معالم وحضارات اندثرت بسبب الحروب

“اناسازي”..شعب اختفى فجأة دون ترك أي أثر

هناك العديد من اثار الأمم الماضية محى معالمها الزمن بفعل العوامل الطبيعية، غير أن هناك العديد من الحضارات التي اندثرت بسبب الحروب، مثال على ذلك حضارة بغداد القديمة التي دمرتها حروب المغول في العهد القديم.
وتعبر الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية عن حضارات عديدة محتها الحروب تماما ولا يعرف عنها شيئا سوى من الكتب، مثل مكتبة الاسكندرية القديمة. في الحروب تسعى كل قوة لطمس معالم القوى الأخرى من تاريخ وكتابة ومعالم وثقافة شعب، أما عن طريق الحرق مثل ما حدث بالإسكندرية القديمة أو عن طريق رمي وحرق الكتب مثل ما حدث قديما ببغداد أو عن طريق هدم الأثار وبقايا تلك الشعوب وتراثها المعماري والحضاري أو عن طريق تهجير أهلها منها مثل ما حدث بالأندلس. فالحروب تبقى آثارها بعدما تسكن أصوات المدافع والرصاص. يدفن القتلى ويعالج الجرحى وتبقى المدن المدمرة ركام وبقايا حطام يعاد بناء بعضه ويبقى آخر شاهدا على تلك الصراعات.
بيان اليوم ترصد بعض الأماكن التاريخية التي دمرتها الحروب

