نساء الفن والمجتمع في رحاب حزب التقدم والاشتراكية

ختم فرع حزب التقدم والاشتراكية لأكدال – الرياض، موسم صالونه الثقافي بإقامة معرض تشكيلي للفنانة لبنى حميدوش وبعرض الشريط الوثائقي “بنت الريح” للمخرجة والممثلة لطيفة أحرار، مساء يوم الجمعة 12 يوليوز الجاري بمدرج علي يعته بالمقر المركزي للحزب بالرباط.
ويندرج هذا النشاط الثقافي الذي نظم بشراكة مع جمعية جسور، في إطار فعاليات الصالون الثقافي الذي دأب على إقامته بانتظام فرع حزب التقدم والاشتراكية بأكدال الرياض.
وقد أتاح هذا الشريط الوثائقي للجمهور الذي تابعه، بحضور مخرجته الفنان لطيفة أحرار، فرصة للسفر في الزمان والمكان، واكتشاف عوالم طبيعية واجتماعية هي من صلب الصورة الأصلية للمجتمع المغربي الأمازيغي..
الفيلم يحكي قصة واقعية للفتاة سناء التي تعيش مع أسرتها في منطقة والماس، وتحلم أن تصبح “مايسترا”، أي قائدة فرقة أحيدوس، وهي تستلهم مسار وتجربة المايسترو موحى أولحسين أشيبان، الذي بصم على هذا الفن الأمازيغي الأصيل وجعله مقترنا باسمه.
سناء، تلك الفتاة ذات الإثنى عشرة ربيعا، مشعة بالأمل ولها طاقة إيجابية قوية، أطلقت عليها الفنانة لطيفة أحرار”تربات ن واضو” أو فتاة الريح، في إشارة إلى عشقها لرقصة أحيدوس. فتاة يشعر المتلقي وكأنها تطير مع الرياح وتنظر إلى الحياة نظرة بانورامية، وهي صاعدة في إيقاعاتها من الأعلى نحو الأسفل، تنسج صورة حقيقية للفتاة وللمرأة الأمازيغية العاشقة للحرية والمتملكة للمساواة في شتى تجلياتها، إلى درجة أن حلم سناء وطموحها عندما تكبر، هو أن تكون لها فرقة أحيدوس مشكلة مناصفة من الفتيات والفتيان.
وخلال المناقشة التي أدارتها باقتدار رئيسة جمعية جسور الأستاذة أميمة عاشور، أكدت لطيفة أحرار صاحبة “ترابات ن واضو” أن سناء التي اختارت فن الحيدوس، بتشجيع من أسرتها الفقيرة، اختارت الهوية، واختارت أن تتحدى الصورة النمطية للمرأة، وأن تمارس حقها في الفن والرقص، وفي الوقت ذاته، أن تحرص على مواصلة دراستها بإحدى المدارس الداخلية بوالماس.
وأضافت لطيفة أحرار أنها تؤمن بالفن الذي يطرح الأسئلة والإشكالات الكبرى ويخترق الطابوهات، أو بعبارة أخرى هي تؤمن بالوظائف الحقيقية للفن، وأن الإجابات الممكنة حول كل القضايا هي من وظيفة نشطاء السياسة الذين عليهم أن يجدوا الحلول والبدائل.
وكان سعيد أقداد، الكاتب الأول للفرع المحلي لحزب الكتاب، قد أكد، في كلمة له بالمناسبة، أن هذا الصالون الثقافي الذي دأب الفرع على تنظيمه، يندرج ضمن اهتمام حزب التقدم والاشتراكية بالشأن الثقافي والفني عموما، وفي إطار إعطاء المسألة الثقافية الأولوية التي تستحقها ضمن البرنامج العام للحزب ودوره في إشاعة قيم الفن والجمال والتربية على الذوق الرفيع وسط المجتمع.
وأضاف أقداد أن هذا اللقاء الذي خصص بكامله لنساء متألقات، يعتبر تتويجا لمسار موسم سياسي وثقافي حافل بالأنشطة، مؤكدا أن الفرع سيواصل على نفس النهج انطلاقا من بداية الموسم الثقافي المقبل، وفق برمجة جديدة تراعي انتظارات الجمهور في شتى المجالات الفنية والأدبيى، كالمسرح والسينما والشعر والفكر وغيرها من الحقول الثقافية التي تترجم رؤية حزب التقدم والاشتراكية للمسألة الثقافية.
يشار إلى أن فيلم “تاربات ن واضو” أو “فتاة الريح” الذي أخرجته الفنانة لطيفة أحرار ضمن الماستر المتخصص في السينما الوثائقية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي، توج بالجائزة الكبرى للفيلم القصير في مهرجان “إسني ن ورغ” الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير في دورته الثانية عشرة.
لطيفة أحرار التي راكمت تجربة غنية في مجال الأداء والتمثيل في السينما والمسرح والتلفزيون، ضمنها أفلام ليالي بيضاء، ومغربيات في القدس، وأبواب الجنة، وتازة، والضحايا، وعايدة، وجوع كلبك، وضربة في الرأس، وغيرها من الأعمال المسرحية والسينمائية، تعد هذه هي التجربة الأولى لها في مجال الإخراج السينمائي.


وتزامنا مع هذا العرض، افتتح معرض للفنانة التشكيلية والمهندسة المعمارية لبنى حميدوش، الذي يحتضنه المقر المركزي لحزب الكتاب، ويمتد من 12 إلى غاية يوم 19 يوليوز الجاري.
وتشتغل الفنانة لبنى حميدوش، وفق ما صرحت به لبيان اليوم، على تيمة الجسد، واختارت الاحتفاء به في مجموع لوحاتها، التي هي عبارة عن حلم لم يكتمل، وفق تعبيرها، يفسح المجال للخيال وللتأمل، ويبقى مفتوحا على قراءات متعددة رامزة، وحافلة بالإيحاءات الأيروتيكية من خلال حرصها، كفنانة تشكيلية، على تلك التفاصيل الدقيقة لجسد المرأة الذي تبرزه عاريا من كل إضافات تحجب عنه رؤية الحرية في شساعتها الممتدة.
حضر هذه الفعالية الثقافية بعض أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، يتقدمهم وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة عبد الأحد الفسي الفهري الذي أشرف على افتتاح هذه الفعاليات، وأعضاء من مكتب فرع الرباط أكدال، والمنسق الوطني لقطاع الثقافة والفنون والاتصال التابع للحزب، بالإضافة إلى جمهور من الفنانين والإعلاميين والفاعلين الجمعويين.

> محمد حجيوي – تصوير: موسى رضوان

Related posts

Top