قصص وطرائف من نوادر العرب

بمناسبة شهر رمضان المبارك، اخترنا لكم باقة منتقاة من طرائف العرب المضحكة، التي تحمل في جوانبها واقعا ساخرا يفيض بحكم ودلالات تنم عن دهاء وسرعة بديهة ومكر .

  • من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

في يوم من الأيام، كان هناك زوج وزوجة يعيشان حياة سعيدة وهادئة، وذات يوم رجع الزوج من شغله ليبلغ زوجته، أنه قد اشتاق إلى أهله وأخوته وأولادهم كثيراً وأنه قرر أن يدعوهم لتناول طعام الغذاء معه غداً في المنزل، وطلب منها أن تحضر ألذ وأفخم أنواع الطعام التي تليق بأهله. بدا علي الزوجة الإنزعاج وقالت لزوجها بتأفف: إن شاء الله خيرا، ولم تجب بأكثر من ذلك. لم يضع الزوج في رأسه شيئاً سيئاً وقال لها ببساطة: إذاً سوف أتصل بأهلي حتى أؤكد عليهم الحضور وتناول الغذاء غداً، فقالت الزوجة بإبتسامة ساخرة وقد خطرت على بالها فكرة شريرة: حسناً يا عزيزي.. إفعل كما تحب..
وفي صباح اليوم التالي، ذهب الزوج إلى عمله كعادته، وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً، رجع إلي المنزل مسرعاً وسأل زوجته: ماذا طبختي اليوم لعائلتي، فهم علي وشك الوصول، وسيكونون هنا خلال ساعة. فقالت الزوجة : لم أطبخ شيئاً، فأهلك ليسوا غرباء ويمكنهم أن يتناولوا من الطعام الموجود بالبيت. أظهر الزوج غضبا مصطنعا وهو يقول لها : سامحك الله كيف لم تطبخي شيئاً ؟ ألم أقل لك أن أهلي قادمين لتناول طعام الغداء اليوم، وأن عليك أن تقومي بطبخ ألذ المأكولات لأجلهم، الآن هم على وشك الحضور فماذا أفعل ؟
قالت الزوجة في برود: يمكنك أن تتصل بهم الآن وتعتذر لهم، بدعوى أنك في مهمة مستعجلة، وبالتالي،سيتفهمون الأمرولن يستطيعوا القدوم.. فهل ليسوا غرباء هم أهلك. نظر إليها الزوج في غضب مفتعل، ثم غادر المنزل دون أن يقول كلمة أخرى. بعد قليل، إذا بشخص يطرق باب المنزل، قامت الزوجة في تباطؤ ظناً منها أن أهل زوجها قد جاؤوا ولكنها تفاجأت بأهلها وأخواتها وأولادهم يدخلون البيت .
وقفت متسمرة في مكانها غير قادرة على التحرك من الدهشة، رحبت بهم وأدخلتهم فسألوها عن زوجها، فاعتذرت لهم بكونه غير موجود وخرج قبل قليل. فتعجب أبوها وسألها : لقد دعانا زوجك البارحة إلى طعام الغداء، فكيف يعزمنا بنفسه ثم يغادر المنزل ؟ صعقت الزوجة من كلام والدها، وبدأت تفرك يديها.. لا تعرف ماذا ستقول لأهلها وماذا ستقدم لهم في وجبة الغداء.. لكون الطعام الموجود بالمنزل لا يليق أبداً بأهلها ولا يمكنها أن تقدمه لهم .اتصلت بزوجها على الفور وسألته في غضب: لماذا لم تخبرني أنك عزمت أهلي أمس لتناول طعام الغداء. فقال لها في سخرية: أهلي وأهلك ..لافرق بينهم، فقالت الزوجة : أرجوك.. أحضر معك طعاما جاهزا من الخارج.. فلا يوجد أي طعام في المنزل يمكن أن أقدمه إلى أهلي. فقال الزوج في بساطة : أنا الآن بعيد جداً عن المنزل.. وهؤلاء أهلك وليسوا غرباء.. يمكنك أن تقدمي لهم من الطعام الموجود في المنزل.

إعداد: حسن عربي

Related posts

Top