في سنة 700 قبل الميلاد استقرت حضارة في أمريكا الشمالية اسمها “اناسازي” وعلى مستوى القبائل، فهي أول قبيلة سجل لها معرفة صنع واستخدام الأقواس والسهام، وبنووا مبان ضخمة وغريبة في الجبال وتحت الأرض عبر أراضيها المترامية الأطراف. قبل 650 سنة مضت، اختفت حضارتهم بالكامل مخلفة وراءها بعض المنحوتات والنقوش والأواني والفخار.
كانت خضارة “اناسازي” متقدمة أكثر من غيرها من القبائل الهندية، وينعكس ذلك من خلال نمط حياتهم ومبانيهم وكذلك طريقة تنظيمهم في المجالات الزراعية والمنازل وشبكات الطرق، فأنظمتهم تلك لا تشبه أي نظام لأي قبيله اخرى في جنوب غرب امريكا.
ويؤمن البعض بأن كان لهم اتصال مع المخلوقات الفضائية. والبعض يرى انهم ليسوا من كوكب الأرض أصلا، وهناك بعض الحقائق التي يمكن ان تفسر ذلك. “اناسازي” اسم له معنى في لغة النافو هو القديمة ويمكن ترجمتها بمعنى الغرباء أو العدو القديم، حيث إن الهنود في امريكا الشمالية كانوا يعتقدون أن “الاناسازي” شعب جاء من كوكب آخر، أو اعتبروهم كائنات من مكان اخر. ظهر شعب “اناسازي” حوالي سنة 1200 قبل الميلاد، وفي الاساطير الهندية القديمة توجد بعض المؤشرات تقول إن “اناسازي” وصلوا من جهة الغرب بواسطة السفن. ولكن هذا لا يكفي لأثبات ان “الاناسازي” غادروا الى كوكب أو مكان أو موقع آخر. وعلى مدى قرون كثيرة عاش شعب “اناسازي” في أمريكا الشمالية في منطقة نيومكسيكو وكولورادو واريزونا ويوتا.
بنى شعب “اناسازي” مرصد فلكي باستخدام التقويم الطقسي للتخطيط لحياتهم اليومية والدينية وكذلك شبكة طرق ومساكنهم كانت عبارة عن الجبال المنحوتة من الداخل، وكانت على شكل طوابق أو تحت الأجراف أو حفر بداخل الأرض والتي كانت تمثل لهم المدخل الى العالم السفلي.
شيد شعب “اناسازي” مساكنهم في أماكن غريبة وبطريقة بناء معقده جدا، فهل اعتمادهم لسكن تلك المنازل كان بسبب خوفهم من الأمطار والثلوج في فصل الشتاء والحرارة في الصيف، وهل اختيارهم لتلك المساكن للحماية من الأعداء، مثلا او لمنع الهجمات من الحيوانات أو القبائل الأخرى مثلا، وبالتالي تكون تلك المساكن ضمان لبقائهم، ثم لماذا كانت مساكنهم هذه بعيده عن حقولهم الزراعيه؟
حوالي سنة 1100 قبل الميلاد كانت موجة جفاف كبرى تعرضت لها تلك المنطقة، حيث كانت تعيش “أناسازي” ويعتقد البعض ان موجات الجفاف تلك تسببت في ابادة شعب “الأناسازي” او هجرتهم الى منطقه أخرى.
غير أن علماء المناخ أشاروا الى ان ذلك الجفاف الكبير لم يكن قاسيا بما فيه الكفاية لجعل تلك الأمة تهاجر بكاملها.
إحدى نظريات التفسير تقول ان شعب “الأناسازي” تعرض الى هجوم من قبل قبيله أخرى، مما أدى لمقتل سكانها بالكامل،
ولكن لا توجد أي أثار تشير الى حدوث معركة كبرى في تلك المنطقة بما يكفي لتدمير شعب بأكمله فلا يوجد اي دليل على وجود مقابر جماعية.
“اناسازي” لم تكن الحضارة القديمة الوحيدة التي اختفت بدون ترك أثر. يوجد العديد من الحضارات التي خلفت وراءها العديد من علامات الاستفهام، كحضارة مدينة “تيوتيوكيوهان” المكسيكية، وبناة صروح جزيرة ايستر أو جزيرة الفصح أو حتى قارة اطلنتس الأسطورية. حيث أشارت الوثائق الهندية القديمة إلى أن “الأناسازي” جاءوا من عالم آخر.
والمؤمنون بنظرية المخلوقات الفضائية والاتصال معهم يقولون إن “الاناسازي” كان لهم اتصال مع مخلوقات الكواكب الأخرى، فهل من الممكن حسب هذه النظرية اختطاف شعب بأكمله؟، أو أن يكون “اناسازي” هم نفسهم الأجانب الذين عاشوا في الأرض لأجيال قبل ان يعودوا إلى موطنهم الأصلي؟، حيث كانوا على درجة عالية من التقدم والتطور من بين الكثير من المجتمعات المختلفة من سكان هذا الكوكب عبر الحقب التاريخية.
فكيف لحضارة بأكملها ان تختفي فجأة من وجه الأرض، بدون أي تفسير مقنع يبين كيفية خروجهم واختفائهم. ولكن فكرة أن شعب “اناسازي” جاءوا في سفينة فضائية لم يؤكدها أي دليل حتى الآن، على الرغم من وجود أوجه تشابه بين المواقع الأثرية المحيرة في جميع أنحاء العالم مثل “ستونهنج” و”كوبيك تيكي” و”بوما بونكو” و”المايا” وبين “اناسازي” كثقافات عالمية قديمة في معرفة علوم الفلك وفهم الكون. ونشير الى أن شعوب “بويبلوا” القديمة كانوا يعيشون في مجموعة من الهياكل وبيوت بداخل الأرض مصممة، بحيث يمكن رفع السلالم خلال هجمات العدو، مما يوفر لهم الأمن والذين يطلق عليهم بعض العلماء بـ”الأناسازي”، على الرغم أن بعض العلماء يرفضون الخلط بين شعوب “بويبلوا” القديمة وبين شعوب “اناسازي” لتكون “اناسازي” مختلفة في العادات والتقاليد عن شعوب “بويبلوا”، وكما أن شعوب “بويبلوا” القديمة لايزال لم حتى يومنا هذا يرفضون تسميتهم بـ “اناسازي” آكلي لحوم البشر. وجد العلماء والأثاريون أشلاء وعظام بشرية تعود للقرن الثاني عشر في المواقع التي كانت تعيش فيها شعوب “اناسازي” وهي تقدم دليل على أن “الاناسازي” كانوا من آكلي لحوم البشر وعثر على رفات بشرية في أوعية طهي مقطعه بشكل منهجي وهي على نفس حالة عظام الحيوانات المستخدمة لأغراض الطهي. وتوجد مؤشرات كثيره تدل على أن تلك العظام تعرضت للنار والطبخ، ويمكن تفسير ذلك بموجة الجوع التي تفاقمت بعد تعرض تلك المنطقة للجفاف مما أدى الى أكلهم البعض للبعض الآخر أو أن أكل لحم البشر تعتبر عادة أو أحد تلك الطقوس المعتمدة في القبائل الهندية في أمريكا الوسطى والشمالية. واخيرا لو افترضنا ان عادة اكل لحوم البشر بين شعوب “انانسازي” ادى الى تفشي مرض قاتل بينهم أدى إلى موتهم جميعا ثم وجدت الحيوانات والطيور من اكلة اللحوم تلك الجثث وأكلتها أو أن بعضها تحلل عبر الزمن فأين ذهبت رفات شعب بأكمله.

> إعداد: سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top