تنويع الأفلام بات ضروريا في السينما المغربية

قال المخرج طلال السلهامي، بمناسبة تتويج شريطه “عاشوراء، ليلة الاطفال ” مؤخرا بالجائزة الكبرى في مهرجان “هارد لاين” السينمائي في مدينة ريغنسبرغ جنوب شرق ألمانيا، “اليوم لا يتم تمثيل السينما المغربية إلا بالكوميديا المحلية أو الافلام ذات البعد الاجتماعي، كلاهما ضروري لكن يتعين ايضا أن نمنح للجمهور المغربي الفرصة لاختيار نوع الفيلم الذي يرغب في مشاهدته”. ويضيف السينمائي المغربي الذي ولد في فرنسا حيث حصل على ماستر في السينما من جامعة السوربون، “ما يهمني هو سرد القصص غير العادية”، معربا عن أمله في أن يشكل شريطه “عاشوراء، ليلة الاطفال” حافزا لدفع سينمائيين آخرين لحكي قصص أخرى من هذا النوع لانه يعتبر أنه كلما تزايد عدد مخرجي هذا الصنف من الافلام التي تنتمي الى سينما الخيال، فسيصبح بالامكان تطوير سوق حقيقية تمنحنهم الشرعية لإنتاج أفلام أخرى.
ويرى المخرج الشاب المولع بسينما الخيال، أن المغرب يتوفر على ثقافة غنية بالحكايات والأساطير الشعبية مما يتيح للسينمائيين إمكانات هائلة لسبر أغوار هذا الرصيد التراثي وتقاسمه مع العالم عبر أعمال سينمائية.
وبالنسبة للسلهامي، فان هذا الصنف من الفن السابع يحظى بشعبية كبيرة، مؤكدا “هذا لا يعني أن الفيلم الشعبي لا يمكن أن يكون ذكيا. أنا أؤمن حقا بشكل من السينما يقع في مفترق العالمين. قد يكون العرض ذكيا إذا كان مدروس ا”.
وأبرز السينمائي المغربي أن “سينما الخيال تتيح للافراد أن يحلموا، وأن يعتقدوا أن المستحيل قد يصبح ممكنا”، مضيفا “تاريخيا إذا فكرنا في سينما جورج مليس في بداية القرن، على سبيل المثال، فإننا ندرك أن الخيال جزء لا يتجزأ من السينما” .
ولفت السلهامي الى أن “سينما الخيال او السينما الغرائبية هي الأكثر عالمية لان كل ما هو مخيف وغامض وغرائبي لا يحتاج الى لغة ولكن يتم الشعور به بغض النظر عن البلد الذي ننتمي اليه. ولهذا السبب فان هدا النوع من السينما له وزن اقتصادي في الصناعة الدولية للفن السابع “.
واعتبر أن تتويج شريطه “عاشوراء”، بالجائزة الكبرى في مهرجان “هارد لاين” السينمائي يعد أجمل طريقة لشكر كل من آمن بالمشروع خلال السنوات الخمس الطويلة التي تم خلالها العمل بجد من أجل أن يرى الفيلم النور، مشيرا في هذا الصدد الى فريق العمل الرائع، والى المركز السينمائي المغربي والشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة والقناة الثانية، والمنتجة لمياء الشرابي الذي دعمته حتى النهاية.
وسجل السلهامي الذي أخرج أول شريط مغربي ينتمي الى نوعية سينما الرعب، أن هذا التتويج في مهرجان دولي لسينما الخيال، يشكل فرصة لإثبات أن سينما من “صنف آخر” لها مكانها في المغرب.
وعن مشاريعه المستقبلية، كشف طلال السلهامي أنه يعمل على مشروع تملك إحساسه لعدة سنوات حول قصة محاربة أمازيغية، موضحا أنه “فيلم مغامرة، صعب وناضج للغاية في مقاربته، قصة كونية لها ارتباط قوي بعالمنا الحالي. انه تحد جديد وارغب في تنفيذ كل ما تعلمته من شريط عاشوراء بتعاون مع المنتجة لمياء الشرابي”.
وفي انتظار أن يرى هذا المشروع النور، يعمل السلهامي على صنع فيلم أصغر، محاولا استعادة عفوية أول فيلم روائي طويل له (السراب ( 2011)، قائلا إنه “سيكون فيلم مرعب حقا”.

Related posts

Top