رشيد بوجدرة: الإبداع خطاب مرتبط بالواقع ومستمد من الجرح والمعاناة

أكد الأديب المغاربي والعالمي رشيد بوجدرة، أن الإبداع ليس خطابا سياسيا أو نضاليا بقدر ما هو خطاب إبداعي مغاير مرتبط بالواقع ومستمد من الجرح ومن المعاناة.
وأضاف صاحب رواية “الحلزون العنيد” الذي حل ضيفا على الصالون الثقافي لحزب التقدم والاشتراكية، مساء الجمعة الماضي، بالرباط، أن الإبداع يجب أن يكون حرا، وأن يعالج قضية، لكنه ينبغي أيضا أن يتحول إلى خطاب سياسي توجيهي، عكس ما ذهبت إليه مجمل الرواية العربية التي ظلت رواية اجتماعية وسياسية.
وليؤكد رؤيته الفلسفية والفكرية للإبداع، قال رشيد بوجدرة “إن الكاتب يكتب لنفسه، وهو يكتب للمتعة وليس للتعلم أو للتدريس”، مشيرا إلى أن الذاكرة تعلب دورا كبير في كل روايته، معتبرا الإبداع “لعبة خطيرة” يمكن، بحسبه، أن تسقط الكاتب في الفخ، على اعتبار أن لديه نوعا من الجنون المنظم.
من جانب آخر، رفض رشيد بوجدرة، خلال هذا اللقاء الذي أداره الصحفي والناقد السينمائي محمد باكريم، نعته بالكاتب الملتزم، مشيرا إلى أن رفاقه في الحزب الشيوعي الجزائري، في سبعينات القرن الماضي، كانوا قد طلبوا منه أن يكتب الرواية الملتزمة، لكنه رفض ذلك منذ البداية، ولما صدرت له رواية “الإنكار” سنة 1972، رفضها رفاقه في الحزب وضمنهم المخرج الراحل فاروق بلوفة الذي أخرج فيما بعد فيلم “نهلة” الذي كتبه بالتعاون مع ضيف هذا اللقاء رشيد بوجدرة.
واعتبر رشيد بوجدرة أن جون بول سارتر فشل في الإبداع، لأنه كتب رواية ملتزمة وقدم أطروحات حول إجبارية الالتزام علما أنه “كان قريبا من الحزب الشيوعي الفرنسي، وظل مناضلا سياسيا، وكانت له مواقف مشرفة بخصوص حرب التحرير في الجزائر وفي إفريقيا الجنوبية وغيرها من حركات التحرر”.
وفي نظر الصحفي والناقد السينمائي محمد باكريم، الذي قدم لهذا اللقاء، فإن حزب التقدم والاشتراكية الذي اختار أن يفتتح موسمه الثقافي، باستضافة الأديب العالمي والمغاربي رشيد بوجدرة، يؤكد من جديد، على مركزية الثقافة في المشروع المجتمعي للحزب، ويؤكد، أيضا، رؤيته للإبداع كآلية في مسلسل التغيير بمفهومه الواسع، والذي يشكل قاعدة “لحلم جميل يرتبط بالتزامنا السياسي” على حد تعبير باكريم.
وقال باكريم عن رشيد بوجدرة “إنه مدمن على الإبداع الذي يطرح أسئلة مقلقة، وأحيانا مستفزة”.. فهو، يضيف المتحدث، لم يجعل منه إبداعا متقوقعا في أيديولوجيته، بل وسيلة لاستشراف العالم الجميل، والحلم الذي يطمح له جميع التواقين للحرية والعدالة والاجتماعية، مبرزا في السياق ذاته، أن رشيد بوجدرة انحاز مبكرا لقضايا الشعب ولقضايا الطبقة العاملة.

محمد حجيوي

Related posts

Top