خاوة خاوة

شكلت مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الإيفواري يوم الجمعة الماضي، والتي انتهت بتحقيقه لفوز مثير، فرصة كبيرة لإظهار خاصية استثنائية، تجلت في دعم مطلق من طرف الجمهوريين المصري والجزائري لـ “أسود الأطلس”، والتعبير عن مشاعر الفرح بالانتصار الثاني على التوالي في مجموعة صنفت قبل انطلاق منافسات النسخة الـ32 لكأس الأمم الأفريقية المقامة بأرض “الفراعنة”، بمجموعة الموت.
والمثير للغاية، أن الجمهور المصري مثلا يحفظ عن ظهر قلب أسماء لاعبي المنتخب المغربي وأسماء الأندية التي يلعبون لها، دون أن يسجل ولو خطأ واحدا من طرف أغلب الذين التقيانهم داخل العاصمة المصرية القاهرة، ومختلف محافظاتها الممتدة لمئات الكيلومترات.
فهناك احترام وتقدير كبيرين من جانب المواطن المصري عموما، فسواء في الشارع أو في وسائل النقل، وفي كل مجال من مجالات الحياة اليومية، نتلقى نفس الخطاب وتقريبا، وبعبارات لا تختلف باختلاف الوضعية الاجتماعية.
فعندما يعلم أي مواطن مصري أنك مغربي الجنسية، لا يخفي إعجابه بالمغرب، بل تراه يتكلم بكثير من الاحترام عن المغرب، ويجتهد في استعادة مفردات باللهجة المغربية، والأمنية الوحيدة التي يجمعون عليها هي وصول المنتخبين معا للمباراة النهائية.
وللتعبير عن مشاعر الحب والتقدير، أبلت سلطات العاصمة المصرية، إلا أن يضاء برج القاهرة ليلة مباراة كوت ديفوار بألوان العلم المغربي، أي الأحمر والأخضر، وهذا التقدير لقي استحسان الجمهور الرياضي المغربي الذي يتواجد هذه الأيام بكثرة لمساندة منتخبه الوطني.
بالنسبة للجمهور الجزائري، فقد برز بتلقائية كبيرة، معلنا عن دعم غير مسبوق لـ “أسود الأطلس”، حضر بأعداد محترمة خلال المباراة الثانية، حاملا العلم الجزائري، ومرددين شعاره الخالد بالنسبة له، “خاوة خاوة ماشي عداوة”، والذي أصبح يردده بقوة في جل التظاهرات الرياضية خلال السنوات الأخيرة، مع العلم أن الجمهور المغربي، سجل هو الآخر حضورا لافتا خلال مباراتي المنتخب الجزائري أمام بوروندي والسنغال، إذ انتزع أصدقاء رياض محرز ستة نقط.
ومن غريب الصدف، أن المنتخبات الثلاثة حققت جميعها تأهيلا مبكرا بستة نقط، لتكتمل فرحة الجمهور المشترك، والذي شكل لحمة واحدة، في كل المباريات، مع الإشارة إلى أن المغاربة هم من يلعبون دور الخيط الرابط بين الجمهوريين المصري والجزائري، وهو دور يترجم طبيعة الإنسان المغربي المعروف عادة بالاتزان في مواقفه …

محمد الروحلي

الوسوم
Top