أطباء يتحدثون لبيان اليوم عن مرض السكري ورمضان

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات.

وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.

وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

الحلقة 1

مع الدكتور لحنش شراف
مرض السكري هو مرض مزمن يتميز بارتفاع نسبة السكري في الدم خارج الحدود المتعارف عليها طبيا و ينتج عن انخفاض أو انعدام إنتاج الانسولين من طرف البنكرياس ويؤدي ارتفاع نسبة السكري إلى أضرار وخيمة في مختلف أجهزة الجسم و تتعدد أنواع السكري بتعدد أسبابه لكن العلاجات المكتشفة والحديثة ساهمت بشكل كبير في تطوير كيفية التكفل بهذا الداء وبالتالي تفادي التلف الذي يصيب أجهزة الجسم.
بالنسبة لمريض السكري الذي يقبل على رمضان فمن الضروري أن يراجع طبيبه المعالج قصد تقييم مدى قدرته وجاهزيته لصيام شهر رمضان من عدمه وكذلك نوع الحمية التي من الممكن أن يتبعها خلال الشهر الكريم وذلك لتعدد الأطباق والأكلات التي من شأنها أن تعرضه لمضاعفات كبيرة حتى وإن كانت حالته مستقرة قبل ذلك.
تبقى المراقبة المستمرة وقياس نسبة السكر في الدم خصوصا في الأيام الأولى من الشهر الفضيل من الأمور الضرورية لأن التغيرات في العادات الغذائية تؤثر بشكل كبير على توازن نسبة الكلوكوز في الدم و بالتالي يمكن أن يتعرض مريض السكري إما لانخفاض نسبة الكلوكوز في الدم مع ما تحمله من مضاعفات تصل إلى حد الوفاة خصوصا إذا ما أصرَّ المريض على الصيام رغم استهلاكه لأدوية تخفض نسبة الكلوكوز بطريقة سريعة في الدم، كما أن ارتفاع هاته النسبة في الدم أيضا يشكل خطرا كبيرا على صحة مريض السكري من الممكن تفاديه باتباع النصائح الطبية و المراقبة اللازمة.
يجب على مريض السكري التوقف عن الصيام متى راودته الأعراض التالية: الدوخة، الجوع، الصداع، التوتر، التعرق والزيادة في نبضات القلب لأنها علامات وإشارات يرسلها الجسم حالما تعرض لمضاعفات تهدد سلامته.
استهلاك أطعمة مفيدة (البروتينات والخضراوات والكربوهيدرات) وتقسيمها على عدة وجبات ما بين الفطور إلى السحور مع شرب كميات وافرة من المياه مع الحرص على ممارسة مجهود بدني بعد الإفطار و ليس قبل ذلك، تعجيل الفطور وتأخير السحور، النوم الكافي، تفادي استهلاك كميات كبيرة من السكريات والدهنيات خاصة وأن أغلب الأكلات المعروضة خلال هذا الشهر تتميز بسعراتها الحرارية المرتفعة، كلها نصائح يمكن لمريض السكري اتباعها للمحافظة على توازن صحي خلال هذا الشهر الكريم.  
> عبدالصمد ادنيدن

Related posts

Top