محصول الحبوب يحقق أسوأ إنتاج منذ إطلاق المغرب الأخضر

يتجه محصول الحبوب برسم الموسم الفلاحي 2018-2019 إلى تحقيق أسوء نسبة إنتاج منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر (2009-2018)، وذلك وفق معطيات رسمية كشفت عنها وزارة الفلاحة التي أشارت إلى أنها تتوقع محصولا في إنتاج الحبوب يقدر بـ61 مليون قنطار، بانخفاض قدره %19 بالمقارنة مع متوسط الإنتاج خلال العقد الأخير.
وعزت الوزارة هذا التراجع في نسبة إنتاج الحبوب خلال الموسم الفلاحي الحالي إلى سوء التقسيم الزمني للتساقطات المطرية، وهو ما تسبب في ضعف الإنتاج على مستوى جميع الأقاليم المغربية، باستثناء المناطق الشمالية التي سجلت مستوى بين حسن وجيد، مبرزة أن المحصول النهائي  للحبوب سيتوقف على الظروف المناخية التي ستسود في الأسابيع المقبلة.
وأبرزت الوزارة أن الموسم الفلاحي 2018/2019 سجل تساقطات مطرية بلغت إلى حدود 24 أبريل الجاري 290.5 ملم، بانخفاض قدره %11 بالمقارنة مع معدل التساقطات المطرية خلال 30 سنة الأخيرة (326. ملم)، وانخفاض بـ %23 (375.3 ملم) عن الموسم الماضي في نفس التاريخ.
وأكدت أن حوالي %75 من الأمطار أتت خلال الثلاث أشهر الأولى للموسم الفلاحي، وبتساقطات مطرية غزيرة استمرت حتى شهر يناير، غير أن انخفاض التساقطات، أو توقفها في العديد من المناطق خلال الأشهر التالية، أدى إلى تأخر في نمو زراعات الحبوب وانخفاض في المحصول، تتفاوت أهميته حسب المناطق.
وأوضح المصدر ذاته، أن المساحة الإجمالية المزروعة من الحبوب لهذا الموسم تقدر بـ 4.7 مليون هكتار، منها 3.5 مليون هكتار في حالة نباتية جيدة، مشيرا إلى أن توقعات محاصيل الحبوب تتوزع حسب الأنواع التالية؛ 35 مليون قنطار من القمح الطري و13.3 مليون قنطار من القمح الصلب و12.5 مليون قنطار من الشعير، مضيفا أن التوزيع الجهوي للإنتاج يوضح أن %65 من الإنتاج المتوقع لهذا الموسم سيكون مصدره 3 جهات وهي؛ فاس-مكناس والرباط-سلا-القنيطرة وجهة الدار البيضاء الكبرى.
وفي سياق متصل، توقعت الوزارة أن يكون الموسم الفلاحي جيدا بالنسبة للزراعات السكرية والأشجار المثمرة وتربية المواشي، مبرزة أن التساقطات المطرية لشهر أبريل مكنت في العديد من مناطق المملكة من تحسين الغطاء النباتي للمراعي، خاصةً المراعي الجبلية، ومراعي الأطلس الجنوبية والأطلس المتوسط، متوقعة في الآن ذاته موسما فلاحيا جيدا بالنسبة للزراعات السكرية، التي تغطي مساحة تبلغ حوالي 60 ألف هكتار.
ويقدر أن تصل منتوجية الشمندر السكري إلى 70 طنًا/ هكتار، وذلك بفضل التقدم التقني والتكنولوجي المسجل في مختلف أحواض الإنتاج (99% مزروعة بطريقة ميكانيكية تهم النباتات أحادية النبتة)، مبرزة أن عملية جمع محصول الشمندر السكري بدأت بشكل مبكر انطلاقا من 12 أبريل. أما بالنسبة لقصب السكر الذي بدأ تصنيعه شهر فبراير الماضي، فمن المتوقع أن تصل منتوجيته لـ68 طن / هكتار.
إلى ذلك، أشار بلاغ الوزارة إلى أن “القطاع استفاد خلال الموسم الفلاحي الحالي من موسمين ماضيين جيدين (2016/2017 و2017/2018) وهو ما مكن مربي الماشية من الاستفادة من توافر المخزونات من الموفورات الكلائية، ويتضح ذلك من خلال مستويات الأسعار التي  تبقى عادية ومعقولة”، مبرزا أن “أسعار الحيوانات الحية هي في نفس مستويات 2018 أو أعلى قليلا (%10)”.
وبالنسبة للتوقعات بشأن إنتاج الزيتون والحوامض والتمر، فإنها تبدو جيدة، حيث إن التساقطات المطرية  خلال شهر أبريل في المناطق الجبلية وخصوصا في مناطق سايس، والأطلس المتوسط والريف، مكنت من بلوغ معدل ملء للسدود الموجهة للإستخدام الفلاحي يقدر بـ%60 حاليا، ما يبشر بموسم فلاحي جيد على مستوى زراعة الأشجار المثمرة.
وأكد بلاغ وزارة الفلاحة أنه “على الرغم من التوقعات بانخفاض الإنتاج فيما يتعلق بمحصول الحبوب، فإن توقعات الوزارة للناتج الفلاحي الخام تقدر بما بين 124 و125 مليار درهم، مما سيساهم  في تثبيت استقرار النمو الفلاحي ببلادنا (+1.2%)”، معتبرة أن “النتائج التي تحققت على مدى السنوات الأخيرة بفضل مخطط المغرب الأخضر، مكنت الفلاحة المغربية من الحفاظ على هذا المستوى من التميز”.

> إسماعيل الأداريسي

Related posts

Top