نجاح مصر

تتواصل بخمس مدن مصرية منافسات النسخة الثانية والثلاثين لكأس الأمم الأفريقية في كرة القدم، وتبين من خلال مقابلات الجولة الأولى بالمجموعات الستة، تفوق الدولة المصرية في عملية التنظيم.
وكان اختيار اللجنة المحلية المنظمة لخمس مدن موفقا، إذ روعيت مسألة التقارب الجغرافي، وهي القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية، وهذا عامل سمح بسلاسة التنقل بين المناطق المعنية بتنظيم المنافسات.
وبالرغم من الظرف الزمني الضيق الذي تسلمت فيه مصر شرف تنظيم “الكان”، بعد فوز ساحق في عملية التصويت على حساب جنوب إفريقيا، فقد نجحت مصر في تقديم تنظيم جيد بمختلف المستويات، ويتبين ذلك من خلال الوسائل التي وفرتها اللجنة المحلية للمنتخبات والجمهور ورجال الإعلام.
كان أمام مصر 158 يوماً فقط للوصول إلى تقديم نسخة ناجحة، وتفوقت إلى حد كبير في هذا الرهان، وساعدها في ذلك تمتع البلاد ببنية تحتية مناسبة، وملاعب ممتازة، مجهزة على نحو يليق باحتضان أهم التظاهرات القارية والدولية، وأغلب هذه الملاعب تستوعب أزيد من 20 ألف مقعدا، بالإضافة إلى الملاعب الكبيرة التي تفوق طاقتها الاستيعابية الـ70 ألف متفرج كملعب القاهرة الدولي مثلا، وكل هذه الملاعب قدمت صورة جميلة للمشاهد، حيث اجتهد المنظمون في تهيئها على نحو رائع، كما أن العشب والتجهيزات لقيت استحسان المنتخبات المشاركة.
احتضان عرس كرة القدم الإفريقية جعل الحياة تدب من جديد بهذه المنشآت، بعد عودة الجماهير للمدرجات المصرية التي استعادت روح كرة القدم الحقيقية.
عودة الجماهير للمدرجات، ليست المكسب الوحيد الذي حققته حتى الآن مصر من وراء تنظيم هذه البطولة، فهناك -بطبيعة الحال- مكاسب اقتصادية وسياسية ورواج سياحي يدعمه توافد مئات الآلاف من المشجعين الأفارقة لحضور المباريات على مدى قرابة الشهر.
هكذا نجحت مصر -حتى الآن- في تقديم نسخة ناجحة، كما قدمت الدليل على أن الوقت ليس بعامل حاسم لتقديم تنظيم جيد، بقدر ما هناك أسبقيات تبدو ضرورية وأساسها التوفر على الكفاءات البشرية والتجهيزات الأساسية.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top