البيان في حفل “لومانيتيه” بباريس

شاركت صحيفتي: (بيان اليوم) و(ALBAYANE) كعادتهما كل سنة في الحفل المعروف الذي تنظمه صحيفة (لومانيتيه) التابعة للحزب الشيوعي الفرنسي، وذلك بحدائق لا كورنوف بضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
هذه التظاهرة، التي تشهد مشاركة عشرات الصحف اليسارية والأحزاب التقدمية والجمعيات والنقابات من كل القارات، وتستقطب مئات الآلاف من الزوار، تمثل بالنسبة لصحيفتنا مناسبة لتبادل التجارب مع صحف من كل العالم، وللتفاعل مع المناقشات الجارية حول قضايا كونية وإقليمية عديدة…
في وسط الحفل يقام (رواق البيان) يسهر على تنشيطه وتأطير فعالياته مناضلات ومناضلون من فرع باريس لحزب التقدم والاشتراكية، وطيلة الأيام الثلاثة يجري استقبال زوار من مختلف الجنسيات ومهاجرين مغاربة للتعرف على واقع المغرب ولشرح قضاياه الوطنية.
هذه السنة حضر في (رواق البيان) رئيس مجلس تسيير الشركة الناشرة، مدير نشر”بيان اليوم” و”ALBAYANE” محتات الرقاص والمدير الإداري والمالي محمد بوراوي، كما مثلت حزب التقدم والاشتراكية عضوة مكتبه السياسي ثريا الصقلي بمعية عضو المكتب السياسي العمالكي السعودي، إلى جانب أعضاء الحزب بباريس والكاتب الأول للفرع خالد بيجو …
(رواق البيان) تميز بعرض عدد من الصور التاريخية ولافتات تتضمن شعارات ومواقف تنتصر للقضايا الوطنية المغربية والوحدة الترابية، ولنضالات الشعب المغربي من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، كما كان يقدم مأكولات مغربية للزوار، ويحتضن نقاشات سياسية مع وفود من مختلف الجنسيات.
وفود حزبية وإعلامية وجمعوية مغربية وعربية ودولية زارت الرواق وعقدت لقاءات مع مسووليه، كما أجرى مدير نشر الصحيفة لقاءات مع شخصيات إعلامية وسياسية مشاركة في الحفل.
والتقت ثريا الصقلي والعمالكي السعودي ممثلين لقيادة حزب التقدم والاشتراكية شخصيات حزبية وسياسية من بلدان مختلفة، كما التقيا مدير (لومانيتيه)، حيث جددا له التعبير عن المواقف الراسخة لحزب التقدم والاشتراكية بشأن الوحدة الترابية للمغرب، وأبديا له استغرابهما واستغراب الحزب لإصرار الشيوعيين الفرنسيين على مواقف قديمة ومتجاوزة من هذا الملف، داعيين إياه وحزبه إلى النظر في تطورات لملف وتحيين مقاربتهم، وعبرا له عن استعداد حزب التقدم والاشتراكية لتعميق الحوار مع الحزب الشيوعي الفرنسي حول هذه القضية وباقي المواضيع الخلافية بين الحزبين.
وكان مدير “لومانيتيه” باتريك لو هايريك قد ألقى خطابا في افتتاح فعاليات التظاهرة استعرض فيه مواقف من مختلف القضايا الفرنسية والإقليمية والدولية.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم حفل “لومانيتيه” هذا العام يعتبر إنجازا بحدّ ذاته، ففي كل عام يرى كثيرون أنه سيكون الحفل الأخير للصحيفة الفرنسية الشيوعية، وذلك بسبب الأزمة التي عصفت بالحزب الشيوعي الفرنسي، فهوت شعبيته إلى ما دون الخمسة في المائة، بعد أن كان في الماضي قوة لا بأس بها في المشهد الحزبي والانتخابي الفرنسي.
ولعل أكثر الدلالات على وضعية الحزب الكارثية، عدم نجاحه في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، في إرسال أي نائب إلى البرلمان الأوروبي، وهو ما أدى، بالضرورة، إلى فشل مدير صحيفة “لومانيتيه”، باتريك لو هايريك، المعروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، في إعادة انتخابه.
ظروف الحفل السنوي لم تكن سهلة، لكن مدير حفل “لومانيتيه” باسكال أوبريه، شدد على أن هذا الحفل هو حفل الصحيفة، وليس حفل الحزب الشيوعي، كما كان في الماضي، وطمأن بعودته قائلاً “سنفعل كل ما نستطيع لتنظيم الحفل في العام القادم”. ويعود الأمر إلى الضائقة المالية التي تعرفها الصحيفة، المهددة بالتوقف، ولهذا فإن من أهداف هذا الحفل نشر الجريدة، وجمع اشتراكات تمنحها بعض التوازن.
وإذا كان حفل “لومانيتيه” في السابق يسجل عجزاً، فإن الأمر تغير منذ العام الماضي، حيث حقق أرباحا، ويُؤمَل أن تكون هذه السنة أكثر ربحاً. ويأمل منظمو الحفل أن يتجاوز عدد الزوار الرقم المسجل في السنة الماضية، وهو 800 ألف شخص.
ورغم الإضراب الذي عرفه ميترو العاصمة وبعض قطارات الضاحية، في اليوم الأول من فعاليات الحفل الجمعة الماضي، فإن الطقس المشمس في اليومين المواليين من الحفل كان عاملاً مساعداً على تدفق الجمهور الآتي من كل أنحاء فرنسا، وقدموا بالآلاف لحضور الندوات والمحاضرات وتقديم الكتب والإصدارات وتناول السندويشات والأطباق التي تأتي من شتى بقاع الأرض، والاستماع للموسيقى، خاصة أن الحفل يحرص على دعوة أبرز المغنين الفرنسيين والكثير من الفنانين والسياسيين والإعلاميين والحقوقيين والضيوف الأجانب.
ومن تعوّد على زيارة الحفل منذ سنين بعيدة (84 سنة)، لا بد أن يلاحظ في السنوات الأخيرة، أن الجمهور تغير كثيرا، خاصة أن القضايا الأساسية تغيرت، فقد أصبح الشغل الشاغل هو الإيكولوجيا، أو العمل على وقف خوصصة الدولة الفرنسية للكثير من القطاعات، وعلى رأسها مطارات باريس.
ولهذا السبب نظمت نقاشات حول هذا الموضوع، وحول قضايا الشغل والأجور والمساواة، إلى جانب جمع توقيعات المواطنين ضد الخوصصة، وتنظيم مسيرات ووقفات داخل ممرات الحفل بين الخيام والأروقة حول القضية الفلسطينية وقضايا أخرى عبر العام، كما جرى نصب منصات ضخمة احتضنت سهرات موسيقية وعروض فنية متنوعة كانت تجذب عشرات الآلاف من الشباب والكهول.

Related posts

Top