أزمة العقار .. المنعشون يرمون الكرة في ملعب الأبناك

رمى المنعشون العقاريون بكرة الأزمة التي يشهدها قطاع العقار في ملعب الأبناك، حيث أجمع المتدخلون في ندوة صحفية عقدت مؤخرا بالدار البيضاء لتقديم مستجدات معرض العقار الفاخر الذي سينظم ما بين 11 و14 أبريل الجاري، على أنه لا وجود لأزمة في قطاع العقار، وأن الأزمة التي أرخت على قطاع العقار ترتبط بأزمة التمويل وليس بالقطاع في حد ذاته.
إجماع المتدخلين في هذه الندوة، ركز على التمويل البنكي الذي أصبح صعب الولوج في الآونة الأخيرة، إذ أصبحت مؤسسات التمويل تشدد في إجراءات منح القروض العقارية، خاصة للزبناء الراغبين في اقتناء عقار أو شقة.
وفي هذا الصدد، أوضح أعضاء الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقارية، أنه قبل الحديث عن وجود أزمة ما، يعيشها قطاع العقار، لابد من تحديد الأزمة أولا ونوعيتها وطبيعة الأزمات التي عرفها قطاع العقار؟
وذكروا في هذا الباب، بالأزمات التي عرفها القطاع في مراحل سابقة، حيث عرف القطاع أزمة ندرة أراضي البناء في مرحلة من المراحل، ثم بعدها أزمة الإنتاج، ثم أزمة التراخيص، وحاليا يعيش القطاع أزمة الطلب باستحضار التفاوت الحاصل بين الطلب والعرض.
وسجل المتدخلون أن أصل الأزمة يرتبط بانعدام تشجيع الطلب، وغياب الابتكار على مستوى تشجيع المنعشين والزبناء في نفس الوقت. ودعا أعضاء الفيدرالية الأبناك إلى تسهيل إجراءات تمويل العقار لتشجيع الطلب القائم، معتبرين إلى أن الشروط التعجيزية التي تفرضها مؤسسات التمويل ومنح القروض، أصبحت عاملا يكبح تطور القطاع، وعامل أزمة عوض أن يكون عاملا للنهوض بالقطاع.
وبخصوص ارتفاع اسعار العقار بالرغم من حالة الركود التي يعيشها، أكدوا على أن أسعار العقار تحددها مجموعة من العوامل، تدخل فيها تكاليف الأشغال والبناء وغيرها من الإجراءات المرتبطة بها، وأرجع ارتفاع الأسعار إلى عوامل أخرى مرتبطة بارتفاع الرسوم المختلفة والتي ترفع الأسعار بشكل غير مباشر، ويتحمل نتائجها السلبية المنعش العقاري لوحده.
وفي السياق ذاته، أشاروا إلى أن هناك صورة سلبية لصيقة بالمنعشين العقارين وهي صورة مغلوطة، وتصورهم على أنهم يستفيدون من امتيازات واعفاءات، والحال أن نظام الامتيازات القائم، لا يستفيد منه المنعش، بل هو عبء عليه.
إلى جانب ذلك، انقدت الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين، بيروقراطية الإدارة المغربية التي تتسبب في تأخيرات غير مبررة، مشيرة إلى أن تأخيرات الإدارة في بعض الأحيان تكون سببا في خلق عراقيل للمنعشين العقاريين، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على آجال التسليم، بسبب الوتيرة البطيئة للإجراءات والمساطر الإدارية.
ويشارك في معرض العقار الفاخر، 22 عارضا من المنعشين العقاريين ومؤسسة مالية واحدة، ويعتبر المعرض الأول من نوعه الذي تنظمه الفيدرالية، على اعتبار أن المشاركين هم أعضاءها الذين زكتهم، والذين يلزمهم ميثاق الأخلاقيات، ويسوقون منتجات ذات جودة عالية، وفق تعبير الفيدرالية.
وتطمح الفيدرالية، إلى أن يصبح المعرض ملتقى سنويا لهذا القطاع الحيوي الذي يمثل حوالي 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام وأزيد من 10 في المائة من مناصب الشغل بالمغرب.

< حسن أنفلوس

Related posts

Top