامراض الوبائية”. كما انه ساهمت روسيا ب20 مليون دولار في برنامج البنك العالمي لتنفيذ المبادرة العالمية لمكافحة الملاريا.
فالأمثلة كهذه عديدة. اريد ان اشدد على ان مشاركة روسيا في مكافحة الفقر والامراض الخطيرة وغيرها من المخاطر ذات النطاق العالمي والتحدي للتهديدات المحتملة “عن البعد” يوافق وبشكل كامل ومصالحنا الوطنية.

> عدد من الدول الافريقية تواجه المشاكل الامنية الخطيرة الامر الذي يعرقل عمل الشركات الروسية هناك. هل ستتناولون القضايا الامنية وكيفية معالجتها اثناء القمة؟ كيف يمكن لروسيا ان تساعد في تجاوز النزاعات في القارة؟
< تعاون في مجال توفير الامن الاقليمي لا يزال ان يكون عنصرا مهما في علاقات روسيا مع دول القارة الافريقية. وليس من باب الصدفة ان شعار قمتنا هو “من اجل السلام والامن والتطور”. فبدون حل هذه المشاكل يستحيل اي التحرك التقدمي الى الامام.
لا يزال الوضع في العديد من مناطق افريقيا غير مستقر: النزاعات الاثنية قائمة والازمات السياسية والاقتصادية الاجتماعية مستمرة. هناك نشاط عالي المستوى في كل من شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء وحول بحيرة تشاد وعلى القرن الافريقي للجماعات الارهابية العديدة بما في ذلك داعش والقاعدة وبوكو حرام والشباب. القوات المسلحة والاجهزة الامنية لعدد من الدول الافريقية غير قادرة على التصدي للمتطرفين بأنفسها وتحتاج الى المساعدة الملموسة.
سنواصل مضي قدما في اتجاه توسيع الاتصالات بين الاجهزة الامنية لكل من روسيا ودول افريقيا في مجال مكافحة الارهاب والاجرام المنظم وتجارة المخدرات وغسل الاموال والهجرة غير الشرعية والقرصنة.
نجري بشكل مستمر تاهيل الكوادر العسكرية والامنية الوطنية الافريقية، بما في ذلك على الاساس المجاني والامتيازي التسهيلي. وفي سبيل المثال خلال السنوات الخمس الماضية تخرج من المؤسسات التعليمية العسكيرة التابعة لوزارة الدفاع الروسية اكثر من 2.5 الف منتسب الخدمة العسكرية من البلدان الافريقية.
يشارك الشركاء الافارقة بنشاط في الفعاليات التي تجريها روسيا مثل المنتدي العسكري الفني الدولي واجتماعات المسئولين الساميين المشرفين على الشؤون الامنية. وشاركت 11 دولة افريقية في الالعاب العسكرية الدولية الدورية “الجيش- 2019” (ArMY-2019) ويزداد عدد الراغبين في الانضمام اليها.
في نهاية المطاف كل هذه البرامج تهدف الى شيء وحيد وهو مساعدة الافارقة على ان يحلوا المشاكل الامنية القائمة بأنفسهم الامر الذي سيسمح بتعزيز الدول الافريقية بالذات وسيادتها واستقلالها. ما يعني ان الوضع في العالم بأسره سوف يصبح اكثر استقرارا ووضوحا بشكل عام.

Related posts

Top